Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
ثقافة الأبناء..
د. خيرية السقاف

هي مثقفة واعية على اطلاع ومتابعة وحرص أن تكون دوماً ملمَّة بما يدور وبما يصدر وبما يتجدَّد في مجالات الثقافة والفكر والأدب والمعارف العامة، وبكلِّ هذا فيها تحرص أن يكون أبناؤها على ثقافة واطلاع ومواكبة لما ينشر وما يدور.. تناقشنا معاً في هذا الخصوص وكان السؤال: كيف لهذا التَّدفق المعرفي أن توجَّه روافده لتنصبَّ في قنوات اهتمام الإنسان، وهو في طُلْعته ومقتبل إقباله على الحياة.. وهذه المطابع بل: المواقع تزخُّ زخَّاً كلَّ ساعة وليس فقط كلَّ يوم بهذا الكم من قطرات المعرفة في المجالات المختلفة؟
لم نكن وحدنا الحائرتين ولا المتسائلتين، فالناس كما يُقال «في الهمِّ معاً».. جميعنا يضع يده على صدره توجُّساً، ويضعها تحت خدِّه تفكُّراً..: ماذا ينفع للأجيال الناشئة من كلِّ هذا الزَّخم؟ وماذا تقدِّم هذه الشلالات ممَّا يتدفَّق وتنحدر به المطابع الورقية والإلكترونية؟.. في هذا الوقت الذي ضاق بمعطيات الحياة فيه إنسانه الذي صنع كلَّ ما زحم به وقته؟ واكتظَّ به زمنه؟!..
فثقافة الأبناء مهمَّةٌ جميلة وشاغلة وضرورة لا يدرك مدى نتائجها السالبة أو الموجبة إلا أبٌ أو أمٌّ على درجة بالغة في الوعي وفي الإحساس بالمسؤولية.
صديقتي هذه تناقشني الأمر بهذا الوعي، وعلى هذه الدرجة من الإحساس بالمسؤولية وهو همٌّ يشغل بال المربين كثيراً ولا سيما أنَّ مناهج التعليم العام لا تؤهل لثقافة ذات احتواء، ولا ذات أطراف، فالعرب القدماء كانوا يحثون على ثقافة شاملة وذلك باتباعهم مبدأ «الأخذ من كلِّ علمٍ بطرف» في الوقت الذي لم تكن فيه العلوم والمعارف على ما هي عليه من التوسُّع والتخصيص ودقة التفاصيل كما هي عليه الآن.
حفَّزتني فكرة هذه الواعية المسؤولة بحسِّها اليقظة بدورها نحو أبنائها أن أكتب عنها وأؤكد ما سبق أن كتبت عنه وناشدت به وهو إعادة النَّظر في مدى ما تقدِّم المؤسسات التعليمية من فرص تدريب مهارات الاطلاع والاختيار والبحث لمرتاديها من الدارسين فيها والدارسات وذلك بالاهتمام بمنهج القراءات والثقافة العامة، ووضع أمر «سعة الاطلاع» وتنوعه هدفاً رئيساً ضمن أهداف التعليم والتدريب والتكوين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved