Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
استهتار بالمرور..
عبدالرحمن بن سعد السماري

رغم الجهود الكبيرة التي اضطلع بها ويضطلع بها المرور لحل مشاكل السير والتخفيف من مشاكل الحوادث المرورية.. إلا أن هناك من فئة المستهترين من لا يهمه ذلك ومن لا يعنيه ذلك.. ومن لا يتفهم ولا يتعامل مع تلك الإجراءات التي تهدف إلى سلامته أولاً وأخيراً.
** تخيل.. سيارة صهريج «وايت» مليئة بالديزل تسير في الشوارع والديزل يتناثر منها.. تاركاً بقعاً في الأزفلت.. وما أن تمر إحدى السيارات فوق هذه البقع حتى تستدير عدة مرات ثم ترتطم بأقرب شيء.. سيارة.. أرصفة أو أي شيء آخر.. تاركة كارثة وراءها.. والسبب.. هو استهتار صاحب «الوايت» وعدم غلق محابس السيارة جيداً.. مما نجم عنه هذا التسرب الذي ترك خلفه عدداً من الحوادث الخطيرة والمميتة.
** وهكذا عندما يسمح آخر بتسرب زيت أو أي مواد بترولية أخرى.. تجعل الطريق عرضة للأخطار عن طريق انزلاق السيارات.
** أما الخطر الآخر.. فهو تلك الشاحنات بمختلف أشكالها وأحجامها.. التي تحمل بضائع كثيرة غير محكمة.. بمعنى انها تتطاير في الطرق السريعة.. فهذا يحمل فرش الإسفنج ترتفع فوق سيارته بمسافة تعادل حجمها ثلاث مرات.. ومتى سار.. تطايرت الفرش الواحد تلو الأخرى.. ومتى مرَّت إحدى السيارات فوق واحد منها.. فإما أن يختل توازنها او تنقلب على الفور.. وفي كل الحالات.. يتم تسجيل حادث خطير ومميت.
** وهذا يحمل عُدداً أو مخلفات أو أصناف وأنواع الحدائد والمخلفات ويتركها هكذا فوق سيارته.. تتطاير لتملأ الشوارع والطرق.. وكلما مرَّت سيارة فوق حديدة أو خشبة.. ترنَّحت حتى تنقلب أو تدخل في خرسانة أو تدخل في سيارة أخرى أو سيارات وهكذا.
** وهذا يحمل في سيارة ونيت صغيرة.. مائة عامل.. بعضهم فوق بعض.. تفيض بهم جنبات السيارة وكأنها تقترب من الانقلاب بسبب الأحمال الزائدة.. لكنه هذه المرة.. ليس بضائع.. بل بشر.
** وهذا يحمل أخشاباً للتسليح تتراكم فوق سيارته بمساحة كبيرة.. وفي كل مسافة كيلو متر.. يلقي خشبة أو خشبتين.. والويل لمن يتورط ويصطدم فيها أو يفاجأ بها.. ثم يحاول تحاشي الاصطدام بها.
** وآخر يحمل حديداً أو مواسير على سيارة صغيرة.. لتجدها بارزة امام السيارة بعدة أمتار.. وخلف السيارة بمثلها.. فتسير بالسيارة وتفاجأ أنك دخلت في مجموعة حديد ربما انغرست في جسد أحد الركاب.
** أما القلابات التي تملأ شوارعنا «بطحا.. ورمل.. وبحص» فهذا شيء تعودناه منذ سنين.. ولم يعد غريباً او نفاجأ به..
** وهكذا صهاريج شفط المجاري التي تسير في شوارعنا ويتطاير من اعلاها وأسفلها هذا الماء الآسن الكريه.. الذي كله اوساخ وقاذورات وأمراض.. وليس عند سائقها ادنى استعداد لإحكام إغلاقها.. حتى إذا وصل إلى حيث يلقي «بضاعته» فإذا الوايت لايحمل إلا ربع حمولته.. ويكسب من وراء ذلك بعض الوقت.. حيث لا يستغرق سوى ربع المدة لإفراغ الحمولة.
** ولا تنسوا «ونيتات» حمل الأغنام حيث يتم حشر عشرات الأغنام في ونيت صغير لايمكنه حمل أكثر من خمس أو سبع منها.. ومع ذلك.. يضع طابقين أو ثلاثة ويحشرها بالاغنام.. حتى إذا سار في الطريق.. أخذ في التمايل.. وإذا وصل كان «الفطيس» ثلاثاً أو أربعاً بسبب الاختناق والتزاحم.
** وهكذا النماذج الأخرى المشابهة.. وكلها تصب في خانة المخالفات والاستهتار باللوائح وأنظمة المرور.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved