|
يوم السبت العاشر من شهر صفر لعام 1424ه وزَّع الموت إحدى بطاقاته المهمَّة حاملةً اسم «ماجد بن عبدالعزيز» رحمه الله ، لقد أثارت هذه البطاقة في نفسي شجوناً كثيرة، أعادتني بعد أن أشجتني وأحزنتني إلى الماضي عدداً من السنوات، أوقفتني أمام رجلٍ دَمِثِ الخُلُق، ليِّن الجانب، مَرْهَفِ الحسِّ، كان في حينها وزيراً للشؤون البلدية والقروية، اسمه «ماجد بن عبدالعزيز»، كانت طاولةُ مكتب الوزارة تحول بيني وبينه حينما مَدَدْتُ يدي إليه مصافحاً معرِّفاً بنفسي، ما زلت أذكر كيف وقف حينما ذكرت له اسمي مبتسماً، مبدياً الاهتمام، طالباً مني أن اقرِّب منه حتى لا تبقى هذه الطاولة حائلةً بيني وبينه، وصافحني رحمه الله مصافحةَ قلبٍ كبير قائلاً: ألا تعلم أنك ابن شيخي وأستاذي؟؟ لقد جلست في حَلْقة دروس والدك «الشيخ صالح» في الحرم المكي مرَّاتٍ ومرَّات، وكنت أستأنس بعلمه ومواعظه وطرائف حديثه، ونصائحه الجميلة، وما زلت أذكر موقفاً خاصَّاً مع والدكَ، كأني أعيشه الآن، حيث دعاني بعد انتهاء درسه في تلك الليلة، وحيَّاني وسأل عن أحوالي وهمس في أذني بكلماتٍ ناصحةٍ صادقة حانية ما زال صداها يتردَّد في مسمعي، كان «ماجد بن عبدالعزيز» رحمه الله منطلقاً في حديث ذكرياته الجميل، وقد فاجأني بخلقٍ حسنٍ أسعدني وأشعرني بمعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «ابتسامك في وجه أخيك صدقة»، وأشهد أنني قد رأيت في تلك الزيارة لماجد «صدقاتٍ» كثيرةً قدَّمها لنفسه بابتسامته للمراجعين الذين اكتظَّ بهم مكتبه ذاك. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |