وفاة الأمير الإنسان
م.عبدالعزيز حنفي

يزداد التأثر برحيل الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله كلما ازداد الإنسان قرباً ومعرفة به فقد عرفته كريماً عطوفاً وكانت أخلاقه وسجاياه مثار إعجاب وتقدير ولما تولى رحمه الله إمارة منطقة مكة المكرمة تعمقت معرفة الناس به عن قرب وعرفوا فيه الصدق وحسن التعامل واحترام الكبير والصغير غنيهم وفقيرهم وبذل جهده ووقته لمساعدة أبناء المنطقة فزرع لنفسه محبة في قلوبهم جاء وقت حصادها اليوم فهاهم محبوه يرفعون أكف الضراعة للمولى القدير ان يرحمه ويغفر له.
كانت للأمير ماجد مواقف حسنة وإنسانية نبعت من حبه للخير ولم ينتظر من أحد جزاء ولا شكوراً وتعلم منه جلساؤه وخاصة المقربين منه الشمائل الحسنة والإيمان بالله منذ أول المعرفة به وحتى مواقفه الإيمانية في مرضه وتحمله لوطأة المرض بصبر المؤمن وثباته، يقيناً بقدر الله فكان ذلك درساً عملياً لمن أصابته مصيبة ان يلجأ إلى ربه ويفوض أمره لله وأجر الصابر عند ربه والمؤمن يثاب على الشوكة يشاكها فكيف بالأمراض المعضلة المؤلمة فالحمد لله على قضائه وقدره.
ولقد كان لحب العلم والثقافة والمعرفة جانب كبير من حياته وتلقى علومه النظرية في المدارس والعملية في بلاط والده الملك عبدالعزيز رحمه الله وتعلم فيه السياسة والاقتصاد ولا يخلو مجلسه ولا قلبه من حب العلم والعلماء فتعلم منهم وتعلموا منه وهذه سجايا الأمير ماجد وأخلاقه وتواضعه واهتمامه ونبله وكرمه كلها ظهرت وتجسدت في أذهان الناس عندما جاءهم نبأ رحيله وأذكر ختاماً اهتمامه بحلقات تحفيظ القرآن الكريم فقد كان لايألو جهداً في تكريم أبنائه حفظة كتاب الله ويحرص على رعاية الحفل السنوي لجمعية القرآن الكريم ويسعد كثيراً بالاستماع إلى صغار السن والناشئة وهم يرتلون بأصواتهم الغضة آيات القرآن، نسأل الله عز وجل ان يرحم الأمير ماجد الإنسان وأن يسكنه فسيح جناته ويجعله في عليين.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}