* الرياض الجزيرة:
تلبية لدعوة رسمية من فخامة الرئيس الألباني الدكتور ألفريد مويسيا، قام صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة بزيارة رسمية إلى ألبانيا تركزت على بحث فرص الاستثمار هناك.
وكان سمو الأمير الوليد قد وصل والوفد المرافق له إلى العاصمة الألبانية تيرانا بعد ظهر يوم الأحد 4 صفر 1424هـ الموافق 6 إبريل 2003م حيث كان في استقبال سموه معالي نائب وزير الخارجية السيد لوان حيدر آغا، والسيد فلاديمير تسيلا رئيس وحدة آسيا وافريقيا بوزارة الخارجية، ورئيس التشريفات السيد فلاديمير كوتشيو.
وقد استهل سمو الأمير الوليد زيارته لألبانيا بالتوجه إلى مكتب رئيس الوزراء حيث كان في استقباله دولة رئيس الوزراء الألباني السيد فاتسو نانو الذي أعرب عن سروره لزيارة الوليد وتحدث دولته عن العلاقات الحميمة والوطيدة بين السعودية وألبانيا ورغبة الحكومة الألبانية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة.
بدوره أعرب سمو الأمير عن سروره لزيارة ألبانيا وقال ان الزيارة تبلورت نتيجة جهود من قبل الطرفين منوّهاً بالجهود النشطة للسفير الألباني لدى السعودية.
وأضاف سموه ان الهدف من زيارته هو البحث عن فرص استثمارية وفهم الوضع الاقتصادي للبلاد. وقال ان كل ما سمعه من المستثمرين والاستشاريين يبشر بمستقبل واعد وزاهر لألبانيا، كما ان اهتمام سموه الاستثماري يتركز حاليا على صناعة السياحة عبر الاستثمارات الفندقية ويمكن لاحقاً التطرق إلى مشاريع أخرى.
دولة رئيس الوزراء أكد بان زيارة الأمير الوليد جاءت في الوقت الملائم حيث تتطلع الحكومة بشغف لمشاركة سموه في تطوير ألبانيا، وتحدث رئيس الوزراء عن المقومات الطبيعية التي تتمتع بها ألبانيا حيث شواطئها الممتدة لأربعمائة (كم) والتي لم تستغل بعد، كما ان البلاد هي البوابة الرئيسية للاتحاد الأوروبي للعبور لآسيا، وتحاول الدولة ان تضع نفسها كممر بين الغرب والشرق، وأشار رئيس الوزراء إلى أن عدد السكان يبلغ 3 ملايين نسمة ويتمتعون بعلاقات ممتازة مع الجميع. وفي خطة لتطوير الخدمات، سيتم خلال 18 شهراً افتتاح صالة جديدة بالمطار الدولي لرفع الطاقة الاستيعابية السنوية إلى 4 ملايين مسافر.
وأضاف رئيس الوزراء بأن صناعة السياحة تبشر بنتائج واعدة فقد استقبلت البلاد 2 مليون سائح خلال عام 2002م والدراسات تبين انه يمكن مضاعفة هذا الرقم 10 مرات إذا توفرت الاستثمارات الملائمة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن قطاعات السياحة، والبناء، وقطاع الخدمات هي التي تشهد إقبالاً أكبر من المستثمرين. واستعرض مع سمو الأمير الوليد مشاريع يمكن الاستثمار بها مثل فندق يمكن تطويره، منوّهاً إلى أن الحكومة بصدد تخصيص القطاع السياحي، وقطاع الطاقة، والاتصالات، وتقديم تسهيلات للشركات المستثمرة تعتبر الأفضل في أوروبا بمنحها عقود مدتها 99 سنة في العديد من القطاعات، مع العلم انه خلال الست سنوات الأخيرة ارتفع الناتج المحلي القومي إلى 6%.
وفيما يتعلق بعضوية ألبانيا في الاتحاد الأوروبي EU، أكد رئيس الوزراء تقدم ألبانيا لعضوية الاتحاد، كما انها بحلول عام 2006م ستكون عضواً كاملاً في حلف الناتو NATO الذي سيكون له الأثر الكبير في تدعيم مسيرة البلاد الاقتصادية.
ومن مقر رئيس الوزراء توجه سمو الأمير الوليد لزيارة فخامة الرئيس الألباني الدكتور ألفريد مويسيا الذي رحب بسموه وعقد معه اجتماعاً تباحث فيه الجانبان في عدد من الأمور والقضايا المشتركة ما بين كل من السعودية وألبانيا. هذا وخلال الاجتماع أعطى فخامة الرئيس الأمير الوليد نبذة تاريخية عن ألبانيا وكيفية التعايش السلمي بين سكانها الذين ينتمون إلى ثلاثة ديانات.
أما فيما يتعلق بالحرب الدائرة في العراق، فقد أكد الرئيس أن ألبانيا تعتبر الحرب هناك ضد الدكتاتورية، وكانت ألبانيا قد رزحت تحت الدكتاتورية أكثر من 4 عقود وتمر الآن بمرحلة انتقالية للنهوض بالاقتصاد وتنمية القطاعات الحيوية بالبلاد.
كما تطرق فخامة الرئيس إلى التطور الحاصل وحركة البناء النشطة ورحب بالاستثمار الأجنبي مؤكداً على توجه الدولة للتخصيص، وأخذها على عاتقها تذليل جميع العقبات أمام المستثمرين الأجانب، وأوضح لسمو الأمير ان ألبانيا بلد صغير العمر يقطنها شعب متلهف للحقاق بالركب لتعويض الخسارة، ويسعى إلى تطوير علاقات حسن الجوار والعمل على التكامل مع الاتحاد الأوروبي والناتو NATO والدول العربية وبالذات السعودية.
في المقابل شكر سمو الأمير الوليد فخامة الرئيس على دعوته واستقباله ووصف الزيارة بانها نتاج 11 عاماً من العلاقات القوية مع السعودية التي يأمل في تطويرها. وأكد سمو الأمير ان ما سمعه من فخامة الرئيس يتلاقى مع ما تتمناه السعودية لعلاقتها مع ألبانيا. ورأى الأمير الوليد نفسه جسراً للعلاقة بين الدول العربية والسعودية من جهة وألبانيا من جهة أخرى. أما فيما يتعلق بالحرب على العراق فأعرب الأمير الوليد عن أمله في أن تنتهي بسرعة وأن نضع أوزارها وراءنا..
فخامة الرئيس الألباني علق بان ما مرت به السعودية في الستينات خلال مرحلة التطور يشابه مرحلة البناء والنهضة التي تشهدها ألبانيا منذ 11 سنة، واستطرد بان الطريق لا تزال طويلة ويجب القضاء على الفقر وتطبيق القوانين بشكل أفضل وإعادة الحقوق لأصحابها.
وبعد مغادرة سمو الأمير الوليد للقصر الرئاسي قام سموه والوفد المرافق بجولة في مدينة تيرانا وتفقد عدداً من المواقع المقترحة لتطويرها عبر إقامة مشاريع فندقية عالمية عليها.
من ثم توجه سمو الأمير الوليد للقاء معالي السيد إلير ميتا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الألباني الذي تمنى على سموه ان تكون هذه الزيارة الأولى ضمن عدة زيارات، وتحدث الوزير عن العلاقات الطيبة التي تربط البلدين آملاً في تطويرها.
من جهته امتدح سمو الأمير الوليد زيارته الاستكشافية لألبانيا واصفاً إياهاً «بالمهمة والمفيدة» وكرر وزير الخارجية رسالة ألبانيا للمستثمرين الأجانب بالرغبة الشديدة في استقطابهم للمساعدة في تطوير البنية التحتية والسياحة الخارجية والداخلية.
ومن جهة ثانية تلبية لدعوة رسمية من فخامة رئيس البوسنة والهرسك، قام صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة بزيارة رسمية إلى سراييفو تركزت على بحث فرص الاستثمار هناك.
وكان سمو الأمير قد وصل والوفد المرافق إلى مطار سراييفو الدولي ظهر يوم الثلاثاء 6 صفر 1424هـ الموافق 8 إبريل 2003م حيث كان على رأس مستقبلي سموه دولة رئيس الوزراء السيد عدنان تيرزيتش.
واستهل سموه زيارته بالاجتماع إلى فخامة الرئيس سليمان تيهتش الذي رحب بسموه وشكر المملكة العربية السعودية على كل ما قدمته من مساعدات في الأوقات الصعبة التي مرت بها البلاد.
وأكد فخامته ان السعودية متواجدة بالبوسة من خلال عدة مشاريع ويود فخامته ان تكون متواجدة عبر مشاريع استثمارية خارج نطاق المساعدات الخيرية، خاصة وان البلاد تشهد حاليا استثمارات خارجية. وتمنى الرئيس ان يساهم الأمير الوليد بن طلال بالاستثمار في البوسنة والهرسك.
كما تمنى فخامة الرئيس على سمو الأمير الوليد دراسة ملف عدد من المشروعات الاستثمارية في البوسنة والهرسك، ووعد الأمير الوليد بالنظر في جدوى تلك المشاريع ودراستها من قبل المختصين لديه، كما أكد الأمير الوليد بانه لن يتوانى عن دعم شعب البوسنة والهرسك. وفي نهاية اللقاء قلد فخامة الرئيس سمو الأمير الوليد الوسام الرئاسي وهو أعلى وسام يمنح في البوسنة والهرسك.ومن ثم عقد سمو الأمير اجتماعاً مع دولة رئيس الوزراء السيد عدنان تيرزيتش دعا فيه دولة رئيس الوزراء المملكة العربية السعودية لأن تكون متواجدة في البوسنة والهرسك عبر قنوات استثمارية.
وخلال الاجتماع، قدم المدير العام لوكالة ترويج الاستثمارات في البوسنة والهرسك السيد ميرزا هايريتش حيرزا عرضاً لسمو الأمير عن الفرص الاستثمارية المتاحة بالبلاد حيث استعرض ميزات البلاد التي تتوسط في موقعها الجغرافي معظم العواصم الأوروبية بحيث لا تبعد عن أغلبها أكثر من ساعتين بالطائرة، كما تتمتع البوسنة والهرسك بمعاهدات اقتصادية تفضيلية مع العديد من الدول، وتسمح بسهولة دخول وخروج العملة الصعبة وتعتبر من أكثر الدول تقديماً للتسهيلات للمستثمرين الأجانب. كما تتمتع البوسنة والهرسك بجغرافية متنوعة بدءا من جبال الرياضات الأولمبية الشتوية إلى الاستجمام على البحر.كما شمل استعراض الفرص الاستثمارية صناعة الفنادق والمنتجعات، ومناطق عقارية ومدن ملاهي، ومشاريع لتصدير الطاقة، ومصافي للبترول، ومقالع لحجر الجرانيت، ومشاريع اتصالات، وبنوك، وصناعات غذائية، وصناعات خشبية، وأضاف السيد ميرزا بأن البلاد شهدت ارتفاعاً في الاستثمار الأجنبي من عام 2001 2002 بنسبة 114%.من ثم تجول سمو الأمير الوليد في أنحاء العاصمة مصحوباً بفخامة الرئيس، وتفقد عدة مواقع تصلح لتطوير فنادق بإدارة عالمية. كما تجول الأمير والرئيس في وسط العاصمة للإطلاع على ظروف الحياة في البلد.
|