* لندن دمشق العواصم الوكالات:
دخلت اسرائيل على خط التوتر بين سوريا والولايات المتحدة ووجدت فيه فرصة لمهاجمة سوريا التي قالت انها تهدد اسرائيل بأسلحة «الرعب التي تمتلكها» في وقت استمرت فيه الاتهامات الامريكية ضد دمشق، غير ان بريطانيا لم تشأ مسايرة هذه الاتهامات وقال وزير خارجيتها جاك: انه غير متأكد مما إذا كانت سوريا تطور أسلحة محظورة.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قال يوم الأحد ان بلاده تعتقد ان سوريا لديها أسلحة كيماوية. وحين سُئل سترو في مقابلة صحفية عما إذا كانت سوريا تطور هذه البرامج قال: «لست متأكداً ولذلك علينا ان نجلس ونتحدث معهم».
وفي مقابلة أخرى قال الوزير البريطاني أمس الاثنين ان لندن والولايات المتحدة لا تعتزمان مهاجمة سوريا بعد العراق، لكنه أضاف انه على سوريا ان تجيب على أسئلة مهمة.
وقال سترو لهيئة الإذاعة البريطانية «المهم.. ان تتعاون سوريا بشكل كامل مع التساؤلات التي أثيرت حول هروب بعض الفارين من العراق إلى سوريا وتساؤلات أخرى منها ما إذا كانوا يطورون فعلاً أي نوع من البرامج الكيماوية والبيولوجية المحظورة.
وقد دخلت اسرائيل أمس إلى خط التوتر بين سوريا والولايات المتحدة حيث حذّر مسؤول اسرائيلي كبير سوريا مما أسماه «اللعب بالنار» بعد تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع انتقد فيها الولايات المتحدة واسرائيل.
وزعم المسؤول الاسرائيلي القريب من رئيس الوزراء ارييل شارون والذي طلب عدم كشف هويته ان «اسرائيل لا تسعى إلى التصعيد مع سوريا لكن دمشق تلعب بالنار بتهديدنا بأسلحة الرعب التي تملكها».
وأضاف «حذّرنا سوريا من محاولة مهاجمتنا بمناسبة الحرب في العراق وسيكون جنوناً أكبر من جانبها ان تفعل ذلك بعد انتصار القوات الاميركية والبريطانية».
وادعى ان اسرائيل تكتفي في هذه المرحلة «بدعم الجهود الامريكية لوقف دعم سوريا للإرهاب» لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تعرضت لهجوم.
وكان الشرع انتقد بشدة خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسية دومينيك دوفيلبان الأحد، الامريكيين والاسرائيليين.
وقال الشرع «حتى الاسرائيليين سيدفعون الثمن في المستقبل في حال لم يطلبوا من أصدقائهم الامريكيين في واشنطن التوقف».
هذا وقد أكدت الدكتورة بثينة شعبان المتحدثة باسم الخارجية السورية ان الاتهامات التي تصدر عن المسئولين الامريكيين تأتي من اسرائيل في محاولة للاساءة للعلاقات بين دمشق وواشنطن.
وقالت الدكتورة بثينة، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، ان اسرائيل هي المحرض الأساسي لهذه الاتهامات.. مشيرة إلى ان اسرائيل لن تستطيع النجاح في ذلك.
وأضافت ان مواقف سوريا معروفة سواء من عملية السلام أو من كل القضايا الأساسية في المنطقة.. مؤكدة انه لا توجد أي مشكلة بين مصلحة الشعب الامريكي والشعب السوري ولكن هناك من يريد الاساءة إلى العلاقات السورية والامريكية وإلى مستقبل المنطقة من منظور مختلف.
وأوضحت حرص بلادها على مستقبل الشعب العراقي والعربي والاستمرار في هذا الاتجاه مشيرة إلى ان سوريا راغبة في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وانه من الضروري ان تلعب سوريا دوراً في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وردا على سؤال بشأن ترحيب دبلوماسي سوري في واشنطن بإجراء تفتيش للأسلحة المحظورة في بلاده أعربت الدكتورة بثينة عن استغرابها لهذا الخبر وقالت انها لا تعرف من هو هذا المصدر.
وفي غضون ذلك استمرت الاتهامات الامريكية ضد سوريا وأعلن قائد القيادة الامريكية الوسطى للقوات الامريكية الجنرال تومي فرانكس مساء الأحد في تصريح لشبكة «سي.ان.ان» انه تم تحديد أماكن لمقاتلين أتوا إلى العراق من سوريا ودول أخرى.
وأوضح الجنرال فرانكس «نعرف ان في العراق أجانب قرروا ان يقاتلوا حتى الرمق الأخير. ولقد عثرنا وتأكدنا من هوية مقاتلي هذه الدول» وبينها ذكر سوريا و«عدداً آخر» من الدول.
كما انضمت مجلة تايم إلى الحملة الامريكية الرسمية ضد سوريا وتحدثت في طبعتها الاوروبية «تايم يوروب» التي صدرت أمس الاثنين، عما أسمته أدلة حول وجود إرهابيين في سوريا.
وأضافت المجلة نقلاً عن مسؤول في الشرطة الايطالية لمكافحة الإرهاب طلب عدم الكشف عن هويته، ان الملا التونسي عبد الرزاق العضو في جماعة أنصار الاسلام، وجه منذ كانون الثاني يناير الماضي وحتى الأسبوع الأول من الحرب على العراق، نداءات عبر الهاتف الخليوي، من سوريا إلى إرهابيين في ميلانو «ايطاليا».
وأوضح المصدر ان عبد الرزاق طلب من هؤلاء الإرهابيين مغادرة اوروبا للانضمام إلى الجهاد ومحاربة القوات الامريكية والبريطانية في العراق. زعم المصدر ان «هذا النوع من النشاط لا يمكن ان يتم من دون علم أجهزة الأمن السورية».
وتتهم الولايات المتحدة جماعة أنصار الاسلام بأنها على صلة بشبكة القاعدة. وكان وجود مقاتلين من أنصار الاسلام في شرق العراق بالقرب من الحدود الايرانية واحدة من الذرائع التي قدمها الامريكيون لشن الحرب على العراق.
وقد اعتقلت الشرطة الايطالية في ميلانو الأسبوع الماضي مغربياً في الثامنة والثلاثين من عمره في إطار تحقيقات حول الإرهاب المرتبط بشبكة القاعدة.ويشتبه في ان محمد دقي أراد مع متواطئين آخرين اعتقلوا في الأول من نيسان ابريل تأسيس خلية «لتنفيذ أعمال إرهابية دولية ضد ايطاليا ودول أخرى».
|