Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ضابط عراقي يروي تفاصيل تسليم بغداد ضابط عراقي يروي تفاصيل تسليم بغداد
صدام خدع القوى المسلحة ليجعل أفرادها ضحايا من أجل سلامته

* بيروت - أ.ش.أ:
كشف الرائد عامر فؤاد أحمد الذي يعمل مدرسا أكاديميا في الكلية العسكرية العراقية انه هو وعدد كبير من زملائه ورفاقه تركوا مواقعهم وأماكن عملهم مع بداية الحرب عندما بدأوا يلمسون بوادر مؤامرة حيكت ضدهم من قبل قيادتهم.وقال ان الفريق سفيان جغيب المرافق الأقدم لصدام حسين قام بجولة في هليكوبتر أباتشي أمريكية على مختلف قطاعات الحرس الجمهوري في العاصمة بغداد وحولها وطلب منهم عدم القتال.جاء ذلك في أول شهادة عراقية لما جرى منذ لحظة بداية المعارك وحتى سيطرة القوات الأمريكية على بغداد واختفاء كل قياداتها خلال ساعات قليلة والتي دفعت بهذا الضابط العراقي الى ابداء اقتناعه بأن ما حدث كان مساومة مقابل سلامة رأس صدام حسين.
ويؤكد الضابط العراقي «في شهادته التي أوردتها صحيفة المستقبل اللبنانية الصادرة أمس الاثنين» ان الخسائر البشرية كبيرة جدا في كل المعسكرات ويضرب أمثلة على ذلك فيروي ان فوج الحرس الخاص في المطار كان مؤلفا من 320 عنصرا بقي 13 منهم أحياء.. أما في الكلية العسكرية فان 90 على الأقل ممن بقوا في داخلها سقطوا بين قتيل وجريح بسبب القصف العنيف الذي دكت به القوات الأمريكية هذه المعسكرات.واعتبرت الصحيفة ان ذلك يعني ان الأيام المقبلة ستكشف عن مجازر حقيقية تعرضت لها القوى المسلحة العراقية من جيش وحرس جمهوري وفدائيي صدام ناهيك بالمجاهدين العرب وهذه المجازر لم يرتكبها الأمريكيون وحدهم بل ان النظام المنهار لعب دورا أساسيا في وقوعها على ما يبدو.
ويشير الرائد عامر الى ان اللعبة بدأت عندما طلب من كل قيادة أو موقع ان تقدر بنفسها طبيعة القتال أو المواجهة مما جعل الفوضى تدب في المواقع العسكرية بسبب عدم وجود مرجعية مركزية لاصدار الأوامر أو تنفيذها وهو ما جعل الريبة تدب في نفوس أفراد هذه القوى لكن ذلك كان متأخرا في الكثير من الأحيان فسقطت أعداد كبيرة ضحية ذلك.والرواية الأهم التي يسردها الرائد عامر هي التي يتناقلها أفراد القوى المسلحة عن الجولة التي قام بها الفريق سفيان جغيب المرافق الأقدم للرئيس العراقي المخلوع في طائرة أباتشي أمريكية على مختلف قطع الحرس الجمهوري في العاصمة بغداد وحولها حيث طلب اليهم عدم القتال.وهذه الرواية بدأت تنتشر في العاصمة العراقية منذ أيام كشائعات تتداولها بعض الأوساط وتذهب الى حد القول ان دورا مهما جدا لعبه جغيب في سقوط بغداد التي يعتبر الرائد عامر انها سلمت تسليما.
ويعتقد الرائد عامر ان هذه اللعبة بدأت حياكتها منذ فترة طويلة حيث يروي ان ما كان يظهر على شاشة التلفزيون العراقي من وفود وفصائل عسكرية كانت تتوافد بالآلاف لتقديم الولاء للرئيس العراقي ليست سوى تمثيليات تم تلقينها لهذه المجموعات من قبل مساعدي الرئيس صدام لتظهر فقط في الاعلام وكان رئيس كل وفد أو فصيل من هذه الفصائل يتسلم ورقة كتب عليها ما يراد منه قوله وهو تأكيد الولاء والرغبة في القتال حتى النهاية فيدرسها ويحفظها غيبا ثم يدخل ليلقيها وبعد ان ينتهي من ذلك وتطفأ الكاميرات كان يتسلم مبلغ 5 ملايين دينار وهو ما كان يعادل
مبلغ الفي دولار منذ أسابيع فيما لا يتعدى 1300 دولار اليوم.
ويشعر الرائد عامر بالأسى لكل ما حدث وان صدام حسين خدع القوى المسلحة ليجعل أفرادها ضحايا من أجل سلامته الشخصية وقد صدم هذه القوى ما كان يقوله عن ان الطلقة الأخيرة في هذه الحرب سيطلقها هو وفي النتيجة دفع آلاف العسكريين وربما أكثر من ذلك حياتهم ثمنا لمساوماته.
البريطانيون يحاولون نقل الطفل المصاب بعد علاجه إلى أحد المراكز المتخصصة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved