* الكويت من عصمت صلاح الدين وميرداد بلالي رويترز:
قال محمد باقر المهري وهو مساعد للزعيم الشيعي العراقي البارز آية الله علي السيستاني إن زعماء قبليين عراقيين رفعوا حصاراً كان فرض على منزل السيستاني في النجف وانهم يسيطرون على المدينة حالياً.
وقال المهري ل «رويترز» في الكويت امس الاثنين ان القبائل دخلت المدينة الليلة قبل الماضية للدفاع عن السيستاني، المرجع الاعلى للشيعة، بعد ان حاصر منزله مسلحون يوم السبت للمطالبة بمغادرته خلال 48 ساعة والا قتل.
وتابع «قبائل عراقية جاءت من منطقة الفرات الاوسط التي تضم كربلاء والشامية والحلة الى النجف دفاعاً عن المرجعية وخاصة الامام السيستاني ومحمد سعيدالحكيم».
واضاف المهري «هم الذين يديرون المدينة الآن بالتعاون مع المراجع».
وقال ان السيستاني وهو في السبعينيات من عمره لم يكن في منزله وقت الحصار لكن ابنه كان موجوداً، وتابع المهري ان المسلحين الذين كانوا يحاصرون منزل السيستاني في المدينة اختفوا عند قدوم رجال القبائل.
وهذه المواجهة بين فصائل الشيعة ليست مبشرة في بداية محاولات تحقيق وحدة وطنية بعد اختفاء نظام صدام حسين.
وقال آية الله ابو القاسم الديباجي المقيم في الكويت ان اعضاء جماعة الصدر الثاني حاصروا منزل السيستاني، وهذه الجماعة الصغيرة تتبع مقتضى الصدر البالغ من العمر 22 عاماً وهو ابن لزعيم روحي توفي في العراق.
لكن المهري قال ان مقتضى الذي لم يعد في المدينة بعث اليه برسالة ينفي فيها ضلوعه في الازمة التي وقعت في النجف بمقتل آية الله عبد المجيد الخوئي في مسجد الامام علي الخميس الماضي.
وكان مساعدون لمقتضى قد نفوا أي صلة بينه وبين الاحداث التي جرت في مدينة النجف .
وقالت بعض المصادر الشيعية ان القوات الامريكية مرابطة الآن خارج النجف بعد ان كانت تحركت الى مشارف المدينة لاستعادة الامن.
وتقول المصادر ان القوات الامريكية تتجنب الانزلاق والتورط في النزاع الداخلي، ولم يصدر العسكريون الامريكيون تعقيباً.
وتمثل النجف التي يسكنها نحو نصف مليون نسمة المركز العلمي الاهم للشيعة في العراق وتستقبل آلاف الزوار الذين يقصدون ضريح الامام علي.
واتهم بعض زعماء الشيعة جماعة الصدر الثاني بقتل الخوئي طعناً امام قبر الامام علي بعد ايام من عودته من لندن.
والخوئي هو ابن آية الله سيد عبد القاسم موسوي الخوئي الذي توفي رهن الاعتقال في أوائل التسعينيات، وكان عبد المجيد الخوئي يدير منظمة خيرية اسلامية متعددة الجنسيات من لندن وكان ينظر اليه كنجم صاعد في عراق ما بعد صدام لكن البعض انتقده بسبب صلاته الوثيقة بالولايات المتحدة.
واضطرت القوات الامريكية الى الانسحاب من النجف بعد ان سدت الجماهير طريقها معتقدة ان الجنود يريدون دخول مسجد الامام علي وهو ما دفع القوات الامريكية للبقاء بعيداً في ضواحي المدينة بسبب حساسية المكان.
ومقتضى هو ابن الامام محمد صادق الصدر احد الزعماء الروحيين للشيعة والذي قتل مع ابنيه الاخرين عام 1999 في عملية ينحي الكثيرون باللائمة فيها على المخابرات العراقية.
وكان محمد الصدر معروفاً باسم الصدر الثاني، وبعد مقتل والده واخويه بدأ مقتضى حربه ضد صدام بشكل سري واجتذب عدداً كبيراً من الاتباع من المناطق الفقيرة، وظهرت الجماعة مجدداً بعد طرد القوات العراقية من النجف على يد القوات الامريكية.
|