وأخيرا انكشف زيف صدام حسين الذي كان الموهومون، والمخدوعون، والأكلة من فتاة مائدته.. يتفننون بأمجاده المدعاة والمنتظرة لتحرير «فلسطين» وبناء الدولة الفلسطينية من البحر الى النهر..؟ لم يحقق لفلسطين نقيراً ولا قطميراً..!
بل لقد أضرهم أيما اضرار بوعده لهم.. وبوعيده لاسرائيل ثم لا شيء من ذلك البتة..!
لقد باع - خيبه الله - وطنه العراق بكرسي الحكم الذي تربع عليه ربع قرن.. كانت كل أيامه ولياليه بؤسا وتعاسة وجوعاً وفقراً لشعبه الذي هو أغنى الشعوب العربية بثرواته النفطية.. وأنهاره الجارية.. وخصوبة أرضه المانحة الخير والنماء.. لقد كان هذا الحكم المشؤوم حكماً فاشلاً.. وسبباً لمآسيه بالحروب التي فتن بها هذا «الصدام» طالباً بالوهم، حكم العالم العربي.. وهو الوهم الذي زينه له أعوانه النفعيون من داخل العراق ومن خارجه.. من مثقفين وإعلاميين.. لا يهمهم من العراق أو أي بلد آخر.. إلا ما يدخل في جيوبهم من شيكات دولارية على كل قصيدة «مربدية» أو غير مربدية.. أو مقال لصحيفة «مشتراة» بمال العراق.. لصالح دكتاتوره الدموي العنيف..!
لقد زال الزيف وانكشف الغطاء عن حقيقة صدام حسين..!
لقد باع دينه ووطنه وأمته.. بثمن بخس.. هو كرسي الحكم الذي استمات في الاحتفاظ به حتى آخر لحظة.
هذا ورغم الدعوات الناصحة والصادقة التي وجهت اليه من اخوانه الزعماء العرب الصادقين والمخلصين، في محبتهم للعراق الشقيق.. للتنحي عن الحكم .. ما دام هو المطلب الذي يجنب وطنه شرور الأعداء..! المتربصين به.. وفعل أصدقاء العرب مثل ذلك كوزير الخارجية الروسي السابق بريماكوف ولكن دون جدوى!.
أما الدول التي دعته الى عدم التنحي لتستفيد منه الى أقصى حد ممكن - فهي دول سيحاسبها التاريخ.. وستنصب على زعمائها ووسائل إعلامها التي غَرَّرت به.. دعواتِ الشعب العراقي الذي كان هو الضحية الأولى لصدام ونظام حكمه.. والذين نفخوه بالدعايات الجوفاء التي كانت وبالاً عليه وعلى شعبه.
لقد سقط العراق على يد أشأَم رئيسين لبلديهما.. صدام وبوش.. ولكل واحد منهما هدفه الخاص به من هذه الحرب العدوانية الظالمة..
كل من صدام حسين وجورج بوش جرَّ وطنه الى أشر ما في الحياة.. وهو ازهاق أرواح الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب.. وإنما هم ضحايا لهذين الرئيسين «الأشأمَينِ» عليهما وأعوانهما من الله ما يستحقونه..
لا زال العرب والمسلمون خاصة.. والعالم عامة في حيرة شادهة مما حدث.. وأصبح الجميع يتساءلون: أين هو الحرس الجمهوري الذي يزيد تعداده على المائتي ألف مقاتل..؟ أين هو الجيش العراقي؟ أين هم فدائيو صدام..؟!
بل أين صدام وأعوانه وركائز نظامه.. هل ماتوا؟ أم اختفوا تحت الأرض؟ أم هربوا شحاً بحياتهم.. وسخاءً بالشعب العراقي الذي تركوه يواجه مصيره المجهول دون قيادة..؟
حتى الفضائيات العربية التي كانت تستضيف بعض إعلامييه والمطبلين له. اختفوا عن الأنظار.. ربما خوفاً.. وربما خجلاً.. مما كانوا يقولونه عن سيدهم «المغوار» الذي لن يتنحى.. ولن يهرب.. بل سيموت وهو شاهر رشاشه في وجوه أعدائه من «مغول العصر»؟ بل شهر ساقيه للريح واختفى.. يا له من شجاع..!
كم جرّ صدام ونظام حكمه الظالم الطاغي على وطنه العراق. وعلى أمته العربية والاسلامية من مآس وآلام؟ بسبب عدوانه على جيرانه «الإيرانيين» ثم غزوه لجارته «الكويت» وكلتاهما حربان ظالمتان..!
وهاهي الحرب «الثالثة» وهو المتسبب فيها.. تأتيه من أقصى الغرب الصليبي الاستعماري.. والتي لا مثيل لها إلا ما كان من الاجتياح المغولي في القرن السابع الهجري..
حقا إن من المتماثلات المشؤومة بين الرئيسين العراقي صدام، والأمريكي بوش، أن كلا منهما جر على بلاده ثلاثة حروب، أشرت الى حروب صدام آنفاً.. ولأمريكا مثلها..!
الحرب الأولى على أمريكا في هذا العصر تمثلت بداية بالتفجيرات في نيويورك وواشنطن، وهي نذير شؤم لهذه الحكومة الأمريكية..!
الحرب الثانية، ما قامت بها ولا زالت في «أفغانستان».
الحرب الثالثة، والطامة الكبرى اجتياحها العراق هذه الأيام..
إن كلا من هذين القائدين.. قد ظلم وطغى وبغى.. والكل يعرف ذلك.. ولذلك سلط الله بعضهم على بعض .( وما ظالم إلا سيبلى بظالم).
وننتظر نحن العرب والمسلمين نقمة الله لتحل بهذين
|