هل سمعتم بحكاية العاشق الكَسُولْ؟
* سأحكيها، لكم، مع بعض التعديل، والإضافة.
* كان، العاشق، الكسول جداً، يحب «ليلى». جلس، ضُحى ذات يوم، يستظل بشجرة، وقد استبد، به الشوق إلى «ليلاه» وعصفت به، التباريح، وتملكته الرغبة العارمة، إلى حسْم الأمر، والوصول به إلى نهايته، (دون مخالفة، للشرع والعُرف طبعاً).
* كان، متثائباً، يتقلب على العشب البارد، ويتمطَّى بالأحلام العذبة، لكنه، كان يتبرم من الأخذ بالأسباب، ويستثقلُها. وكان يضيق بالمسافات، ولا يحترم المشاوير. فأخذ تنهيدةً، عميقة، ساخنة، ودعا ربه قائلاً: اللهم، جِئني ب«ليلى» هذه اللحظة، مُرتدية، ثوْب عُرْسها. واجعل، اللهم، ريحاً طيبة، تسوق الينا، المأذون الشرعي، والوليَّ، وشاهدين (وكانوا بالصدفة يتنزهون، في الموقع، بعد صداقة، انعقدت، لتوها)، واجعلهم ربي، يفرحون، ويبتهجون، عند رؤيتهم لنا، فيعقدون، عقد نكاحنا من فورِهم. واجعل بائع (كازوزة) يمر، فيسقينا، ودرويشا بمبخرة يُطيبنا، وغجرية ملقوفةً، تزغرد، لنا، وحماةً ، طيبة تهرول الينا، فتخبز لنا، فَطيراً، وتطبخ لنا، مُلوخية بالأرانب، ولا بأس ان تكون حلاوتنا، كُنافةً، أو أمَّ علي، ثم، الشاي الأخضر، فهو مهضم، وملطف، ثم سخر، لنا، فوق أغصان الشجرة، أطياراً، تغني لنا أغاني، فرِحة، مبهجة. ثم، اصرفهم، عنا جميعاً، وسُق، سَحابا، وانشُر، ضباباً، وظلاماً هادئاً، يحفظ خُصوصيتنا، واجعله اللهم، حَمْلاً سريعاً، عاجلاً ب«درزينة» أولاد، وبنات، ثم،اذا فتحت عينيَّ، من «تعسيلة» الظهيرة، وجدتُهم، تخرجوا، من الثانوية، وحصلوا، على قبول، من الجامعات الممتازة، دون، عناءٍ، أو، واسطة (ملاحظة: الولادات، تمت في المستشفى التخصصي، بسهولة، ودون موافقة استثنائية)، وعندما، أنتهي من صلاة المغرب، يكونون قد تخرجوا من الجامعة، بدرجات عالية، وتعليم جيد، فتخاطفتهم الوزارات، والشركات العالمية. وفي النهاية، سُقهم، ياربي، إلى ظل شجرة، كهذه، وأكرمهم، بما أكرمت به اباهم، واجعل ذلك، اللهم، تقليدا دائما، وسنة مستمرة، في احفادهم، وأحفاد، احفادهم، مع الاكثار، بالطبع، من مثل هذه الشجرة المباركة.
* عَاشَ، العاشق الكسول، في، ثَباتٍ، ونباتٍ، وخلَّف صِبياناً، وبنات، وامتلأ العالم، بغابات، من الشجرة المذكورة، في تراتيل، العاشق الكسُولْ.
* و«الديموقراطية»، ياسادتي، لها، في العالم العَربي، بين «النُّخب» وغير «النُّخب»، عشاق، يهيمون بها، هيام العاشق الكسول، ب«ليلى» بل هُمْ اشدُّ،، حباً،لها، واعظم، اسْترِسَالاً، في احلامهم عنها، تحت، أشجار، وفي زوايا «مقاهي» وعلى «منابر» فضائيات وفي أحضان «صالونات»، وثيرة، في ليالي الشتاء الدافئة، أو، أُمسيات الصيف الناعسة.
* و«الديموقراطية»، مخلوق، جميل، يستحق العشق، اذا خلا، من الأغراض، وسوء الاستخدام، واعلانها، حقاً، يراد به باطل، واذا كان يعني، الحرية والعدالة، والمشاركة، واستنهاض طاقات الأمة، وابداعاتها.
* لكن العشاق الكُسالى، يحتقرون الأسباب، ويتبرمون، بالمسافات، ويكرهون العَرق، والجهد، والزمن، في تحقيق المقاصد، العظيمة، النبيلة.
* انهم، يريدونها، ديموقراطية، من «البقرة» إلى المائدة، كالحليب الطازج، الذي تزعمه، مزارع الأبقار التجارية، وحتى لو كان، «مقاول» الأبقار، والألبان، غشَّاشا، سيء السمعة، يخلط الماء باللبن، ويحقن الأبقار، بهرمونات ذكورية، حتى تظهر، لها شوارب، وطنيَّة، ويكون لها، صوت جهوري، يُمكنها من الخطابة، في المنتديات الانتخابية العامَّة.
* يحلُم، بعض «الديموقراطيين»، العرب، بان يكون هناك «مقاول»، يوصل الديموقراطية، إلى منازلهم، تصب، من «صنابير» مطابخهم، و»شطافات» مراحيضهم، وأن يتكفل «المقاول»، الأسطوري، بارضاعهم، حليبها وتنويمهم في مهدِها، وهزهزتهم فيه، حتى يغفوا وتغيير «حفاظاتهم» حتى يتدربوا، على قضاء حاجاتهم.
* وهذا النوع من «ديموقراطيات» الوجبات السريعة، ينطبق عليه، المثل، الذي يطلق، على، الثراء السريع العاجل، فالثروة التي تأتي بسهولة، يتم، اهدارها، غالبا، على نحوٍ أكثر، سرعة وسهولة.
* الديموقراطية التي صنعها، البريطانيون، في مصر، لم تصمد أمام، حفنة من الدبابات، في ميدان (عابدين) وحول، مبنى الاذاعة.
* والديموقراطية، التي اصطنعها، البريطانيون، في العراق، لم تدافع، عن نفسها في مواجهة، مع ضابط مخبول، اسمه عبدالكريم قاسم، أو ضد الرعاع الذين، سحلوا، الابرياء، وهتكوا، استار، البرلمان العراقي.
* كانت ديموقراطية، مصطنعة، قاعدتُها، نخبيون حالمون، مستفيدون، وفي احسن الأحوال، عاشقون، ساذجون، في عجلةٍ من أمْرِهم، خطبوا الحسناء، واستغلَوا، مهرَها، ولم يؤدَّوا استحقاقاتها، أو نهضوا بأعبائها، أو يخوضوا معاناتها، أو يثبتوا قواعدها.
* يستيقظ العاشق الكسول، من أحلامه السريالية، عندما تسقط على رأسه بطيخة هائلة. واذا سألتم، كيف، ينبت البطيخ في أعالي الشجر؟ فأقول، لكم، يفعل، البطيخ، ذلك، وأكثر، عندما، ينام، تحت الأشجار، العاشقون الكُسالى.
|