Monday 14th april,2003 11155العدد الأثنين 12 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عذاريب عذاريب
للمعلومية
عبدالله العجلان

منذ عدة عقود ونحن ندرك ان الهلال والبطولات (وجهان لعملة واحدة).. هذه حقيقة ثابتة لا ينكرها او يرفض التعاطي معها الا جاهل او مكابر.. وهي لا تعني التعاطف والمبالغة بتصوير الهلال وانما تفسر ذاتها وتبين صراحة معانيها كحقيقة قائمة تقتضي من المحبين والكارهين معاً الاعتراف بها والتعايش معها..
الحديث عن بطولة كأس سمو ولي العهد يبدو كلاماً مألوفاً ما دام البطل الهلال.. وشخصياً حاولت ان اكتب مفردات اطراء يستحقها في هذه المناسبة فاكتشفت كما في زخم بطولاته السابقة بأنني لن اتي بجديد.. اضافة الى ان ما يقال عن البطولات المتقطعة لغيره من نثر وشعر لا يصلح له ولا يعبر عن واقعه المختلف كفريق له مدار آخر لا يوجد به أحد سواه. غير البطولة وبعيداً عن اجوائها الانطباعية نجد ان الهلال لم يكتف باحرازها بل لفت انظارنا بما قدمه من مستوى كروي هائل لم نلمحه منذ زمن بعيد.. كان خليطاً لذيذاً يحتوي كافة انواع الامتاع والابداع والابهار لدرجة ان الاهلي بكل جماله وبكامل قوته وعنفوانه وقمة طموحه لم يستطع المقاومة طويلاً امام هكذا امواج..
قبل ان تجيروا كل هذا التحول الأزرق للمدرب الداهية (أدموس) لا تنسوا الادارة وتذكروا أن الهلال كان ومازال موطن النجوم وزعيم ما لذ وطاب من البطولات.
لغير الهلاليين
كل ما فعله الهلال في بطولته ال (40) الأخيرة هو انه استدرج قبلها اولئك الذين تخيلوا ان الوقت بات مناسباً والفرصة سانحة لمزاولة العبث وتفريغ ما في قلوبهم وعقولهم من شحنات حقد وحسد متراكمة لمجرد انه الهلال والامبراطورية الزرقاء التي لا تغيب عنها شمس البطولات.. فعل هذا ليكشفهم على حقيقتهم في مرحلة اعتبرها (هدنة) يكف خلالها عن التهام البطولات وفي نفس الوقت يستثمرها لالتقاط الأنفاس والاطلاع على ما يجري من حوله..
المشكلة ان الهلال لا يستطيع الانتظار طويلاً.. كما ان مرور موسم بدون بطولة بمثابة الاحراج الشديد امام جماهيره التي اعتادت تذوق طعم البطولات.. لذلك لم تدم (الهدنة) سوى شهوراً قليلة على الرغم من ان استمرارها مدة اطول سيكشف له المزيد من تهاويل وأحقاد الآخرين.. فكانت البطولة عبارة عن قرار امعان جاء في الوقت المناسب. الميول للنادي صغيراً كان أو كبيراً حق مشروع للجميع وحالة طبيعية لا خلاف حولها.. لكنني بصراحة اشفق كثيرا على الذين يكرهون ويحاربون الهلال وهم يرونه يحصد موسمياً البطولة تلو الأخرى.. هؤلاء من ضحايا التعصب سيعانون دائماً من اوجاع وصداع المنجزات الهلالية المتتالية مهما بلغت المسكنات وتزاحمت الاوهام والمبررات.
قلناها
ألم أقل لكم انه نهائي العقلاء.. وان الهلال والاهلي سيقدمان لنا واحدا من النهائيات المميزة في كل شيء خلقا واداء وعقلانية وامتاعاً.. لكن وقد تحقق ما توقعناه فليس هذا مهما بقدر أهمية ايضاح الاسباب التي أدت الى صحة مثل هذه القراءة الاستباقية..؟!
اذا كان وصولهما للنهائي جاء بناء على معطيات فنية وادارية وعناصرية تمنح كل منهما افضلية وجدارة الوصول دون بقية المنافسين فإن هنالك حقائق ماثلة وشواهد حية تؤكد على ان الاهلي والهلال يمران حاليا بمرحلة انتعاش تتعلق باعادة ترتيب وصياغة الكثير من الأمور باسلوب جديد وعقلية نابهة ومتفتحة ومدركة جيدا لما يدور وما هو مطلوب منها واليها.. على النقيض تماما مما نراه لدى اندية لم تعد قادرة على التخلص من مشاكلها ومعالجة اخطائها بسبب اصرارها على فهم الاشياء بالمقلوب..!!
اذاً هذه النقلة النوعية للناديين لم تأت من فراغ، وبالتالي لا ينبغي تجاهلها وعدم الالمام بها من الآخرين.. هي بكاملها جديرة بالاقتداء ومؤهلة بما حققته لان تكون نموذجا رائعا لنا كمتابعين ومهتمين بتطوير الرياضة السعودية ودرسا مفيداً لكل من يريد ان يثبت وجوده ويرتقي بتصرفاته الى حيث الوعي والعقل والمنطق وحق المشاركة للجميع وبدون اية تصنيفات..!!
غرغرة
* مؤهلاتهم العلمية العالية تكفي لاكتشاف سر تميز بعض اداريي الاندية والدكتور عبدالرزاق ابو داود أحدهم..
* تألق الحكم علي المطلق في النهائي نجاح آخر يسجل للجنة الحكام.
* الهلاليون لا يتحملون غياب فريقهم عن البطولات شهورا قليلة، في حين ان غيرهم ترضيهم واحدة كل عشر سنوات حتى لو كانت بطولة (بلاي ستيشن)..!!
* مازال عرض مسلسل (عنز لو طارت) مستمرا..!!
* أبرز ما في بطولة الهلال الأخيرة انها جاءت بعد تفوقه وتجاوزه لاقوى ثلاثة فرق في الدوري..
* الكارثة اذا كان جمهور النصر مقتنعاً فعلا ب (اشاعة) ان التحكيم ضده..!
* تعادل الخميس في جدة والدمام سببه الاجواء النفسية المضطربة بعد بطولة الاربعاء..
* اذا كان معيار المنافسة ليس في تعداد البطولات فبأي شيء يكون.. بعدد السنوات العجاف مثلاً..؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved