* الرياض الجزيرة:
رأس معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس اللجنة العليا لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ صباح أمس الأحد بمكتبه في الوزارة اجتماع رؤساء اللجان المركزية للبرنامج ومديري فروع الوزارة، وذلك لمتابعة أعمال وإنجازات فروع الوزارة وجميع قطاعاتها المختلفة في مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها تحقيقاً للغايات والأهداف المرسومة للبرنامج الذي يرتكز عمله على بناء المساجد وصيانتها، وترميمها، والعناية بالأئمة والخطباء والمؤذنين وخدم المساجد، وكذا دراسة واقع الحال، وإعادة تقييمه.وفي بداية الاجتماع، وجه معاليه شكره للجميع على ما تحقق من هذا البرنامج سواء من مديري الفروع وعبر اللجان المركزية والفرعية في مختلف مناطق المملكة، منوها معاليه بجهود فاعلي الخير وتفاعلهم للبرنامج، حيث بلغ مجموع التبرعات التي وصلت الوزارة من التبرعات في منطقة الرياض ثمانين مليون ريال، كما بلغت التبرعات التي وصلت الوزارة من فاعلي الخير في منطقة المدينة المنورة سبعة وخمسين مليون ريال، خصصت للقيام بأعمال الصيانة والترميم وإعادة البناء للعديد من المساجد والجوامع بمنطقتي الرياض والمدينة المنورة بخلاف ما خصصته الوزارة لذلك، مهيباً معاليه في ذات الوقت ببقية فروع الوزارة أن تحذو حذو فرع الوزارة في منطقة الرياض، وفرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة بتفعيل أعمالهم وإنشاء اللجان الخاصة لجمع التبرعات.وأعلن معاليه خلال الاجتماع انه نتيجة للتفاعل الكبير الذي لمسته الوزارة من المواطنين بتشجيعها في أعمالها المنوطة بها من خلال برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها فقد تمت الموافقة على تمديد مدة البرنامج لمدة سنة كاملة بخلاف ما هو مقرر له، لتتمكن الوزارة من ايصال فعاليات البرنامج إلى جميع أطراف مناطق المملكة دون استثناء إن شاء الله تعالى .ولفت معالي الوزير رئيس اللجنة العليا لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها النظر إلى انه نتيجة لهذا الإقبال الكبير من المواطنين في الاسهام في فعاليات هذا البرنامج فقد قلت الشكاوى التي ترد الوزارة بشأن حصول بعض القصور في أداء بعض المساجد والجوامع، مطالبا معاليه بأهمية وضع خطة عمل لتنفيذ برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها، ومضاعفة ابراز الجهود الخيرة لما تحقق في وسائل الإعلام.وفي تصريح لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ حمدالله تعالى ان البرنامج حقق نسبة أكبر مما كنا قدرناها له في فترة الأشهر الستة الماضية حيث قامت اللجان الشرعية الفرعية بزيارة المساجد، وتقييم الأداء بالنسبة للأئمة والمؤذنين والخطباء، كما قامت اللجان الفنية بالوقوف على أوضاع المساجد من النواحي الإنشائية والهندسية.وأعلن معالي الوزير آل الشيخ ان عدداً من فاعلي الخير من بعض مناطق المملكة وخاصة في منطقة الرياض ومنطقة المدينة المنورة تبرعوا ببناء وترميم مساجد بمبلغ تجاوز مائة وخمسين مليون حتى الآن، إلى جانب اسهام العديد من الجهات الخيرية المختلفة في هذا العمل المبارك.وتحدث معالي الوزير آل الشيخ عن البرنامج وأهدافه وإنجازاته، وقال: ان البرنامج هدف إلى توثيق الصلة بالأئمة والمؤذنين، وتوثيق الصلة بالناس، كما حقق ثقة الناس بهذا البرنامج وأهدافه المباركة، حيث لاحظوا ان هناك كثيراً من المساجد هدمت وأعيد إنشاؤها، كما رممت مساجد أخرى، مؤكداً معاليه على أهمية التفاعل بين الناس والوزارة فيما يخدم بيوت الله.ولفت معاليه النظر إلى ان من ثمار هذا البرنامج زيادة حرص الأئمة والخطباء والمؤذنين على الالتزام بواجباتهم المنوطة بهم خاصة في ظل تواصل زيارة اللجان الشرعية لهذه المساجد، ومتابعة منسوبيها وأدائهم فيما يخدم بيوت الله ورسالتها الإسلامية، وجموع المصلين، موضحاً ان عدداً كبيراً جداً من الأئمة والمؤذنين استبعدوا في مختلف مناطق المملكة، وهناك عدد كبير منهم عندما احسوا بالأمر وعدم تفرغهم للمسجد قدموا استقالاتهم، ومنهم من طويت قيودهم بموجب النظام.وقال معالي الوزير آل الشيخ: إن البرنامج حقق مصلحة كبيرة في ان المؤذنين والأئمة الذين تدنى مستواهم ألحقوا بدورات تأهيلية، لمن لم يحسن القراءة يتعلم القرآن، ولم يحسن الأذان فيتعلم الأذان، كذلك الإمام الذي عنده نقص في فهم فقه الصلاة يلحق بدورات يشرف عليها عدد من العلماء، وطلبة العلم والأساتذة، لتفهيمه كيف يكون فقيهاً في صلاته، وفي دعائه، وفي إمامة الناس.ورداً على سؤال حول خطبة الجمعة، وآلية متابعة الخطباء، وهل هناك توجيهات معينة لهم عند القاء الخطبة، قال معاليه: إن الصلة دائمة بخطباء الجمعة في أدائهم لأعمالهم، وتوجيه الخطباء بما ينبغي ان يطرحوه في خطبهم سواء كان الاتصال عبر لقاءات مفتوحة نعملها مع الخطباء، أو كان عبر مواصلة الاتصالات الشخصية، أو عبر رسائل تأتيهم، فواجب الخطباء معروف لكن الواقع أحياناً المرير الذي تمر به الأمة يجعل بعض الخطباء على ان يعالج الموضوعات بمعالجة غير مكتملة الجوانب شرعاً.وفي هذا الصدد، أوصى معاليه الخطباء والأئمة ان يزدادوا من العلم الشرعي وان يزدادوا بأخذ العلم من أهله من المتحققين به، ومن الراسخين في العلم، وان يستشيروا أهل العلم الكبار فيما يطرقونه من موضوعات في الخطبة، مبينا ان الخطبة ليست مجالا للاجتهادات الفردية، وحاثاً معاليه الخطباء على الالتزام بما هو متفق عليه من الكتاب والسنة، وان يوجهوا الناس بما جاء في النصوص، أما المسائل الاجتهادية التي يتفرد بها الخطيب فليس له الحق في ان يعطي اجتهاداته الفردية لمسجد لا يخصه، فالمسجد هذا لعامة المسلمين، والمسلمون يرغبون في أن الخطبة تعرفهم بما أوجب الله جل وعلا عليهم في الكتاب والسنة، وبما جاء في النصوص فالخطيب مطالب بأن يجعل خطبته فيما اتفق عليه من فقه الكتاب والسنة، بمعنى بما لا يدخل في اجتهاداته الشخصية إنما يذكر أقوال أهل العلم ويذكر أقوال المفسرين، ويذكر ما يقرب الناس إلى ربهم بما جاء في النصوص.وأضاف معاليه قائلاً: أما الاجتهادات الفردية والرؤى الخاصة ببعض الخطباء هذه ليس له الحق في ان ينقلها إلى المصلين، لأنها خارجة عما جاء في النصوص، أما لو كانت في فقه النص ولو كانت في المسائل الواقعة حالياً، أو ما يمس حاجة في الناس في أي مجال فهذا صحيح إذا كانت في فقه النص، أما إذا كانت تقارير اخبارية وسياسية فهذا ليس صحيحاً، فالخطبة تنزه عن ان تكون إذاعة، أو ان تكون قناة، أو ان يكون الخطيب مذيعاً أو صحفياً، ولهذا أعجبني قول بعض طلبة العلم من الخطباء المتميزين، قال: أنا أخطب بما يُراد شرعاً لا بما يطلبه المستمعون، فالناس كونهم يتوقعون من الخطيب أن يأتي بشيء وهو ليس بمطلوب شرعاً، فالخطيب ليس شخصا لما يطلب الناس وإنما لتوجيه الناس بما ينفعهم، وهذا الذي ينفعهم هو ما جاء في النصوص وعليه قواعد الشرع، ونص عليه أئمة الإسلام والخطباء ولله الحمد تفهموا هذا الأمر، وعندهم وعي بذلك، لكن يوجد من يحتاج إلى مواصلة بيننا وبينه أكثر وأكثر لإيضاح الحقائق الشرعية.
|