* جدة - جميل الفهمي:
فجعت بلادنا الغالية بوفاة أحد رجالها الأخيار الذين شاركوا في إدارة دفتها بكل اقتدار في مختلف مواقع المسؤولية - ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة - الذي أبلى بلاء حسناً في كل مكان عمل فيه منذ نعومة أظافره تحت رعاية وعناية المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-.. وقد عرف عن سموه -رحمه الله- تفانيه في أداء عمله وحبه وعطفه على الفقراء والمحتاجين.. كما عرف عنه رحمه الله محبته للأدباء والعلماء وأهل الصلاح والتقوى ومخافة الله والتواضع..
كان وزيراً في فترة خصبة من حياته المباركة فكان نعم الوزير في وزارته ينفذ تعليمات القيادة بكل أمانةوقدرة وقوة.. ولما رأت القيادة الحكيمة ان يكون أميراً على منطقة مكة المكرمة استلم رحمه الله العمل بفخر واعتزاز ومضى يكمل البنيان حتى اذا اعتلت صحته رأى ان يتفرغ للعبادة والعلاج فكان له ما اراد من قيادة حكيمة تتفهم ظروف مسؤوليها الكبار الذين خدموها بكل ما تحمله الكلمة من تفان واخلاص.. وقد جاءه الآن امر الله ولا راد لقضائه وقدره.. وإننا لا نقول في مثل هذا الموقف العصيب إلا إنا لله وإنا إليه راجعون..
في الظروف العصيبة والأجواء الحزينة لهذا الفقد الكبير كان ل«الجزيرة» عدة اتصالات بعدد من رجال هذا المجتمع أصحاب المواقع المعروفة في خدمة هذه البلاد حيث تم ابلاغهم بالخبر الصاعق والمتمثل في وفاة سموه رحمه الله الأمر الذي كان له عنيف الأثر على نفوسهم لما يعرفونه عن سموه رحمه الله من اخلاق عالية ومن تمسك باهداب الدين الإسلامي الحنيف ومن تفان في أداء الخدمة لعامة الشعب العربي السعودي وفق توجيهات ولاة الأمر.
الدكتور حسين نجار الإعلامي المعروف قال: رحم الله سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز - كان رجلاً مسؤولاً صاحب دين وخلق وخير وتقوى لا تأخذه في الله لومة لائم.. ومع عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه لا تراه إلا مبتسما ويجد لكل مشكلة من المشكلات حلا سريعا بما يرضي الله سبحانه وتعالى ثم يرضي المسؤولين والمواطنين.. كان متفانيا في عمله في الوزارة.. وقبل ذلك في أعماله الأخرى ثم كان متفانياً ايضا في عمله في امارة مكة المكرمة..
حيث شهدت في عهده وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين العديد من التطورات الايجابية فيها مثل عمارة المسجد الحرام وما فيها من توسعة عملاقة والتي تبعها بالضرورة اتساع رقعة العمران في مكة المكرمة كلها..
ولعل هذا من حسن طالع سموه ان تكون آخر اعماله في مكة المكرمة. رحم الله سموه رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} لقد كان سموه انساناً قبل ان يكون مسؤولاً وكان يتلمس حاجة الضعفاء والمساكين والأيتام.. وكان يشمل جمعيات الخير بعطائه المتواصل.. وهو عطاء نرجو الله سبحانه وتعالى ان يجعله في موازين حسناته انه سميع مجيب الدعاء. وبالغ العزاء ارفعه الى مقام والد الجميع مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والى سمو ولي العهد الأمين والى سمو الأمير سلطان والى كافة افراد الأسرة المالكة الكريمة والى أبناء الشعب العربي السعودي النبيل.
كما تحدث الشيخ عاطف بن شاكر الشهري شيخ قبيلة المجاردة قائلاً: الخسارة بفقد الأمير الجليل ماجد بن عبدالعزيز كبيرة فهو رجل من الرجال المعدودين والمعروفين بالصلاح والتقوى ولا نزكيه على الله.
رجل له من اسمه نصيب لا تجده إلا مهتما بأمر الوطن والمواطن في كل صغيرة وكبيرة متابعا لتنفيذ توجيهات القيادة الحكيمة في كل ما يخص المواطن في المنطقة التي اؤتمن على حكمها ، حريصا على راحة وسلامة وسعادة المواطنين وزوار منطقة مكة المكرمة في المواسم كالحج ورمضان..
والتقت «الجزيرة» بالدكتور عبدالله علي الشهري من كلية التقنية بجدة الذي قال ونبرة الحزن بادية على صوته: رحم الله -الأمير الإنسان ماجد بن عبدالعزيز الذي كان يحتوي الجميع بانسانيته وطيبته لقد كان رحمه الله رجلاً في عدة رجال وكان على قدر المسؤولية وتطورت منطقة مكة المكرمة في عهده تطورات عدة، ولعل من أهمها مشروع توسعة الحرم المكي الشريف وتطور العمران في مكة المكرمة والمحافظات التابعة لها.. وكان رحمه الله يولي الحركة الأدبية والثقافية وعموم مراكز العلم والمعرفة جل اهتمامه ورعايته وعنايته.. وكان حريصا على مصالح المواطن وأمنه..
وكان يبذل غاية جهده في تنفيذ تعليمات ولاة الأمر.. واننا في هذا اليوم الحزين نؤمن بالله دائماً ونعلم ان لكل نفس كتابا موجلا وان النفس لا تموت حتى تستوفي رزقها وعمرها.. وإننا في هذه الظروف العصيبة لا نقول إلا {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} وبالغ العزاء للرجل القائد الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وكافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة .
|