رحم الله الأمير الماجد الإنسان

* لم نكن بحاجة إلى فاجعة الموت لندرك مدى حبنا ووفائنا لأمير إنسان كماجد بن عبدالعزيز الذي احتل مكانته في قلوب أبناء مكة قبل ان يتبوأ مكانة إمارتها عرفناه إنساناً كريماً لطيفاً كما يكون أفضل الرجال.
سئل حكيم أي الرجال أفضل: قال: الرجل الذي إذا حاورته وجدته حكيماً، وإذا غضب كان حليماً، وان ظفر كان كريماً، وإذا استمنح منح جسيماً، وإذا وعد وفى وان كان الوعد عظيماً، وإذا شُكي إليه وجد رحيماً.
* وما تلك والله إلا خصال كانت فيه وصفات تحلى بها خلقاً وسلوكاً عرفناه حكيماً وكريما ووفياً ورحيماً.
كان مجلسه من أحب المجالس إلى أبناء المنطقة ومن أكثرها بساطة وتلقائية تبتعد عن الرسميات المملة والبروتوكولات المقيدة ولكن الذين عرفوا ماجد بن عبدالعزيز عرفوا فيه سماحة نفسه وأريحيته كما هي سماحة وأريحية أبيه عبدالعزيز. وقد كان أكثر ما يقلقه شكوى مواطن أو شكوى مظلوم وما كان يستريح حتى يقضي للناس حوائجهم ويضيق ذرعاً بالذين يهملون ويعطلون مصالح الناس.
* كان الأمير ماجد بن عبدالعزيز وقد ترك مكانه في الإمارة إلا انه لم يترك مكانه في قلوبنا وأفئدتنا ولم يخل مجلسه من الذين أخلصوا له وأحبوه وما كان لأحد من أبناء المنطقة إلا أن يحب ماجد بن عبدالعزيز لشخصه لا لإمارته ولا لمكانته في الأسرة المالكة جمع حوله الأدباء والشعراء والإعلاميين والوجهاء.
نحن لا نملك ونحن نودع هذا الأمير الماجد الإنسان إلا ان نعزي الأسرة المالكة ونعزي أنفسنا.. ولن يخرجنا من العزاء فيه إلا الصبر.