* دمشق - الجزيرة- عبد الكريم العفنان:
قبل أي تحذيرات أمريكية قامت دمشق بتشديد الرقابة على كافة منافذها الحدودية مع العراق. ويأتي هذا الإغلاق مع الفوضى التي عمت كافة المناطق العراقية، وخشيت سورية من عمليات هروب أو تسلل لداخل أراضيها، ليس فقط من قبل مسؤولين عراقيين، بل أيضا أي حركة سكانية تؤدي الى تفاقم الوضع أكثر في العراق. ولاحظت الجزيرة وجود تشديد أمني مكثف على طول الحدود السورية - العراقية، وذلك من أجل إغلاقها بشكل كامل ومنع أي شخصيات نافذة من العبور.
كما ان سيارات النقل العراقية التي تتواجد بشكل اعتيادي على المنافذ الحدودية اختفت تماما، بعد أن تم قطع الحدود بالكامل. وهناك تشديد أمني على طريق الموصل - اليعربية، وتم مشاهدة حواجز أمريكية عليه من قبل المواطنين السوريين الذين يراقبون بشكل دائم الطرف العراقي من الحدود.
وبالنسبة للعراقيين الموجدون في دمشق فأعرب عدد منهم وخصوصا الموجودين في منطقة الست زينب، عن ألمهم لعدم قدرتهم الذهاب الى العراق، والمشاركة في الحياة بسبب إغلاق الحدود من جهة، وارتفاع أجور النقل التي تضاعفت 10 مرات.
على صعيد آخر فإن الاتفاق على بسط الأمن في الموصل عبر شيوخ العشائر لاقى ترحيبا من قبل العديد من المواطنين السوريين، خصوصا أن القبائل الموجودة في العراق تعتبر امتدادا طبيعيا لقبائل منطقة الجزيرة السورية.
وأكد الشيخ حميدي دهام الجربا شيخ عشائر شمر أن العراق بأكمله هو قبائل وعشائر. وبين في اتصال أجرته معه الجزيرة أن العراق لا يحوي طوائف أو أعراق، فالتكوين القبلي هو الأكثر امتدادا في بنيته الداخلية. معتبرا أن الأجهزة العربية تحاول تجاهل البنية القبلية للمجتمع العربي.
ولكن الوضع في العراق أعاد تسليط الضوء على هذا الأمر، فالعراقيون حسب الشيخ دهام أهل نخوة ومروءة . وأفضل الحلول لاستقرار الوضع الأمني هو قيام القبائل والعشائر بهذا الدور.
وفي تعليقه على الاتفاق الذي تم في الموصل، او المفاوضات الجارية في البصرة مع بعض العشائر قال الشيخ دهام أن هذا الأمر طبيعي، متهما الأنظمة العربية بأنها حاولت رسم صورة ممزوجة من الجهل والتخلف عن القبائل.
لكن هذا الأمر غير واقعي لأن القبائل تطورت كما تطور العالم، وهم الآن متعلمون ومستقرون في المناطق ويملكون وعيا وحسا وطنيا. وهذا التطور لم تستوعبه الأنظمة العربية وتجاهلته في العراق أيضا.
وركز الشيخ دهام أنهم يقومون باتصالات مع قياديي العشائر في العراق، والممتدين بين الموصل والكوت. مبينا ان هذه القبائل لديها 120 ألف مقاتل. والمشاكل تنحصر اليوم في عدم التنسيق مع المدن وأبناء العشائر الأخرى.
فانهيار النظام فجأة شكل صدمة ومنع التفكير السريع في حلول لما حدث. كما أكد الشيخ دهام أن الانفلات الأمني كان يمكن تداركه لو تم التنسيق بسرعة مع العشائر خصوصا أن 75% من سكان جنوب العراق هم من الشمر. وأوضح أن ضعف التنسيق الحالي سببه إغلاق الحدود السورية أمامهم، كما ان الأمريكيين لا يسمحون لهم بالعبور. وركز على ضرورة عودة التنسيق لأنه إذا ما تطورت الفوضى، واستمر تغيب دور العشائر والقبائل فإن الأمور ستزداد سوءاً.
|