Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحرب العالمية الرابعة! الحرب العالمية الرابعة!
ماورين دود( * )

كنا دائما نكسب في حرب العراق وكنا دائما نعيش لحظات انتصار كتلك اللحظة التي بثتها شبكة فوكس نيوز الإخبارية لجنود أمريكيين يضعون علم جامعة جورجيا الأمريكية على أحد القصور الرئاسية في العاصمة العراقية بغداد ووشاهدنا هؤلاء الجنود وهم يتجولون في داخل القصر واستخدامهم الحمام الشخصي للرئيس العراقي صدام حسين!
ولكن السؤال الكبير هو كم من الدماء يمكن لأمريكا أن تتحمله في مقابل هذه الحروب؟ فوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني يحاولان إخراج المجتمع الأمريكي من حالة الخوف من الخسائر في الارواح والناجم عن عقدة حرب فيتنام وحرب الصومال وإقناع الشعب الأمريكي بتقبل الحرب كجزء من الدور الأمريكي باعتبار الولايات المتحدة في الوقت الحالي هي القوة العظمى الوحيدة في العالم بلا منازع.
ويمكن القول بأن استراتيجية الرجلين هي أشبه باستراتيجية الصقر الأسود.
يعتبر تشيني أن فيلسوف الحرب الأمريكي فيكتور دافيس هانسون هو مرشده ومثله الاعلى في الحياة.
ويقول دافيس في كتابه «خريف الغضب» ان الحرب يمكن أن تكون جيدة أحيانا وأن بعض الأمم تكون في حالة أفضل مع الدمار منه مع الأمن!
واستشهد دافيس بحملة شيرمان في جورجيا خلال القرن التاسع عشر كنموذج عظيم لاستراتيجية الصدمة والرعب.
وتشير استطلاعات الرأي والمقابلات إلى أن هدف تشيني ورامسفيلد هو جعل الشعب الأمريكي يصفق للحروب وقد نجحا فيه بالفعل.
فقد كان أغلب الشعب الأمريكي مؤيدا للحرب ضد العراق ومتحمسا لها. وربما يكون السبب في حماسة الأمريكيين للحرب ولاستخدام اسلوب الصدمة والترويع ضد العراقيين هو أنهم لم يروا ذلك على شاشات التلفزيون الأمريكي التي رفضت بث مثل هذه المشاهد خشية تأثيرها على الرأي العام الامريكي.
ولذلك ما أن بدأت القوات الأمريكية تدخل العاصمة بغداد حتى بدأت طبول الحرب ضد سوريا تدق في رؤوس صقور الإدارة الأمريكية.
فقد صرح مدير وكالة المخابرات المركزية السابق المرشح لتولي منصب مهم في إدارة العراق بعد احتلاله.
جيمس ولسي، الذي يعد أحد ابرز الصقور يقول ان إعادة تشكيل الشرق الأوسط ربما يحتاج من الولايات المتحدة إلى سنين وربما عقود تمثل امتدادا لحرب عالمية رابعة ولكن ضد الإرهاب. وقد اعتبر ولسي الذي كان يتحدث أمام طلاب إحدى الجامعات الأمريكية اعتبر ان الحرب الباردة كانت هي الحرب العالمية الثالثة.
واعتبر ولسي ايضا أن أعداء الولايات المتحدة هم حكام إيران والبعثيون في العراق الذين تم الاطاحة بهم والبعثيون في سوريا وتنظيم القاعدة.
ومن ناحيته أشار نائب وزير الدفاع الأمريكي المتشدد بول وولفويتز إلى احتمال تحقيق حلم المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية لشن حملة ضد كل من سوريا وإيران وكوريا الشمالية، حيث قال انه يجب أن يحدث تغيير في سوريا أيضا.
وقال دافيد سانجر الصحفي في جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية انه عندما كان أحد مساعدي بوش يتجه إلى المكتب البيضاوي حيث يوجد الرئيس الأمريكي جورج بوش ليقول للرئيس ان الضربة القادمة يجب أن تتجه إلى سوريا رد بوش بكلمة واحدة تقول «حسنا»!! ويبدو أن الإدارة الأمريكية التي تشعر بنشوة النصر أصبحت تتحدث باستهتارعن الحرب وكأنها نزهة وذلك بعد الانتصار السهل الذي حققته القوات الامريكية في العراق ودخولها العاصمة العراقية بكل سهولة. وهذا ما دفع العديد من الكتاب الأمريكيين إلى التحذير من هذه الحالة حيث كتبوا يقولون «الرئيس بوش يتحرك بلا وعي لغزو اسبانيا» للسخرية من الإدارة الأمريكية وكاتب آخر يقول «لا يجب أن يكون النجاح في هذه الحرب سببا للاستهتار بالحرب» وثالث يقول لا يمكن أن يكون التسامح في سقوط الضحايا في الحرب الحالية سببا للدخول في سلسلة من الحروب التي لا تنتهي في جبهات لا تنتهي. والحقيقة أن الانتصار على العراق يمثل حدثا تاريخيا ولكن يجب أن يكون بمثابة ناقوس الخطر أيضا وإلا تتحول أمريكا إلى اسبرطة القديمة. ولا يجب أن تتحول عملية تحرير العراق إلى عملية الحرب الأبدية.

(*) «نيويورك تايمز»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved