اللوموند
كتبت تحت عنوان:«فوضى ما بعد الحرب» تقول :يمكننا الاعتراف أن الانتهاء من النظام العراقي الديكتاتوري كان حلا من الحلول، وأن طريقة الانتهاء منه هي التي سوف تلطخ الذاكرة الشعبية في المنطقة ككل.. يمكننا الاعتراف أيضا أنه ليس من الذكاء التباهي بهذه الحرب كما يفعل البريطانيون، على اعتبارأن ضرب ديكتاتور بهذا الشكل كفيل بصنع مائة دكتاتور آخر، وتستطرد الصحيفة:«الوضع في العراق صار في غاية الخطورة، الشعب يعيش حالة من الفوضى الرهيبة أمام عدم اكتراث الأمريكيين سوى بحماية وزارة النفط، و المناطق النفطية في العراق.. هذه سياسة رهيبة تريد إدخال البلاد في الفوضى، لأن العراقي الذي يلجأ الآن الى النهب والسلب والى التصفيات الجسدية ينسى في غمرة جنونه الحالي اللعبة التي تلعبها أمريكا وبريطانيا حوله، فالفوضى تعني للأمريكيين شيئا في غاية الأهمية:، ووجهت انتقادا للبريطانيين بقولها:«ما يمكن اعتباره سخافة الحقيقة هو أن البريطانيين اليوم يشعرون بالقرف منا أكثر من الأول، لأننا نتكلم عن الدور الذي يجب أن تلعبه الأمم المتحدة في حفظ الأمن وإعادة تنظيم العراق.
«لوفيغارو»
دافعت الصحيفة عن الموقف الفرنسي الرافض للحرب وكتبت تحت عنوان :«العراق للعراقيين» تقول:«رفض الحرب باعتقاد أنها الحل الأسوأ، عندما تبدو هنالك حلول سلمية، ليس ضعفا، لأن الموقف الفرنسي لم يكن معزولا، و لأن العالم ساندالموقف الفرنسي في أكثر من عاصمة.. إنما الإحساس أن الدفاع عن السلم «خطأ سياسي» هذه هي الكارثة.... فرنسا اعتبرت الحرب شيئا مقرفا، على دولة ما تشعبها تحت الأنقاض، في ظروف يمر فيها العالم بمرحلة عصيبة.. الإرهاب الذي قيل أن العالم مطالب بضربه تحول إلى خطاب غير مجدي، لأن الإرهاب فقد مفهومه الحقيقي، ولم يعد يفرق أحد منا بين إرهاب وآخر، كأن نسأل:الذي فعلته أمريكا في العراق ماذا نسميه؟والذي تفعله إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط ماذا نسميه؟ ربما هذه هي النقاط المهمة التي يجب التطرق إليها عند الحديث عن العالم الجديد.. فرنسا تريد من الأمم المتحدة أن تؤدي دورها المنوط بها، هي مسؤولية تاريخية لا يمكن التنصل منها، لأنها الفرصة الأخيرة لهيئة الأمم المتحدة كي تصحح الأخطاء الرهيبة التي ارتكبتها هنا وهناك من العالم..
هذه صحيفة كتبت عن مستقبل العراق تحت عنوان خطة العراق الجديد«تقول..:»الديكتاتورالذي انتهى، والشعب العراقي الذي دفع ويدفع الثمن.. ألم يأت الأمريكيون إلى العراق لتحريره من الديكتاتورية «الصدامية»؟ لقد فعلوا ذلك، و كان عليهم أن يتكلموا عن العراق العراقية أكثر من كلامهم عن الأمركة التي يريدون إحداثها وغرسها في العراق، هذا تناقض لا يتناسب مع قيم التحرير بأية صورة من الصور..الكلام عن المستقبل يجب أن يحدده الشعب العراقي الذي كان الضحية رقم واحد في نظام صدام حسين، وبالتالي استشارته مباشرة دون أن يكون لأحد حق الوصاية عليه.. العراقيون الذي خرجوا من أعرق حضارة إنسانية من بابل إلى دجلة إلى الفرات هم الذين يملكون أكثر من 21 عالما تعتبرهم أمريكا «علماء فوق العادة».. هذا العراق الذي يجب أن نحترمه بالقول له :خذ زمام أمورك الآن و قد خلصناك من الديكتاتورية...» «تواصل الصحيفة:» لكن هذا لا يحدث أبدا في دولة تعتبرها أمريكا وبريطانيا كعكة لذيذة.. الأمريكيون يريدون تقرير مصير العراقيين، ويفكرون في أسلوب «البعث» لتنظيم الحياة هناك ..». صحيفة أخرى
قالت تحت عنوان :«ساعة الأكراد»:«سقوط طاغية هو محل سرور أكيد في كل مكان.. هذا متفق عليه، أما الشيء غير المتفق عليه هو كيفية سقوطه؟ لغة التحرير غيرالجدية والتي تسبقها مصالح اقتصادية هي التي تصير مع الوقت ديكتاتورية أخرى، بشكل أو بآخر.. بدليل أن العراق دخل هذه الفوضى العارمة على مرأى من المنقذين..أمريكا تغض الطرف على كل هؤلاء القادمين للنهب والسلب، وحين اقترب بعضهم من وزارة النفط والتخطيط منعتهم الدبابات التي كانت هناك لتحرس المبنى المهم».
ومن السذاجة الكلام عن «أمركة» العراق بصيغة «التدخل السياسي في شؤونه، بدليل تحديد اسم الحاكم المقبل وأسماء أعضاء الحكومة التي يقال عنها مؤقتةوالتي سيأتي جلها من أمريكا.. قد ينطبق ذلك على دول أخرى ولكن على العراق؟ بكل اختلافاته العرقية؟ الأكراد بحد ذاتهم شكلوا خطرا أمنيا على العراق في أكثر من تاريخ، وبالتالي ساعتهم صارت واضحة، إنها ساعة التحرر التي يحتفلون بها، والتي ربما سوف تتوقف عن الدوران في أي وقت تقرر فيه إدارة بوش تحديد الدور الكردي في المناطق التي تراهن الولايات الأمريكية عليها باعتبارها مناطق نفطية واستراتيجية، بينما الأتراك يراقبون« هذه الساعة» بعيون من الحذر ومن الامتعاض.
|