اللوموند
تحت عنوان: «المغامرة الأخطر» تقول ليس من السهل قيادة دولة يكتشف شعبها فجأة أنهم انتهوا من نظامهم الطويل، لهذا كان الناس في حالة من الدهشة ومن الصدمة في آن واحد، العراقيون لم يستوعبوا بعد ما حدث لهم، ما زالوا يتكلمون عن صدام حسين كما لو كان موجودا لقيادتهم، ولهذا ربما بعد وقت سيفيق الشعب على الحقيقة، ليس بأن صدام انتهى وليس بأن نظامه سقط، بل بأن ما ينتظرهم ليس واضحا، ولا مضمونا إزاء «صفقات أمريكية» تحت المائدة لفرض أسلوب الأمر الواقع الجديد.
تضيف الجريدة: «ربما في الوقت الراهن لا تفكرالولايات الأمريكية في أكثر من تسيير العراق بالشكل الذي يتيح لها تسيير آبار البترول العراقية بشكل يتوافق مع الخطة «ج» التي تعني النفط مقابل الخبز مرة أخرى.. لكن كيف يتم ذلك؟.
العراقيون الذين أتعبهم النظام يشعرون اليوم بالقدرة على الانتفاضة على الأمريكيين، لأنهم ترعرعوا على ذلك.. هم جيل يعرف أن الولايات الأمريكية ارتكبت فظاعات في العالم، وأن ما يجري للفلسطينيين هو نتاج أمريكي أيضا، لهذا السبب سيعتبر العالم أن ما فعلته أمريكا في العراق خرقا طالما لم تبحث عن حلول جذرية وعميقة لأزمات مرتبطة أساسا بالأزمة العراقية، وبأزمة كل دولة عربية أخرى تحمل الضغينة للأمريكيين.. فمثلما فعلت أمريكا ضد النظام العراقي عليها أن تفعله ضد النظام الإسرائيلي لإيقاف شلال الدم هناك، لأن الصمت أو عدم الاكتراث إزاء تلك القضية بالذات يعني في النهاية أن كل يوم يمضي تصير أمريكا عدوا رقم واحد لأكثر من فرد ولأكثر من جهة.
***********
لوفيغارو
تحت عنوان «معركة (صدامغراد) لم تتم» تقول: «معركة صدامغراد» التي وعد بها النظام العراقي جنود الحلفاء لم تتم.. العراقيون انسحبوا بسرعة من معركة كانوا يعرفون أنهم سيخسرونها، لأن الاستراتيجية الأمريكية اعتمدت على قوة الجو للقضاء على أي حركة وبالتالي للقضاء على المقاومة العراقية التي صمدت أكثر من أسبوعين كاملين بقدرات مدهشة.. لكن المعركة المعلنة انتهت باختفاء النظام، لتبقى معركة أكبر، وهي إثبات أن الحرب التي قادتها أمريكا وبريطانيا في العراق كانت حرب تحرير حقيقية، وليست وهمية.. وبالنسبة لجورج بوش، وتوني بلير، فإنه الانتصار الكبير، العراق سقط أخيرا يقول البعض، والعراق وقع في الاحتلال يقول البعض الآخر، وبين القولين يجب أن نعي أن العراق سقط حقا مهما كان شكل تلك السقطة، لأن الخطاب السياسي الأمريكي أراد من الأول أن يعطي لحربه تلك صبغة إنسانية وتحررية، قبل أن يتحول إلى عبارة: الحق الأمريكي في العراق أمر لا غبار عليه، وهو ما تعكسه ببساطة صورة الجندي الذي غطى رأس تمثال صدام حسين بالعلم الأمريكي..الصورة أوضح تعبير عن المرحلة القادمة، إن لم يكن عن فكرة الحرب بعينها.
***********
ليبيراسيون
تكتب تحت عنوان: «الانتهاء من حرب منتهية» : «تقول إن العراقيين اكتشفوا أن التخلص من نظام استبدادي ليس أمرا سيئا، ولكن على حساب ماذا؟ ألم يكن ذلك على حساب القانون، وعلى حساب هيئة الأمم المتحدة التي لاتزال أمريكا تنظر إليها كهيئة قاصرة.. كولن باول يتكلم عن الأمم المتحدة بشيء من السخرية والرئيس الأمريكي يقول إن للأمم المتحدة دورا إنسانيا فقط، يجب أن تقوم به وفق اتفاقيات مقبلة مع الأمريكيين وليس مع العراقيين.. بمعنى أن التحرير ليس أكثر من الشعار الذي انتهى مفعوله بمجرد الاستيلاء على ما تبقى من دولة منهارة من كل جانب.. دولة مهددة بالحرب الأهلية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى..
***********
لومانيتي
تحت عنوان: «المهزلة» تقول: «لا شيء سيمحي من ذاكرة الناس بأن الحرب الأمريكية البريطانية على العراق كانت مخالفة للقانون.. لا شيء سيمحي من الذاكرة بأن الدمار الذي خلفته هذه الحرب سيكون سبب أي انزلاق عراقي محتمل نحو الفوضى السياسية إن لم نقل الحرب الأهلية.. لا شيء سيمحي من الذاكرة بأن القانون الدولي لم يعد مقنعا من اللحظة التي قفزت فوقه الإدارة الأمريكية حتى وهي تسقط النظام العراقي، حتى وهي تعلن النصر على جثث الأبرياء الذين كانوا في الأصل ضحايا للنظام نفسه.. المشكلة أن الإدارة الأمريكية تعتبر ما فعلته إنجازا، وكان عليها أن تعتذر للأمم المتحدة وللشعب العراقي على ما اقترفته ضدهما، لكنها لا تفعل، بل تصر على أن ما بعد سقوط صدام حسين هو التفكير في العراق الجديد الذي رأينا ملامحه الجديدة في شكل الأعلام الأمريكية التي كان يصر الجنود الأمريكان على تعليقها هنا وهناك.. العراق المقبل هو الرسم الأمريكي الدقيق، الذي خطط له طويلا كي يصنع في النهاية حربا أخرى ربما سوف تجبر العراقيين على عدم رؤية حقيقة الخطر الذي يواجههم، لأن انشغالهم في تصفية الحسابات فيما بينهم.
|