لنجعل للحياة رونقاً آخر!

تعقيباً على ما ينشر في هذه الصفحة من مواضيع عن الانتهازيين والنمامين والذين يصطادون في المياه العكرة أقول: يعيش الإنسان طوال حياته يرسم صوراً جميلة لجميع التجارب التي حكمت عليه الأقدار ووضعته على المحك تارة تعطيه ماء الحياة فينتعش ويكمل مسيرته الحياتية وكله أمل وإشراق ونظرة حب وسلام لكل الأشياء التي تصادفه في حياته وتارة تكون كالقشة التي قسمت ظهر البعير، ذلك الإنسان الذي عاش طوال عمره متفائلاً محبا للناس خلوقاً، وفي لحظة غدر يتغير عليك كل شيء، عملك، الناس، طعم الحياة. حتى طعم مأكلك ومشربك تشعر بطعم العلقم يجتر من أعماقك يحطم كل خلية فيك يجفف منابع الحب والحنان في قلبك، يهشم كل فكرة خير قد تلوح أمام ناظريك، أصبحت أشلاء رجل أمام الدنيا كلها تترنح. كل هذا العذاب وهذا الدمار خلقه إن صح التعبير إنسان يملأ قلبه الحقد والكراهية لكل خطوة نجاح لكل محبة إنسان. لأنه يشعر بالغيظ والكبت، ما إن يراك سعيداً فيختلق عليك مما هب ودب ويأتيك بالوجه البشوش ومن خلفك يسن سكاكينه ويقطع في لحمك وسيرتك. فبرأيي أن هذه الشاكلة من الناس لا تستحق منا إلا شيئاً واحداً وهو أن ندير ظهورنا لكل شيء يصدر عنها وننظر للدنيا بنظرة أمل وإشراق وكلنا حب وإحساس بالتفاؤل لما سوف يحدث غداً دون الالتفات ولو للحظة لتلك الألسن التي تتفوه خلفنا ولنجعل للحياة رونقا ورائحة مسك وطعما آخر.