يخسر الوطن..
وتخسر الأمة..
حين يرحل الرجال الكبار من هذا العالم الجميل..
يغيب شمس هؤلاء..
وتختفي إشراقتهم..
من حياتنا..
من هذا الوجود..
ومن هذه الدنيا..
فيكون الأسى كبيراً على فراقهم..
***
يمضون إلى بارئهم..
تستسلم أرواحهم إلى خالقها..
يغيبون عن أهلهم..
وعن محبيهم..
عنا جميعاً
ليرسموا لوحة من الأحزان..
نبكي من خلالها..
نبللها بدموعنا..
ونأسى إذ فقدنا مثل هؤلاء..
***
وأمس القريب..
كنا على موعد مع فجيعة مؤلمة..
مع حزن مؤثر..
مع صوت غاب عنا..
وجسد لن نراه بعد اليوم..
وكأننا كنا على موعد مع أقدار هذه الدنيا..
ويلاتها..
وأوجاعها..
والمآسي الكبيرة التي يختزنها دولابها..
***
أمس نعوه لنا..
نقلوا خبر وفاته..
أعلنوا رحيله..
ألقوا على مسامعنا انتقاله إلى رحمة الله..
قالوا: لقد مات ماجد بن عبدالعزيز..
فأصابنا الألم..
ومسنا الجزع..
وبدأت الذاكرة تسترجع الذكريات الجميلة عن الفقيد الغالي..
***
كان كبيراً..
وشهماً..
وكان إنساناً..
ورجلاً من الرجال المتميزين..
في خلقه..
وتواضعه..
وإخلاصه..
وزهده..
كأي إنسان نبيل..
مثل كل فارس..
ككل الأصلاء..
***
اعتذر عن الوزارة..
وطلب الإعفاء من الإمارة..
وظل وزيراً..
وبقي أميراً..
أحبه الناس..
نموذجاً..
وقدوة..
ورأوا فيه واحداً من البررة..
للوطن..
وللأمة..
***
يغيب اليوم عنا هذا الفارس الكبير..
لا، لن يغيب..
فقد أكرم مجتمعه في حياته بما كان عليه من سجايا..
فأحيط من الجميع بعد مماته بكرم نادر من محبتهم ومشاعرهم الصادقة..
***
وهاهم اليوم..
بحزنهم..
ودموعهم..
وأساهم..
يودعون في ماجد بن عبدالعزيز..
الوفاء..
والإخلاص..
والنبل..
والصدق..
والتواضع..
والرجولة بكل استحقاقاتها..
وقائمة طويلة من المزايا التي ازدانت بها حياة فقيد الوطن والأمة..
***
إننا نحزن كثيراً كثيراً..
على صداقة لن تعود..
وعلى اجتماعات لن تتكرر..
وعلى خصال جميلة تميز بها..
وقد أورثها لكثيرين منا..
دروساً في هذه الحياة..
تعلمها الكثيرون منه..
وشرفوا بسماعها عنه..
وسعدوا بالحوار معه حولها..
***
حزينون يا ماجد..
حزينون يا أهل ماجد..
أي والله..
ولكن هذه مشيئة الله..
وقدرته وإرادته..
إنها وديعة استعادها..
وأمانة استردها..
فله الرحمة..
وعليه الغفران..
من غفور مقتدر..
فاللهم اقبل الدعاء..
واستجب للنداء..
وحقق ما نتمناه لفقيدنا..
|