بعض غير قليل من النفسانيين الذين يحرصون على متابعة النُّمو النَّفسي السليم للصغار يضعون أيديهم على قلوبهم بمثل ما يضعون أقلامهم على دفاتر بحوثهم... يفكرون كيف ستتكَّون نفوس الصغار من جيل الحروب، والدَّمار، والفساد الذي استشرى في كافَّة أنحاء الحياة، وتلبَّست به سلوك وتصرفات الإنسان في أفعاله وأقواله.؟
كيف سيكون منظر الدَّم والنَّار؟ والقتل والتَّعذيب؟ والقنابل والصواريخ؟ والهدم والتَّشتت، والخوف والفجيعة والفزع والرَّهبة، ومفاجآت الطَّارقين القتلة، الظالمين؟ كيف سيكون أثر السَّرقة والانتقام في نفوسهم؟ كيف ستكون تركيبة هذه النفوس في مستقبل أجيال فيها الرجال الذين يُعَّول عليهم بناء الأمَّة، وفيهم النَّساء اللاَّتي يعَّول عليهن بناء هؤلاء البُناة؟
إنَّ الخوف من أن تكون الخسارة مكررّة، فيما لو لمْ يتمُّ الاهتمام بالجوانب الدِّينية في تربية هذا الجيل المفجوع بنكبات الإنسان، المندهش من تدني تحضُّر هذا الإنسان...
لذلك فإنَّ هؤلاء النّفسانيين وسواهم لن يواجهوا بأسئلة تضعهم إجاباتها في خانات مغلقة أو مظلمة إن تمَّ إدراك العلاج النَّاجع، والفَّعال وهو العودة إلى تنشئة إسلامية صحيحة، وقويمة يكون فيها المعتقد سليماً لا شائبة فيه، ويتحقق عنه السلوك الفكري، والنَّفسي، والوجداني، وفق تربية الإنسان على خلق القرآن، وعلى نهجه، ويكون فيه القدوة سيَّد البشر صلى اللَّه عليه وسلم الذي قاد البشرية من الظُّلمة للنور، ومن الجهالة للمعرفة ولا أحوج للمسلمين بهذه العودة إلى هذا النَّبع إلاَّ في هذا الوقت، كي نتدارك ويلات الأسى لئلاَّ تترك آثارها في نفوس قادم الأجيال.
|