لا يمكن لأي منصف إلا أن يشيد بجهود المرور في السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة والمستويات.. سواء من حيث التواجد والانتشار أو من حيث وضع اللوائح والأنظمة الجديدة.. أو من حيث القضاء على الاختناقات التي تعاني منها بعض الطرق والشوارع والميادين.. أو من حيث وضع بعض التعديلات على حركة السير في بعض الشوارع.. أو من حيث تأهيل رجل المرور تأهيلاً عالياً.. أو من حيث وضع ضوابط ونظم دقيقة للتعامل مع كل المستجدات.
** المرور اليوم.. يشهد نقلات ليست هينة.. ويسجل تقدماً للأمام يلمسه كل مواطن.. وهو تقدم ليس بسيطاً ولا يمكن أن يوصف بأنه تقدم نسبي أو بسيط.. بل هو تقدم كبير وشامل ومدروس.
** رجال المرور.. ينتشرون في كل نقطة على مدار الساعة.. ويسجلون حضوراً ودوراً فاعلاً.. وليس مجرد التواجد السابق.. وهو مجرد الحضور في النقطة فقط.
** ثم إن درجة وعي رجل المرور وتعامله لا يمكن أن تقاس على الاطلاق برجل المرور قبل سنوات.. وهكذا خدمات المرور في شتى المجالات الأخرى.. مثل استخراج الرخص والاستمارات والخدمات المماثلة.
** تذكرت كل ذلك.. عندما انطلقت يوم أمس.. خدمة أخرى جديدة قَدّمها المرور.. وهي «المرور السري» أو رجل المرور السري.. وهي خدمة جديدة نحتاجها كثيراً للقضاء على الكثير من المظاهر السلبية والأخطاء والتجاوزات التي خلَّفت وراءها الكوارث والضحايا والاصابات والخسائر البشرية والمادية.. وأشغلت الدوائر المعنية من مرور وشرطة وإمارات ومحافظات ومحاكم وما شاكلها.
** انطلقت هذه الخدمة الجيدة.. التي تحدث عنها الأمن العام قبل سنوات.. لكنها لم تترجم إلى واقع فعلي إلا يوم أمس.. ولا شك أننا سنجني من ورائها فوائد كثيرة.. لعلَّ من أبرزها من وجهة نظري كصحفي فقط:
** أولاً... أنه بإذن الله ستختفي الكثير من المظاهر السلبية والتجاوزات وتلاعب بعض السائقين.. وبالذات المراهقين.. الذي يتلفت .. وإذا لم يشاهد دورية مرور قطع الاشارة أو عكس السير أو عمل مخالفة أيَّاً كانت هذه المخالفة.. والتي قد يكون ثمنها.. دماء وهدر أموال وكوارث من أجل غلطة تُصنَّف على أنها بسيطة.. ولكن الثمن مكلف.. تعاني منه أجيال.. فهذا يتيم.. وهذه أرملة.. وهذا يضيع.. وبيوت تُغلق.. وأناس يصنفون كمعاقين إلى يوم الموت وهكذا.. وكله من أجل إنسان متهور مجنون لم يجد من يردعه ويأخذ على يده.
** فمثل هؤلاء.. لا شك أنهم سيتوارون.. لأنه يتوقع متى أراد أن يخالف أو يتلاعب.. أن بجواره أو حوله.. دورية سرية أو أكثر.. وأنها ستوقع به.. العقوبة المناسبة.. ومن هنا.. فإنه سيتوارى ويرتدع.. وبالذات عندما يعاقب مجموعة من الأشخاص بهذه الطريقة.
** الشيء الثاني.. أن ذلك سيسهم في صناعة الوعي المروري لدى السائقين «مهابيل وبزارين» فلعلك تلاحظ ان بعض السائقين يفتقر إلى الوعي.. فلا هو يقف أمام الاشارة بشكل صحيح.. ولا هو يتقيد بالتعليمات.. ولا هو يتعامل بشكل صحيح.. بل كل أموره خطأ في خطأ.. ولهذا.. فإنه سيتوقع أنه مراقب في كل لحظة... وسيرتدع ويتوقف عن جنونه و«هْبالِه» وسيصبح نظامياً رغم أنفه.. ورغم «تطيير عْيُونه» ولهذا سيسهم هذا الاجراء في صنع وعي شاملٍ للجميع «نشاما.. وسنافية.. وبزارين» وسيكون هناك التزام شبه كامل بالنظم.. لأن الكل سيتوقع أن حوله وبجواره أو معه بهذه الاشارة.. أكثر من سيارة مرور سري ستوقفه وتفضحه وتعاقبه.
** ثالثاً.. وفي تقديري أيضاً.. أن الحوادث القاتلة الخطيرة الناتجة عن قطع الاشارة أو عكس السير مثلاً.. ستقل.. وستقل معها الخسائر البشرية والمادية.. وستقل المشاكل المصاحبة للحوادث أيَّاً كانت.. وبالتالي.. ستنتهي مشاكل الحوادث بكل أبعادها الخطيرة والمزعجة.. وستقل أيضاً.. نسبة «المهابيل» بإذن الله.
** رابعاً... سيخف ضغط المراقبة والمتابعة على الدوريات المرورية.. وستتفرغ لأعمال أخرى ودور آخر.. وسيصبح العمل المروري في الميدان.. منظماً ومتكاملاً وأكثر دقةً.. وأكثر حضوراً وفاعلية.. وسيتمكن المرور من تشديد قبضته على الميدان.. وسيطبق لوائحه ونظمه بشكل شبه كامل.
** وبعد:
** فإن علينا.. أن نتعاون مع هذه الدوريات السرية ونساندها وندعمها ونتفهم دورها.. وأنه كله من أجلنا.. ومن أجل أجيالنا.. ومن أجل حياتنا.. ومن أجل الوطن والمواطن.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.
|