* الرياض محمد العيدروس:
تشرع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض خلال الفترة القريبة القادمة في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير وادي حنيفة وإعادة تأهيله بعد تخصيص مبلغ 200 مليون ريال لتنفيذ أعمال هذه المرحلة من المشروع الذي يهدف لإيجاد علاقة إيجابية بين الوادي من جهة ومدينة الرياض من جهة أخرى.ويتوقع ان يتم في غضون الأيام القادمة طرح المشروع في منافسة للتنفيذ.
وتشتمل الخطط التنفيذية على مشاريع لمعالجة المياه دائمة الجريان بأسلوب المعالجة الحيوية الطبيعية، وتهذيب مجاري السيول وإعادتها لوضعها الطبيعي لدرء مخاطر الفيضانات وردم الحفر القائمة وإنشاء قنوات للمياه الدائمة لضمان عدم تكوين المستنقعات في الوادي وإنشاء طريق لمستخدمي الوادي وقاطنيه وتنسيق الخدمات التي تتعارض مع أعمال مجاري السيول والاستفادة من الوادي للتنزه عن طريق إنشاء ممر للمشاة.
ويتوقع الكثيرون ان تؤدي عملية تطوير وتأهيل الوادي إلى الرفع من القيمة الحضرية لمحيط الوادي وللمدينة، عن طريق إيقاف التدهور البيئي وتقليل الأضرار الصحية ودرء مخاطر الفيضانات والسيول ورفع مستوى السلامة المرورية في الوادي وإيجاد مصدر للمياه بالقرب من المدينة للاستفادة منها في الزراعة، وبعض الأغراض الحضرية وزيادة أماكن الترفيه والتنزه في المدينة، وإيجاد فرص عمل لسكان المدينة، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات من القطاعين العام والخاص في مجالات الزراعة والسياحة والترفيه.
ويشتمل برنامج التطوير الشامل لوادي حنيفة على رؤية استراتيجية ومخطط رئيسي عام للوادي، بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل البيئي، وتوفير المساحات المفتوحة للتنزه والاستجمام.
وقد تم عرض المخطط الرئيسي العام للوادي على ممثلين من الأجهزة الحكومية التي لها علاقة بوادي حنيفة كوزارة الزراعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانة مدينة الرياض وشرطة الرياض ورئاسة مصلحة الأرصاد الجوية والبيئة وفرع وزارة المياه بمنطقة الرياض، وأصبحت الوثائق المساندة للبرامج والأسس والضوابط مكتملة تماماً.
ويتضمن برنامج التطوير الشامل لوادي حنيفة، عدداً من المحاور الأساسية، منها خطة استعمالات الأراضي باعتبار ان الاستعمالات الصناعية والأنشطة غير الملائمة لبيئة الوادي من أبرز مسببات مظاهر التدهور البيئي به.
وهناك خطة إدارة مصادر المياه، نظراً لأن معظم القضايا الحرجة وما يترتب عليها من مخاطر متعلقة بقضايا المياه وإدارتها وإعادة استعمالها والاستفادة منها بشكل صحيح.وهناك خطط ومحاور للإرشادات البيئية وإعادة التأهيل وبرنامج الأماكن المفتوحة والترويح وضوابط التصميم ومبادئ إدارة المناطق الحضرية والتصميم الهندسية والبيئة التحتية.
مصرف طبيعي للسيول
يمثل وادي حنيفة مصرفاً طبيعياً لمياه السيول لمساحة من الأرض تزيد على 4000كم2، تتجمع فيه مياه السيول عبر عدد من الشعاب والروافد، ونظراً لظروف المنطقة الجافة تتفاوت كميات المياه المتدفقة بحسب معدل هطول الأمطار.
وتغذي هذه المياه المخزون المائي للوادي، وتساعد على تجديد التربة، وإثراء الحياة النباتية والفطرية، ونشأ توازن بين قدرات الوادي الاستهلاكية، وكمية المياه المتدفقة فيه عبر العقود الماضية.
حاليا يعاني الوادي من استنزاف لمياهه الجوفية في أجزائه الشمالية نتيجة للأنشطة الزراعية، التي أصبحت تعتمد وسائل فعالة في رفع المياه، وعدم استخدام وسائل ترشيد الري الحديثة، كما أدت عمليات نقل التربة، والأنشطة العمرانية في مجاري السيول إلى تضييق هذه المجاري، ما سيؤدي إلى جريان المياه في حال هطول الأمطار بسرعة أكبر، وهذا يزيد من عمليات جرف التربة، واستحداث ممرات مائية جديدة، وتدمير الطرق والأسوار، وقد تتعرض المزارع والمنشآت السكنية في الوادي لأخطار كبيرة، كما ان زيادة جريان المياه تقلل من استفادة الوادي من هذه المياه في رفع المخزون المائي في بطن الوادي، وبالتالي سيؤثر هذا على النباتات الطبيعية، والحياة الفطرية فيه..
أما في الأجزاء الجنوبية من الوادي فقد ارتفع منسوب ومخزون المياه فيها بشكل كبير نتيجة للجريان الدائم لمياه الصرف الصحي المعالجة والمياه المصروفة من شبكة تخفيض منسوب المياه الأرضية المنفذة في المدينة، وتقدر كمية المياه المصروفة حاليا في الوادي بما يزيد عن 000 ،600م3 في اليوم، ويتوقع أن تصل الى حوالي 000 ،000 ،2م3 في اليوم عام 1442هـ.
|