* بغداد الموصل البصرة العواصم الوكالات:
سيطر الهاجس الامني على ماعداه في كامل الشأن العراقي وبدأ العراقيون مبادرات لتطويق الانفلات الحادث حيث كونوا جماعات لحراسة الاحياء فيما عرض ضباط شرطة متقاعدون خدماتهم لحفظ النظام بينما لم تنفذ القوات الأمريكية وعودها بالقيام بدوريات لحفظ الامن في شوارع بغداد وشوهدت سيارة للشرطة العراقية تقل ثلاثة موظفين باللباس المدني ظهرت في وسط بغداد أمس للمرة الاولى منذ الانتشار الأمريكي في وسط العاصمة الاربعاء.
وقال النقيب محمد عبد الكريم السعيدي الذي كان على متن السيارة لوكالة فرانس برس انه يعتبر مع زميليه انه آن الاوان لاستئناف عملهم وأن هذا العمل من أجل الشعب وليس الحكومة.
وفي الشمال عاد الهدوء إلى مدينة الموصل بعد موجة عارمة من اعمال السرقة واعربت تركيا عن ارتياحها لبدء انسحاب الاكراد من مدينة كركوك وعلقت خططا لارسال قوات إلى المنطقة. وقد قتل 15 من العرب والاكراد واصيب 200 اخرون على الاقل منذ أول امس الجمعة في الموصل في تبادل اطلاق نار بين الجانبين كما افادت مصار في مستشفى المدينة.
وبدا ان الاهتمام يتركز اكثر واكثر على مدينة تكريت معقل الرئيس العراقي الحصين لكن عسكريين غربيين يقولون ان المدينة قد تستسلم كغيرها من المدن العراقية. وظهرت في العاصمة العراقية ميليشيات للدفاع الذاتي وقطعت شوارع بعض الاحياء بحواجز لمنع تقدم اللصوص وحتى السبت صباحا كان هؤلاء ينهبون ماتبقى من مبنى وزارة التخطيط ونبه تاجر عراقي إلى انه اذا لم يفعل الأمريكيون شيئا فاننا سننقلب عليهم.
وفي شوارع وسط المدينة وخاصة شارع السعدون كانت المتاجر مغلقة بما فيها محطات البنزين وارتفع سعر ليتر البنزين من خمسة سنتات إلى دولار واحد وقام جنود أمريكيون تعززهم الدبابات بتأمين قطاع مهم في العاصمة العراقية امس واستولوا على آخر معقل معروف في وسط بغداد للمقاتلين الاجانب الموالين لصدام حسين.
وقد وقع مساء أمس تبادل اطلاق نار كثيف قرب فندق فلسطين في وسط بغداد بين عناصر من المارينز وفدائيي صدام.
وفي مدينة الناصرية يتعاون مشاة البحرية الأمريكية مع السكان المحليين لاستعادة الخدمات العامة في هذه المدينة بجنوب العراق والتي تستضيف اجتماعا مهما بعد غد الثلاثاء يضم شخصيات عراقية ومسؤولين أمريكيين لبحث كيفية ادارةالعراق في فترة ما بعد الحرب، حيث تعتزم واشنطن تشكيل ادارة حكومية مؤقتة تحت اشراف أمريكيين يعاونهم عراقيون، أيضا سيطرت أمس وحدات مشاة البحرية الأمريكية «مارينز» على مدينة الكوت في جنوب شرق بغداد اخر مفصل رئيسي امام طريق الامدادات من جنوب العراق إلى العاصمة. وفي ظل التطورات اعلنت شبكة «زد.دي.اف» التلفزيونية الالمانية ان المستشار الرئاسي العراقي اللواء عامر السعدي الذي عمل كضابط اتصال مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة قبل اندلاع الحرب سلم نفسه طوعا أمس السبت في بغداد للقوات الأمريكية.
من جهة أخرى قال سكان أحد الضواحي ببغداد أمس انهم شاهدوا قصي الابن الاصغر لصدام حسين حيا بعدما دكت القنابل الأمريكية مبنى اشتبهت في ان صدام وابنيه كانوا بداخله وقال السكان انهم شاهدوه وهو يفر في سيارة حكومية من طراز بيجو 306 بعد نحو 15 دقيقة من القصف.
وامس اعلن الجيش الأمريكي عن تحركين احدهما خاص بوحدات الفرقة الرابعة مشاة التي تحركت برا من الكويت إلى العراق، بينما يتصل الثاني بتحرك قوات من مشاة البحرية إلى الشمال من بغداد لمهاجمة معاقل عراقية مشتبه بها. وفي الشمال ايضا قال وزير الخارجية التركي عبد الله جول ان بلاده لا ترى ان هناك حاجة فورية لارسال قوات إلى شمال العراق فيما يخفف التوتر بين تركيا والاكراد العراقيين بشأن مستقبل مدينتي كركوك والموصل العراقيتين، حيث افادت الانباء ان الاكراد بدأوا انسحابا من كركوك مثلما تطالب انقرة. ومن جانب آخر تلقت القوات الأمريكية اوامر بحجب علم الولايات المتحدة لعدم اثارة مشاعر الاستياء ضد ما ينظر إليها كثيرون في العالم العربي كقوة احتلال.
|