* رحم الله الأمير الجليل «ماجد بن عبدالعزيز آل سعود».
* لقد فوجئت بخبر وفاته مساء «السبت»، فما ملكت وأنا العبد الضعيف الفقير إلى رب العالمين، غير الدعاء الخالص، لإنسان كبير عرفته أيام إمارته في منطقة مكة، فظل كبيراً في حياته كلها، لم تغره إمارة ولم تغيره خفارة، ولم تبدل من سجيته وفطرته الطيبة، المناصب العالية.
* كان رحمه الله وقوراً محباً للكبار والصغار، على أدب جم، وخلق رفيع، وابتسامة عريضة لا تفارقه أبداً.
* التقيته رحمه الله مرات كثيرة في مناسبات عامة وفي زيارات خاصة، فما لقيته مرة إلا وأنا أزداد إعجاباً بشخصيته الفذة، وثقافته الواسعة، ووعيه وحصافته، ولطفه وحلمه، وعطفه وحنوه.
* جئته زائراً في داره بجدة، في شهر رمضان قبل الفارط فلقيته ، هو هو .. ماجد بن عبدالعزيز الذي يكتظ مجلسه بجلسائه من المحبين الخلص الصادقين، أولئك الصفوة من المعارف، الذين لم تفرقهم خلو الصداقة من المنافع الخاصة، وهذا مما يحسب لماجد بن عبدالعزيز - رحمه الله- الذي ترك منصبه في الإمارة، لكن لم تتركه الإمارة في ذاته ولم يهجره الأوفياء من محبيه، لأنه هو الذي زرع فحصد، فلم يتنكر لأحد في إمارته، أو في غير إمارته.. رحمه الله
* رحمك الله أيها الأمير الفقيد بكل ما تعنيه الكلمة، سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز، كم كنت عزيزاً على الأنفس، قريباً من كل القلوب.
لم أزره مرة في مكتبه في الإمارة إلا وسمعت منه ما يسر ويبهج من تشجيع ودعم ونصح في دماثة خلق قل نظيرها في هذا الزمان فأخرج مودعاً من عنده وأنا ممتلئ بالسرور والفرح، وكأن ماجداً - رحمه الله- يتقدمني في كل خطوة أخطوها، نحو بحث أو دراسة أو عمل جاد، يثني عليه هذا الأمير الإنسان ويرى الاستمرار في دعمه.
* هكذا لقيته يوم أن ألفت كتابي «ثراء الآثار في منطقة الطائف» وكتابي: «الطائف القديمة» لقد وقف رحمه الله، ووقفت إلى جانبه، ووقف كل من كان في المكتب.. وقف قرابة ثلث الساعة يتصفح الكتابين، ويعلق على هذا الفصل، ويتفحص هذه الصورة ويذكر ما يعرفه عن هذا الموقع، ويثني على هذه الفكرة ويوجه بالاستمرار في هذا النهج.
* كانت تلك هي آخر صورة لي رحمه الله معه في مكتبه بالإمارة بجدة، ولكن لم تنقطع صلتي به أبداً، فقد كنت أزوره في داره بين وقت وآخر، فهو من الرجال القلائل الذين يحفرون أسماءهم في القلوب.
* أسأل الله العلي القدير الرحمة والغفران لسمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود، وتعازيَّ الحارة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد ولسمو النائب الثاني، ولأبنائه وأهل بيته ولكافة أبناء الملك عبدالعزيز، وآل سعود كافة، ولكل محبي الأمير الإنسان، ماجد بن عبدالعزيز.
(*) الطائف
|