* بروكسل واس:
يواجه نظام غاليليو الاوروبي للمراقبة عبر الاقمار الصناعية مجدداً ازمة جديدة تهدد بتأخير البدء في تنفيذه مرة اخرى رغم حصول اتفاق مبدئي بشأنه بين الدول الاوروبية الشهر الماضي.
وحالت خلافات سياسية عميقة حتى الآن دون اعطاء اشارة الانطلاق لنظام المراقبة الاوروبية لهذا النظام بعد خلاف بين الدولتين استمر عدة اشهر وتمحور حول تمويل بعض من جوانبه وتحديد مقره.
الا ان مصادر الجيش الوزاري الاوروبي في بروكسل اعلنت اليوم ان اسبانيا ابلغت الدول الاوروبية انها تعارض الاتفاق الالماني الايطالي حول تقاسم مهام ادارة هذا المشروع اي تقاسم العقود التجارية الرئيسية المترتبة عنه.
ويمنح نظام غاليليو فرصة للاتحاد الاوروبي بفرض نفسه في مجال تقني حساس يتمثل في التحكم عن بعد في مجال الاتصالات ووسائل النقل الجوي والارضي والبحري.
وتطالب اسبانيا حاليا بمنحها مساهمة من عشرة في المائة على الاقل من الحجم التجاري العام للمشروع الاوروبي والذي تقدر تكلفته الاولى باكثر من ثلاثة مليارات ونصف المليار يورو.
وسيعتبر اي تأخير جديد على البدء في تطوير هذا النظام حتى الآن بمثابة ضربة قاصمة للاوروبيين حيث ان اي تأخير في مجال التنفيذ سيمنح الولايات المتحدة هامش مناورة حاسم لكسب معركة المنافسة مع الاتحاد الاوروبي وفرض نظامها بشكل تام.
ولا تمتلك حاليا سوى روسيا نظاما موازيا للنظام الامريكي الا ان الطابع المجاني للخدمات الامريكية الممنوحة حالياً لبعض حلفاء الولايات المتحدة والطابع المحدود فنيا وعمليا للنظام الروسي يسمح بتمكين الولايات المتحدة من امتيازات جذرية.
واذا لم ترفع الحكومة الاسبانية تحفظاتها الجديدة فانه لن يكون بوسع الدول الاوروبية مباشرة تنفيذ المراحل الاولى لمشروع نظم المراقبة الجديد اي مع مطلع عام 2006.
وكانت للدول الاوروبية عقدت في بداية ديسمبر الماضي اجتماعاً استثنائياً في باريس ضمن مؤسسة ايزا وهي الوكالة الاوروبية للفضاء لتحديد المبالغ المالية التي يجب ان تسهم بها كل دولة عضو في الاتحاد في هذا المشروع.
وتمثل الاتفاق في تحمل بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا ما يوازي نصف الموازنة العامة للمشروع الاوروبي على ان تتولى الدول الاخرى اقتسام المبلغ المتبقي.
واعلنت المانيا نهاية العام الماضي بشكل مفاجئ عدولها عن تمويل المشروع بسبب اصرار ايطاليا ان تكون روما مقره الرسمي وهو ما تمكن الدولتان من تجاوزه حالياً عبر تسجيل اتفاق بين مختلف الدول الاوروبية لاقتسام الجانب المالي من ادارة المشروع الجديد حتى عام 2006 ومن ثمة تولي مؤسسة خاصة هذا الجانب الحساس من الاشراف على الانشطة الفضائية الاوروبية.
وتخفى الخلافات السياسية الظاهرية الابعاد الاقتصادية والمالية الفعلية للمشروع الاوروبي الضخم حيث يتوقع المراقبون الاقتصاديون ان يدر غاليليو في حالة تنفيذه وفي الموعد المحدد اربعمائة في المائة من الارباح مقارنة مع الحجم الاولي للاستثمار به.
ويقدر تكاليف غاليليو بثلاثة مليارات ونصف مليار دولار حالياً ويتكون نظام «جي.بي.اس» الامريكي الحالي من اربعة وعشرين قمراً صناعياً في حين يخطط الاوروبيون الى اطلاق ثلاثين قمراً صناعياً من بينها ثلاثة اقمار احتياطية ستدور حول الارض بشكل مستمر كما ان المشروع الاوروبي هو مدنى الطابع على خلاف النظام الامريكي الذي يعتبر عسكرياً بالدرجة الاولى.
|