* سان بطرسبرج روسيا رويترز:
رحب زعماء الدول التي عارضت الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق بسقوط صدام حسين ولكنهم قالوا انه يجب ان تلعب الامم المتحدة دورا رئيسيا في اعادة بناء العراق.
ولكن مع عدم استجابة الادارة الامريكية إلى حد كبيرإلى نداءاتهم ترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي جاك شيراك وجيرهارد شرودرمستشار ألمانيا استراتيجيتهم المقبلة غير واضحة.
ولم يصدر الزعماء بيانا مشتركا بعد محادثات استمرت يوما واحدا تم ترتيبها في سان بطرسبرج مسقط رأس بوتين بعد ان ضمنت القوات الامريكية والبريطانية السيطرة على بغداد واسقاط صدام.
وفي الوقت الذي اشارت فيه تقارير إلى ان بغداد تعمها الفوضى حث بوتين واشنطن على اتخاذ خطوات عاجلة لاعطاء الأمم المتحدة دورا في عراق ما بعد صدام.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع شيراك وشرودر: «اريد ان اشدد من جديد على ان الوضع الذي نواجهه في العراق لابد ان يحل بأسرع ما يمكن وفقا لميثاق الأمم المتحدة، «بقدر ما نسرع بالمضي في الطريق المحدد بموجب القانون الدولي كان ذلك افضل، وبقدر ما نؤخر الحل في اطار الأمم المتحدة بدا الأمر مثل وضع استعماري».
وقال بوتين ان الحملة التي قادتها الولايات المتحدة اخفقت في تحقيق مهمتها الاصلية التي اتفق عليها المجتمع الدولي في نوفمبر تشرين الثاني بتحديد ما اذا كان العراق يملك اسلحة محظورة.
واضاف: «لم يكن احد يحب النظام العراقي باستثناء صدام حسين ولكن ليست هذه هي النقطة».
وقال ممسكا بقميص احد الصحفيين يحمل صورة الزعيم الثوري الامريكي اللاتيني ارنستو شي جيفارا: انه لا احد يملك حق فرض قيم غريبة على اي شعب.
واضاف: «لا ننوي التعامل مع تصدير الثورة الديمقراطية الرأسمالية، اذا مضينا قدما في فعل ذلك فان العالم سيبدأ طريقا خطيرا جدا وزلقا من سلسلة لا تنتهي من الصراعات العسكرية»، ورفض كولن باول وزير الخارجية الامريكي الدعوات الاوروبية إلى قيام الامم المتحدة بدور رئيسي في اعادة بناء العراق، واشار مسؤول كبير في وزارة الدفاع الامريكية إلى ان افضل ما تسهم به الدول الثلاث هو اعفاء اي حكومة عراقية جديدة من الديون.
وابلغ شيراك الصحفيين ان العالم ابتهج لسقوط صدام، ولكنه قال ان الزعماء الثلاثة يتفقون على وجهة نظر عالمية تعتبر الامم المتحدة هي المدافعة عن القيم الديمقراطية.وقال: «نريد ان يكون عالم الغد متعدد الاقطاب. هذه الرؤية تستبعد بشكل طبيعي الانفرادية، وهذا هو سبب تفضيلنا وجود امم متحدة تحظى باحترام واعتراف وفعالية».
وقال بوتين خلال مؤتمر في وقت سابق يوم الجمعة لأكاديميين روس وألمان «ان موسكو كانت تعرف دائما ان عراق صدام لا يتمشي مع الديمقراطية وحقوق الانسان.. ولكن لا يمكنك ان تحل مثل هذه المشكلات بالطرق العسكرية». ورداً على سؤال من احد المشاركين قال بوتين ان 80 في المئة من الحكومات لا تطبق المعايير الديمقراطية الغربية، وتساءل متهكما: «هل تدخلون في حرب معها كلها».
|