بغدادي غاضب : هل هذا هو التحرير الذي تتحدثون عنه
بوش يركِّز على الاحتفالات في العراق ويتجاهل الفوضى

* واشنطن من ادم انتوس رويترز:
سلَّط الرئيس الامريكي جورج بوش الاضواء امس السبت على صور العراقيين وهم يحتفلون بحريتهم من صدام حسين رغم اعمال النهب والسلب وغياب القانون في المدن الرئيسية والمخاطر التي تواجهها جهود الاغاثة الانسانية.
لكن بوش حذَّر في حديثه الاسبوعي الاذاعي من ان «قتالاً شديداً» ربما ما زال ينتظر القوات الامريكية وهي تتصدى لجيوب المقاومة العراقية.
وقال بوش وهو يشير الى صور تمثال عملاق للرئيس العراقي صدام حسين يجري اسقاطه في وسط بغداد ان العالم شهد في الاسبوع الماضي امة تنطلق من 24 عاما من الحكم الحديدي لصدام.
وقال بوش ان الجيش الامريكي يقدم الطعام والماء والعلاج الطبي «لجميع المحتاجين» رغم ان مسؤولي اغاثة دوليين حذَّروا من ان المساعدات قد تتأخراذا لم تفرض القوات الامريكية القانون والنظام.
وقال بوش الذي يمضي عطلة الاسبوع في منتجع الرئاسة في كامب ديفيد حيث سيطلعه مجلس الحرب اولا بأول على أحدث التطورات في الحرب العراقية «بينما يحتفل الناس في انحاء العراق بوصول الحرية فان امريكا ستحتفل معهم بهذه المناسبة».
وتتناقض بشدة صور الاحتفالات التي يتحدث عنها بوش مع التقارير الاخبارية عن اعمال النهب الواسعة النطاق التي تشهدها المدن العراقية الرئيسية.
وفي العاصمة بغداد طاف رجال وشبان مسلحون في الشوارع ينهبون كل ما تقع عليه ايديهم يقتحمون المباني ويسرقون السيارات.
وصرخ صاحب متجر في طاقم دبابة امريكية كانوا يراقبون ما يجري بينما انقض شبان على كل شيء في متجره الصغير «هل هذا هو التحرير الذي تتحدثون عنه».
وانتشرت اعمال النهب في البصرة حيث قالت وكالات الاغاثة الانسانية إن زيارة المدينة اصبحت غير آمنة حتى في ساعات النهار.
وأصر وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز يوم الجمعة على ان هذه الاضطرابات سيعقبها عودة النظام والقانون. وقال الاثنان ان واشنطن تخطط لانشاء قوة شرطة عراقية وخدمات حكومية مؤقتة.
ولم يشر بوش الى اعمال النهب في حديثه الاسبوعي.
وبدلاً من ذلك ركَّز الرئيس الامريكي على مشاهد العراقيين المبتهجين و«بسالة» الجنود الامريكيين الذين نسب اليهم الفضل في تجنب الدخول في اشتباكات مع المدنيين واطلاق سراح الاطفال الذين سجنوا لرفضهم الانضمام الى منظمة الشباب بحزب البعث الحاكم.
واقتبس بوش كلمات رجل عراقي شارك في جهود اسقاط التمثال العملاق لصدام حسين والذي قال «انني ابلغ من العمر 49 عاما لكنني لم أعش يوما واحدا. الآن فقط سوف ابدأ الحياة».