* واشنطن اف ب:
احجمت الولايات المتحدة عن ترك مهمة اعادة اعمار العراق للأمم المتحدة مشيرة مع ذلك ان للأمم المتحدة دورا تلعبه فيما يتصل بالمجال الانساني. بينما تستعد واشنطن للاشتراك في مؤتمر مع شخصيات عراقية يعتقد انها ستشارك في سلطة مؤقتة تقيمها الولايات المتحدة في العراق.
وقد استبعد وزير الخارجية الأميركي كولن باول يوم الجمعة ان تفسح الولايات المتحدة المجال للأمم المتحدة لاعادة اعمار العراق بعد القضاء على نظام الرئيس صدام حسين.
وقال باول في مقابلة تلفزيونية «لسنا مستعدين للقول : حسنا، الحرب انتهت وسنمضي لنفسح المجال للامم المتحدة».
واكد باول ان الامم المتحدة ستضطلع بدور «حيوي» في اعادة اعمار العراق انما «في المجال الانساني خصوصا».
وقد طالبت كل من روسيا وفرنسا والمانيا يوم الجمعة خلال اجتماع قادتها في سان بطرسبورغ ب«دور محوري» للامم المتحدة في اعادة اعمار العراق بعد الحرب.
ورد باول على ذلك بالقول «اعتقد ان الدول التي دفعت الثمن السياسي وثمن الدم لتوفير الظروف التي تمكن من اقامة حكومة ديموقراطية جديدة في العراق. سيكون لها دور مهم ودور محرك في هذه العملية».
وحرص على الاشارة الى انه يعود «للعراقيين انفسهم اختيار قادتهم الجدد». موضحا ان الولايات المتحدة ستمارس «بعض النفوذ».
وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «الدور الفريد للامم المتحدة باعتبارها آلية تسوية في الشؤون الدولية». مشيرا الى استحالة بلوغ هذا الهدف» من دون تعاون في منطقة اليورو الاطلسي».
هذا ومن المقرر ان تحضر واشنطن اجتماعا بعد يومين في العراق تمهيدا لاتخاذ الاجراءات الاولى لاقامة سلطة مؤقتة مقبلة مع شخصيات عراقية من داخل العراق ومن خارجه.
وبعد معلومات متضاربة حول موعد الاجتماع ومكان انعقاده، قالت وزارة الخارجية الاميركية ان اجتماعا مع عراقيين احرار هو الاول منذ انهيار نظام الرئيس صدام حسين سيعقد بعد غد الثلاثاء في مدينة الناصرية في جنوب العراق.
ويبدو ان واشنطن تريد من خلال ذلك ان تباشر بسرعة العملية الانتقالية للخروج من الفراغ السياسي الحالي في العراق.
وتعهد الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير الخميس بأن يحكم العراقيون بلادهم في اسرع وقت بعد مرحلة تشهد ادارة عسكرية ومدنية يؤمنها التحالف الاميركي البريطاني.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريشتارد باوتشر ان اجتماع الثلاثاء «يهدف الى جمع عراقيين احرار يأتون من مناطق محررة فضلا عن ممثلين من مجموعات ومنظمات مختلفة" من دون ان يعطي اي توضيحات حول لائحة المدعوين للمشاركة.
لكن في الحقيقة سيكون للاميركيين اليد الطولى في هذا الاجتماع، وسيرأس الوفد الاميركي ممثل البيت الابيض الخاص لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاد برفقة الدبلوماسي الرفيع المستوى ريان كروكر مساعد نائب وزيرالخارجية المكلف منطقة الشرق الاوسط.
وقال الشريف علي بن الحسين المسؤول في المؤتمر الوطني العراقي في لندن لوكالة فرانس برس ان «جميع احزاب المعارضة ستكون ممثلة، انما ليس على مستوى القادة».
واضاف ان «الدعوات ارسلها الجنرال تومي فرانكس» قائد القيادة الاميركية الوسطى، موضحا ان مسؤول الادارة المدنية المؤقتة في العراق الجنرال الاميركي السابق جاي غارنر سيحضر الاجتماع.
وقال باوتشر من جهته ان هذا الاجتماع الاول يندرج في اطار «سلسلة من اللقاءات الاقليمية للتحضير لسلطة عراقية مؤقتة ستشكل في موعد لم يحدد بعد، خلال «مؤتمر وطني» يعقد في العاصمة بغداد.
وهذه السلطة المؤقتة ستحضر بعد ذلك لاقامة حكومة ديموقراطية على المدى الطويل.
وكان تاريخ عقد اللقاء واختيار الناصرية موضع معلومات متضاربة الثلاثاءالماضي بين وزارة الخارجية ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني.
فالى هذه المدينة عاد المعارض العراقي احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، احدى حركات المعارضة الرئيسية في العراق، من المنفى بمساندة من البنتاغون.
ويحظى الجلبي بدعم من تشيني و«صقور» الادارة الاميركية لكن وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لا تنظران اليه بعين الرضا وهما ترغبان في دفع عراقيين من الداخل الى تولي مسؤوليات.
واقام الجلبي مكاتبه قرب هذه المدينة برفقة 700 من انصاره للمساهمة في الهجوم الاميركي البريطاني في جنوب العراق.
وتوقع يوم الجمعة في تصريح لوكالة فرانس برس «عملية انتقالية سريعة» في البلاد بعد سقوط بغداد.
واعرب مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية عن خشيتهم في الايام الاخيرة من ان ينظر الى اجتماع الناصرية على انه «تتويج» للجلبي.
| 
