الموصل تستسلم وتُنهَب واللصوص ينشطون في بغداد
مقتل طفلين بنيران «المارينز» * مغادرة قوات البشمركة لكركوك

  * الناصرية - شمال العراق - بغداد - العواصم - الوكالات:
توالي سقوط المدن العراقية لتؤكد انحسار سلطة صدام حسين الى حدها الأدنى . حيث استسلمت أمس الموصل والفيلق الخامس المتمركز فيها ودخلتها القوات الأمريكية التي دخلت كركوك أيضا بعد انسحاب البشمركة الأكراد وفقا لاتفاق مع تركيا.
وتكررت مشاهد السلب والنهب في الموصل بينما بلغت ذروتها في بغداد . وكان من اللافت ان القوات الأمريكية حرصت في كل المدن التي دخلتها على تأمين المنشآت التابعة لوزارة البترول لكنها أهملت الوزارات والمنشآت الأخرى.
وقد أقر «المارينز» أمس أنهم قتلوا طفلين عند نقطة تفتيش أمس الجمعة بزعم ان سائق الحافلة التي كانت تقلهما تجاهل أمرا بالتوقف .كما اصيب تسعة آخرون في الحافلة الصغيرة بجراح.
وتعيش قوات مشاة البحرية هاجس الخوف من العمليات الفدائية . حيث فجر قبل ساعات من هذا الحادث شخص في بغداد نفسه في تجمع للمارينز فاصيب أربعة منهم بجراح بينما قتل المهاجم.
ولقي جنديان أمريكيان مصرعهما الى جانب عدد غير معروف من العراقيين عندما انفجرت ذخائر كانت القوات الأمريكية تقوم بتدميرها في العاصمة العراقية ما أدى أيضا الى نحو 20 منزلا ودبابة أمريكية.
وفي الشمال حيث تتسارع الأحداث حيث أعلن الجيش الامريكي أمس الجمعة ان الفيلق العراقي الخامس استسلم بالكامل في مدينة الموصل التي دخلتها القوات الأمريكية كما دخلت الى كركوك . بينما أقرت القوات الأمريكية انها واجهت مقاومة في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين.
ويشير سقوط الموصل وهي ثالث أكبر مدينة عراقية دون قتال الى انهيار كامل في التأييد لصدام حسين في شمال العراق.
ومثلما يحدث في بغداد منذ سقوطها الاربعاء الماضي من نهب فقد حدث ذلك أيضا في الموصل . وقال مراسل ان عراقيين فرحين يرددون شعارات معادية لصدام حسين يدخلون فرعا لبنك العراق بالمدينة ويخرجون برزم من الدنانير العراقية التي تحمل صورة صدام حسين ويمزقونها.
وتعددت مشاهد الفوضى في العاصمة العراقية. واستمرت أمس أيضا عمليات السلب والنهب وشملت مناطق جديدة كما سمع في مناطق أخرى تبادل متقطع للنيران.
وقال شاهد عيان انه شاهد رجلا مسلحا يطلق النار على سائق شاحنة صغيرة في وسط بغداد ويسحبه من خلف المقود ويركب بدلا منه الشاحنة ويقودها مبتعدا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الجمعة إنها تشك في انه يوجد مستشفى واحد في بغداد مازال يعمل بسبب «الفوضى» التي تسود شوارع المدينة.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ندى دوماني ان مسؤول اللجنة رولاند هوجينين بنجامين في العاصمة العراقية أبلغها بأنه «ربما لم يعد هناك مستشفى واحد يعمل بسبب النهب ونقص أفراد الهيئة الطبية وان الناس مذعورون». ونقلت عنه قوله «إنها حالة فوضى».