تلعب البحوث العلمية والتقنية دوراً ملحوظاً في تطوير شتى المجالات الحيوية، وقد لاقت تلك البحوث رعاية واهتماماً من قبل كل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأيضاً من الجامعات السعودية والتي تعمل على تذليل الصعوبات أمام أنشطة البحث العلمي المتعددة، ويتمتع الباحثون في هذا البلد بالدعم والاهتمام في كافة مراحل بحوثهم التطبيقية، حيث نجد أن الجامعات السعودية قد وفرت لهم مراكز البحث وقواعد المعلومات المتخصصة، فضلاً عما تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من توفير المنح البحثية والاتصال والوثائق والمواد العلمية والتقنية والدوريات والرسائل والوسائل الفلمية، وما ذلك إلا امتداد لما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- من رعاية للعلماء والباحثين والدارسين، وتقديم كل ما يسهل أنشطتهم العلمية والتقنية، حيث تم دعم البحث العلمي وتطويره بزيادة مخصصاته في ميزانية الدولة.
وقد خطا القطاع الخاص على هدى تلك المبادرات الحكومية في هذا الشأن، حيث كان لشركة المراعي الريادة في ذلك، نظراً لهدفها الاستراتيجي البعيد الذي تتفق خططه ومتطلباته للانفتاح الاقتصادي الحالي.
وإيماناً من شركة المراعي بدورها الكبير في هذا الوطن، فقد دأبت منذ إنشائها على تحقيق النجاح بالوسائل المعرفية المتاحة، كما سعت إلى تحقيق أهدافها بإدارة تعي اللغة المشتركة بينها وبين عملائها وحاجاتهم ورغباتهم، فلم تقف عند حد في استثمارها المطرد ولم تكتف بمكاسبها الاقتصادية داخل المملكة وخارجها، بل تجاوزت ذلك إلى ما يؤكد الأهداف النبيلة للإدارة الواعية وما ترمي إلى تحقيقه من خدمة هذا الوطن بأنشطة خيرية واجتماعية وثقافية وعلمية، وما رعاية المراعي للعلماء والباحثين والدارسين في مجال البحوث العلمية التطبيقية إلا دلالة واضحة على ذلك.
لقد أدركت هذه الشركة الرائدة في مجالها الاقتصادي أهمية البحوث العلمية التطبيقية في زيادة الكفاءة الإنتاجية والتي عززت القدرة التنافسية للشركة في الأسواق المحلية والعالمية مما انعكس على زيادة إسهام الشركة في تعزيز الميزان التجاري للمملكة مع العديد من الدول الأخرى.
وتفعيلاً لذلك نجد أن مسيرة التعاون بين شركة المراعي وبين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجال البحوث العلمية وصلت إلى مرحلة مميزة وبارزة جاء نتاجها من خلال جائزة المراعي للإبداع العلمي، هذه الجائزة التي أتت كبادرة محمودة من هذه الشركة الوطنية، دعماً منها وتشجيعاً للعلماء والباحثين والمخترعين في المملكة، وبإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
جاءت هذه الجائزة داعمة للعلماء المتميزين، ومقدرة للإسهامات العلمية والأعمال الإبداعية في مجال العلوم والتقنية كالبحوث والمنشورات وبراءات الاختراع والتصاميم الصناعية للمبدعين في المملكة العربية السعودية.
ولا شك أن هذه الجائزة تأتي تتويجاً لجهود شركة المراعي في استقطاب الخبرات والقدرات العلمية في المجالات الحيوية كالزراعة والمياه والأغذية والصناعات الغذائية والثروات الطبيعية والحيوانية، رغبة من الشركة في تحقيق أهدافها على النحو المطلوب كمستثمر ناجح، فضلاً عن الخدمات الوطنية والإنسانية التي تقدمها الشركة من خلال مشاريعها ونشاطاتها المتعددة.
ولعلني هنا أشيد بهذه الأفكار المستنيرة لشركة المراعي المحدودة والتي تقف خلفها إدارة مبدعة يقودها أمير المال والأعمال الأمير الإنسان صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة الشركة، إن تميز سمو الأمير سلطان من خلال توجه سموه بطرح تلك الجائزة العلمية ليس بالأمر المستغرب، بل إنه يأتي امتداداً لنجاحات سموه المتعددة في شتى الجوانب الحياتية الأخرى، فقد عرف عن سموه دعمه اللامحدود في النواحي الخيرية والتعليمية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية، وتلك النجاحات لسموه لا يجني ثمارها سوى هذا الوطن وأهله، وفي ظني أن تلك الإدارة يجب أن تكون مثالاً مرموقاً يحتذى به من قبل مؤسسات وشركات القطاع الخاص، وأغتنم الفرصة هنا بدعوة جميع شركات القطاع الخاص المتمكنة على السير وفق ذلك النهج السليم والخطوات الواثقة التي تسير وفقها إدارة شركة المراعي والتي أثمرت نجاحاً إثر نجاح، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لهذه الشركة التي آمنت بدورها الفاعل والمثابر نحو هدف وطني نبيل.
|