* واشنطن بقلم جيم مانيون ا.ف.ب:
بدأت الولايات المتحدة تبحث عن مؤشرات قد تدلها الى مصير الرئيس العراقي صدام حسين، حيث قامت بعمليات تفتيش للمرة الاولى في انقاض المبنى الذي قصفته يوم الاثنين الماضي في بغداد، حيث تعتقد انه كان موجوداً مع نجليه.
فقد سرى سيل من الشائعات منذ انهيار النظام في بغداد أفادت بعضها ان صدام حسين موجود في مسقط رأسه في تكريت او في السفارة الروسية في بغداد او في بلدة على الطريق المؤدي الى سوريا شهدت قتالاً شرساً.
وقال مسؤول امريكي طلب عدم الكشف عن هويته «لم يتغير شيء، فمصيره لايزال مجهولاً في هذه المرحلة».
ومضى يقول «ثمة الكثير من الشائعات التي تحوم».
والمسؤولون الامريكيون الساعون الى العثور على مؤشرات، تفقدوا موقع مبنى قصفته الطائرات الامريكية في حي المنصور في بغداد يضم مطعماً شعبياً لكنه يضم ايضاً وفق مسؤولين مكاتب للاستخبارات العراقية.
وكان الطيران الحربي الامريكي قصف هذا المبنى بعد 45 دقيقة على ورود معلومات من مصادر استخباراتية مفادها ان صدام حسين ونجليه مجتمعون مع مسؤولين كبار في الاستخبارات فيه في السابع من نيسان/ابريل.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية طلب عدم الكشف عن اسمه ان عملية القصف استندت الى «معلومات استخبارية من عدة مصادر، من الواضح أنهم اشخاص توافرت لهم معلومات مهمة تستحق إلقاء قنابل على هدف ما، ويفترض ان يكون هؤلاء الاشخاص في موقع مهم».
وافادت معلومات ان الاستخبارات البريطانية تعتقد ان صدام حسين غادر على الارجح المبنى قبل دقائق من عملية القصف عبر نفق او في سيارة.
وكانت الولايات المتحدة شنت ضربة مماثلة للقضاء على «رأس النظام» في20 آذار/مارس في الليلة الاولى من الحرب لكن يبدو انها لم تحقق هدفها رغم انها ارتكزت على ما يبدو على معلومات استخبارية موثوقة اشارت الى وجود صدام حسين ونجليه في المجمع الذي قصف.
ويبدو ان الاستخبارات الامريكية اقتنعت ان صدام حسين نجا من محاولة قتله هذه بعدما عرض التلفزيون العراقي شريطاً وجّه فيه الرئيس العراقي خطابا الى العراقيين اشار فيه الى اسقاط طائرة اباتشي وهو حادث وقع بعد الضربة الاولى التي استهدفته.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع «لو كانوا يعتقدون انه قتل لما ألقوا القنابل على الهدف الثاني» الاثنين.
ولم يعرف ما اذا كان المسؤولون الامريكيون الذين تفقدوا الموقع قد فعلوا ذلك برفقة خبراء في الطب الشرعي.
وقد تساعد تحاليل على الحامض الريبي النووي المنقوص الاوكسيجين «دي انايه» على تحديد هوية البقايا التي يتم العثور عليها، لكن تأكيد ما اذا كان صدام حسين قتل او لا يزال على قيد الحياة يفترض ان يصدر عن مقربين جداً منه.وأوضح المسؤول ذاته «اظن ان احداً سيتقدم ويقول هذه هي جثته او شيئاً من هذا القبيل، واما علينا القيام بتقييم مدروس لمعرفة ما اذا كان قد قتل».ومضى يقول «الوضع شبيه بوضع هيتلر خلال الحرب العالمية الثانية، لم ير احد جثته، بل قيل لقد قتل واحرقنا جثته».ودعا وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الخميس العراقيين الذين يملكون معلومات حول النظام بالكشف عنها لكن القياديين البارزين في العراق تبخروا تماماً مثل صدام حسين، وقال رامسفيلد ان بعضهم يحاول الهرب الى سوريا.
وقال المسؤول الامريكي «غالبية المسؤولين الرئيسيين يختبئون محاولين تجنب شعبهم».
وفي حال كان صدام حسين ونجلاه على قيد الحياة يريد المسؤولون الامريكيون إلقاء القبض عليهم ليس فقط لمحاكمتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب، بل ايضاً للمعلومات التي يملكونها خصوصاً حول برامج اسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام بالارهاب ومصير الجنود الامريكيين والمفقودين الآخرين خلال حرب الخليج الاولى.
كما انه يتم البحث عن العلماء العراقيين ومسؤولين آخرين في النظام فضلاً عن الوثائق التي قد تشتمل على اسرار النظام.
وقال المسؤول ذاته «بالطبع اننا نجمع الوثائق هناك، ولا اعرف ما اذا كانوا قد عثروا على اشياء مهمة، لكن لا بد من ذلك مع الوقت».
وختم يقول «ما ان يتم احلال الاستقرار في البلاد سيحظى هذا الامر بأولوية كبيرة، فإلى جانب توفير المساعدات الانسانية وإقامة حكومة جديدة سيكون استغلال المعلومات الاستخباراتية من اهم الاشياء» التي سيقوم بها الامريكيون.
|