* بغداد - الموصل - الوكالات:
نقل 25 شخصاً أمس الجمعة إلى أحد مستشفيات بغداد لاصابتهم بالرصاص في مواجهات مع أشخاص يقومون بأعمال نهب، فيما قام عدد من التجار باطلاق النار في وسط المدينة على سارقين كانوا يحاولون سرقة محلاتهم.
وأدخل الجرحى وبينهم طفلان إلى المستشفى الذي لا يملك الوسائل لإجراء عمليات جراحية، بسبب تعرضه للنهب وهرب جميع العاملين فيه، على حد ما أفاد طبيبان متطوعان وصلا إلى المكان.
في هذا الوقت، تغرق بغداد في الفوضى. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس ان تجاراً في وسط بغداد أطلقوا النار أمس الجمعة للمرة الأولى على أشخاص يحاولون سرقة محلاتهم.
ففي حادثين منفصلين، قام تجار مسلحون ببنادق هجومية ومسدسات وقضبان حديد يقومون بحراسة محلاتهم، باطلاق النار على مجموعات من السارقين كانت تقترب منهم.
في سوق الرصافي، وهو مبنى من سبع طبقات، أطلق تجار مسلحون بمسدسات، النار لابعاد السارقين، في حين أطلق مسلحون آخرون من بنادق كلاشنيكوف النار في سوق العربي باتجاه سارقين آخرين.
وطارد عدد من الشبان يحملون قضباناً حديدية أشخاصاً حاولوا الاستيلاء على بضائع.
وأعلن مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة العراقية ان الوضع في مستشفى الكندي في شرق بغداد الذي تفقدته اللجنة بعد تعليق زياراتها إلى المستشفيات لبضعة أيام، «كارثي وفوضوي».
وقال بيتر تارابولا منسق الشؤون الطبية في الصليب الأحمر أثناء وجوده في المستشفى الذي تعرض للنهب ان «الوضع فوضوي وكارثي»، وقد غادر الموظفون المستشفى.
وأفادت صحافية في فرانس برس ان جميع المرضى غادروا المستشفى الذي يعد من أكبر مستشفيات بغداد وان «متطوعين» من الشيعة جاؤوا إليه من النجف «جنوب» بقيادة الشيخ عباس الزبيدي وهو من الشخصيات الدينية.
وقال الممرض جواد الجابري ان «كل الأطباء غادروا».
ويقوم مرافقو الشيخ عباس غير المسلحين بحراسة مداخل المستشفى، فيما وضع عباس الزبيدي قميصا أبيض فوق لباسه التقليدي.
وقال مراسل رويترز خالد يعقوب عويس انه شاهد رجلاً مسلحاً يطلق النار على سائق شاحنة صغيرة في وسط بغداد ويسحبه من خلف المقود ويركب بدلاً منه الشاحنة ويقودها مبتعداً. ولم يتضح ما إذا كان سائق الشاحنة قد لقي حتفه أم انه أصيب فقط.
وذكر المراسل ان رجالاً مسلحين يتدفقون على مستشفى للأطفال في حي المنصور حيث تجمع جثث المدنيين والمقالين ويبدو انهم ينهبونه.
وأضاف عويس «الموقف ازداد سوءاً منذ امس، إنها فوضى» ولم تمنع القوات الامريكية عمليات السلب والنهب الجارية والتي بدأت يوم الأربعاء مع دخول القوات الامريكية إلى قلب بغداد وانهيار حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
وفي الموصل بدأت أعمال السلب في مدينة الموصل أهم مدن الشمال العراقي وثالث مدينة عراقية بعد بغداد والبصرة في أعقاب دخول القوات الكردية والامريكية إلى المدينة.
وعرضت شبكة تليفزيون «بي بي سي» الاخبارية البريطانية صوراً لمدينة البصرة والشوارع تغطيها الأوراق المالية ويقوم المواطنون بالتقاطها من على الأرض بعد ان تمت مهاجمة مقر البنك المركزي العراقي في الموصل.
وأشارت الشبكة إلى أن بعض التقارير تشير إلى أن قوات البشمرجة الكردية تسيطر الآن على الموصل وعدد من نقاط التفتيش بعد انهيار المقاومة العراقية.
وأضافت الشبكة ان القوات الامريكية والبريطانية سوف تحكم سيطرتها على المدينة، حيث أكدت الولايات المتحدة ان دخول القوات الكردية إلى المدينة سوف يكون محدودا.
وحذّر الدكتور نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية من أن يتحول الوضع في العراق «في غياب سلطة عراقية» إلى حرب عشائرية، مؤكداً أن المعركة الحقيقية الآن هي معركة التحول إلى الوفاق الوطني.
وأضاف في حديث خاص أدلى به لاذاعة صوت العرب عبر الهاتف من واشنطن صباح أمس الجمعة أن السؤال المطروح حاليا بعد نجاح أمريكا في حملتها العسكرية هو هل ستنجح الإدارة الأمريكية في المعركة السياسية وهل ستكتفي بأن تظهر في الصورة كقوة محررة.
وأكد عوض أن العراقيين إذا ما أحسوا بأن أمريكا ستكون قوة احتلال جديدة لهم فإن النجاح الذي تشعر به الإدارة الأمريكية في سياساتها في العراق أمام الشعب الأمريكي سيتحول إلى فشل ذريع.
|