هل القضاء موهبة ..؟
وهل نطمع منكم بذكر ما يمكن اعتباره ضرورة للقاضي؟
والجنايات كيف يمكن ان تُصنف إذا ادعى مرتكبها انه «مصاب بمرض نفسي»..؟
وهل تكتسب الموهبة القضائية؟
ع.أ.ع .. الرياض .. المعهد العالي للقضاء
ج:كنت قد ذكرت فيما مضى في مناسبة علمية مهمة.
إجابة على مثل هذا السؤال قلت فيها:
إن القضاء ليس كأي علم نظري أو كأي علم تطبيقي إنه علم قائم بذاته يتسم بضرورات لا بد منها، منها:
الورع.
النزاهة.
التواضع.
بساطة المعيشة والسكن.
العدل.
ومن أجل ما يلزم في هذا
الموهبة القضائية فيما يلي:
سياسة النظر.
بعد الغور.
عمق الإحاطة بمراد النص.
الحذر من المركزية.
الحذر من العجلة.
الحذر من سوء الفهم.
التجديد في الاجتهاد في خطاب الشارع.
حرارة سرعة البديهة.
حفظ وفهم آيات وآثار الأحكام
الإضافات العلمية غير المسبوقة تجاه النوازل ونص الخطاب والقضاء مسؤولية عظمى إدارة وحكماً فإذا ما توفرت الموهبة مع تقوى وورع وعدل ونزاهة وثقة بالله سبحانه وتعالى وبعداً عن البدع والفتن وسوء الفهم كان هذا خيراً أبداً.
ويمكن أن تكتسب الموهبة القضائية من خلال الإلحاح على الله تعالى بالدعاء وعلو الهمة العلمية مع نظر سير أعلام القضاة النابهين خلال القرون الثلاثة المفضلة، ويستعان بهذا بما كتبه وكيع بن الجراح وابن قيم الجوزية والذهبي وابن رجب وأبو نعيم وابن كثير واكتساب الموهبة ممكن لمن كان لديه استعداد فطري لهذا وقام أمره على صدق فقه الواقع خاصة ان الجنايات ذات تنوع عجيب قد استطاع بعض الجناة من احتراف الجناية بدعوى «المرض النفسي»، وهذا أمر ولا جرم أيها الإخوان الكرام يحتاج ولا بد الى ضرورة الفطنة مثل وعي الواقع للجناية فكثير ممن قد يقترف جناية ما قد يدعي «المرض النفسي» والمرض النفسي له حالات ثلاث:
مرض قبل الجناية.
مرض مصاحب للجناية.
مرض متأخر عن الجناية.
فمثل لا بد للقاضي وناظر القضية ان يحيط بها ومثل هذا تماماً الوشاية حسد وحقد بطرق غاية في الذكاء.
ومثل التعدي وطرق التزوير والاسقاطات النفسية بين الزوجين وكثير من الخصماء وذوي الحسد، وكما أن الإدارة موهبة ذات ضرورة ملحة لحاجتها الى التجديد ودوام العطاء بروح فعّالة كذلك شأن القضاء لحاجته الى الوقوف على جديد كل رأي ونظر وطرق تعدد الجنايات والتعديات خاصة بعد الانفتاح التقني وكون العالم الآن أصبح ذا اتصالات دائمة عادية ومنظمة فيما بينه البين عن طريق «الإنترنت» مثلا فالقاضي لعله ذو أهمية قصوى بالاطلاع وسعة العلم ومعرفة ما يكون بما كان خاصة انه قد «يفتي» ومن هنا فضرورة العقل السليم توجب بعده عما يثار ولزوم التأني وقراءة ما بين السطور مع تقوى ونزاهة وبعد مكين ولا سيما «وولي الأمر» قد نصبه أمانة وعدلاً ليقوم بالقسط بنباهة وعلم وفهم وحسن خلق وتواضع وسعة اطلاع مدرك وشدة تحرٍ في الحكم وتأنٍ في كافة أحكامه.
|