اللوموند
وصفت ما حدث في بغداد بتلك السرعة المدهشة بأنه أمر خارج عن نطاق المنطق والمعقول، واستطردت تحت عنوان «الحرب الحاسمة انتهت» تقول: ربما نتذكر حين نتكلم عما جرى في بغداد. أننا استعرضنا الكثير من التفاصيل عن الحرب بكل ما تمثله من استراتيجيات.. لكن الحرب التي كنا نراهن جميعا على صعوبتها في بغداد لم تكن.. الأمريكيون دخلوا بغداد كالفاتحين دون أن يجدوا مقاومة من أحد. كأن المدينة سكنتها الأشباح.
وتتساءل الصحيفة: هل هي استراتيجية أم خطة عراقية. أم اتفاق سري مبرم في ظروف غامضة مع الأمريكيين؟ لن يستطيع أحد الجزم بهذا أو ذلك.. سوى بالحقيقة الملموسة التي تعني أن النظام العراقي سقط إلى الأبد.. وتختتم كلامها: من يمكنه معاقبة العراقيين الذين خرجوا إلى الشوارع على قلتهم لتحطيم صور «الزعيم التاريخي» الذي صار غير مرغوب فيه في صبيحة معلنة بالضغينة له.. العراقيون المتعبون المنهكون الذين لم يكن يهمهم في النهاية سوى إشباع جوعهم الطويل. حتى وهم يغتنمون فرصة الاقتحام الأمريكي لمدينتهم كي يقتحموا بدورهم الأسواق الكبيرة والمحلات والقصور والوزارات للاستيلاء على أي شيء. حتى لو كان مجرد كرسي سيذكر ذلك العراقي البسيط أن ثمة من جلس عليه ذات يوم ليقمعه طوال ثلاثين سنة متتالية قد ولى الى غير رجعة..
لوفيغارو
اختارت لسردها أحداث بغداد المتسارعة العنوان التالي «أمريكا تفتح بغداد» وكتبت تقول: الأمريكيون الذين دخلوا إلى بغداد استغربوا من السكون القاتل. ربما كانوا يتمنون أن يجدوا مقاومة ما على أن يجدوا ذلك الصمت المميت .. بغداد المدينة تستيقظ على وضع آخر. على تقويم جديد مفاده أن أمريكا صارت هنا. وأن على العراقيين الذين يرفضون هذا التقويم أن يتعايشوا معه باللين أو بالقوة. لأن النهاية صارت أمرا واقعا على الجميع . وعن إحساسها بالحزن الشديد لأن عاصمة تاريخية بحجم بغداد تسقط بين أيدي الأمريكيين..
وتضيف الصحيفة: ان ما حققته أمريكا أنها أثبتت للعالم أنها قوية، و أن خسائرها ليست أكثر من كبوة سرعان ما تتداركها بالنصر النهائي. تلك رسالة مفهومة لأنها واضحة. ولأنها واضحة فهي مخيفة. ليس لأن الأمريكيين يعرفون الآن حجم قوتهم العسكرية الفاعلة. بل لأننا ندرك أن الحرب التي تريدها أمريكا هي التي استغرقت أياما من الدمار ومن القتلى في صفوف المدنيين والإعلاميين ومساندي السلام..
***********
لومانيتي
بعنوان: «بغداد المدينة الشهيدة» كتبت الصحيفة تمجد العاصمة العراقية قائلة: أليست بغداد مدينة شهيدة يجب إدراجها في قائمة المدن الشهيدة في العصر الحديث؟ كل شيء مضى بنفس سيناريو القيادة العسكرية الأمريكية.. إرهاب المدنيين وتخويفهم قبل الدخول إلى عاصمتهم والاستيلاء عليها.. الأمريكيون لم يكتفوا بإعلان الحرب بشكل غير قانوني. لم يكتفوا بأنهم شنوا الحرب على العراق بحثا عن أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثروا عليها أبدا. لم يكتفوا بضرب المستشفيات العامرة بالجرحى المدنيين و المرعوبين.
لم يكتفوا بقصف عشوائي للشوارع والأسواق والمنازل الشعبية. لم يكتفوا بإعلان أن أكثر من أربعين دولة تساند حربهم على العراق. لم يكتفوا بالتفوق الجوي المطلق على العراقيين. و بالتكنولوجيا و بأسلحة الدمار غير الشامل ! التي أطلقوها على الأطفال والنساء. والتي يسمونها «عنقودية» لأنها الأعنف على الرغم من صغر حجمها ذلك.! أليس هذا كله تأكيدا كاملا أن بغداد اليوم صارت مدينة شهيدة. وأن صمودها طوال الأيام الماضية صنع تاريخها الجديد. وتضيف الصحيفة : قد تخدعكم صور العراقيين المحتفلين بالأمريكيين.. لا يمكن تصديق أبدا أن ثمة دولة تحتفي بقوات خارجية.. إنها الكذبة الأكبر التي يمكن أن تتحول إلى كارثة لو صدقتها أمريكا. ولعل التاريخ يروي جيدا أن العراق ليس مجرد دولة عادية.
إنه ببساطة زلزال متحرك و دائم حتى لو بدا ساكنا في ظاهره.
***********
ليبيراسيون
كتبت تحت عنوان «وداعا صدام حسين» تقول: انتهى النظام العراقي الذي جاءت أمريكا للتخلص منه. انتهى إلى الأبد. و لن يكون هنالك شيء بعد اليوم اسمه صدام حسين على الأقل في الحديث عن سياسة العراق الجديد.
و لكن بالنسبة للعراقيين الذي عاشوا كل تلك السنين لا يشاهدون إلا صور الزعيم ولا ينطقون إلا باسم الزعيم ولا يخافون إلا من عقاب الزعيم فذلك شيء في غاية الصعوبة لأن ذلك «الزعيم» لن يحكم العراق بعد اليوم ولن يشاهد العراقيون صوره في الشوارع بعد اليوم. وتواصل الصحيفة سرد مشاعر المواطنين تجاه القوات القادمة الى بغداد قائلة: الإحساس بالجرح صار كبيرا.
ليس لأن صدام انتهى، بل لأن الذين أطلقوا أطنانا من قنابلهم على المدنيين هم أنفسهم الذين دخلوا إلى بغداد منتصرين، هم أنفسهم الذين يريدون تقرير مصير العراق اليوم.
|