** .. أبرزت الصحافة العالمية بشيء من الدهشة والذهول الأجواء الاحتفالية التي عاشتها العاصمة العراقية بغداد، وركزت معظم الصحف على أولويات المرحلة المقبلة من تشكيل حكومة مؤقتة وإعادة النظام للشارع العراقي، وأشارت الصحف الأمريكية إلى أن سقوط نظام بغداد يدعم خطة بوش الانتخابية للترشيح لفترة رئاسية ثانية العام المقبل وطرحت صحف عديدة السؤال الحائر: أين صدام حسين؟ هل اختفى أم هرب أم ابتلعته الأرض ؟ وتشير الصحف إلى أن الحدث الذي بات يشغل الساسة والدبلوماسيين على حد سواء هو مصير الشعب العراقي والحرص على وحدة أراضيه، والسعي لتقديم المساعدات الإنسانية له لمنع وقوع كوارث محتملة، فيما ناشدت بعض الصحف المجتمع الدولي لإعطاء دور بارز للأمم المتحدة في العراق في مرحلة إعادة الإعمار وترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية مركزة على أن الشأن السياسي هو من اختصاص العراقيين وحدهم ... **
*********
كريستيان ساينس مونيتور
تابعت الصحيفة ما يجري بدقة على أرض العراق خاصة العاصمة بغداد بعد الاجتياح الكامل للقوات الأمريكية والسقوط المفاجئ للمقاومة العراقية، وقد عرضت الصحيفة في صدر الصفحة الأولى لتمثال صدام حسين في قلب بغداد أثناء عملية إسقاطه وتدميره في إشارة واضحة الى سقوط هذا النظام الديكتاتوري كما وصفته.. وكتبت معلقة على هذه الصورة ان رجال المارينز والعشرات من المواطنين قاموا بتدمير وإنزال هذا التمثال الذي يبلغ طوله عشرين قدماً.
من جانب آخر كتبت الصحيفة تحت عنوان «نقطة تحول» قالت: ان سقوط بغداد يعني تحولا رئيسياً في الحرب وان النظام الدموي قد انتهى وتابعت قائلة ان المهمة الأشد والأعمق قد بدأت من حيث إدخال السلام وإعادة الحياة الى طبيعتها في هذه البلاد التي عانت على مدى ثلاثة عقود من أحكام ديكتاتورية قاسية.
وفي تحليل عن الفراغ السياسي بعد سقوط النظام قالت الصحيفة: ان أكثر الوجوه في الساحة حاليا هو أحمد شلبي الزعيم المعارض الذي عاد لتوه الى الناصرية استعداداً للمشاركة في الحكومة الجديدة التي سوف تسلم مهامها بشكل مؤقت ولفترة محددة وأشارت الى أنه يحيط نفسه بمجموعة من الحراس ويبدو في حالة سعادة لإزاحة صدام حسين ونظامه. ولفتت الى أن شلبي غادر العراق منذ عام 1958م وانه مطالب بتحقيق مصالح مواطنيه من جانب والمصالح الأمريكية من جانب آخر.
وأوضحت الصحيفة في جانب آخر ان الحرب انتهت لكن معركة البناء قد بدأت، وهي جزئية مهمة للغاية وتحتاج الى تكاتف القوى من أجل إزالة جميع أشكال الدمار والتدمير وإعادة العراق الى الحظيرة الدولية كدولة لها مصداقيتها ومكانتها بعد أن ذهب هذا الكابوس الجاثم على صدرها منذ فترة طويلة.
وبعنوان «أنفاق بغداد قد تكون آخر جبهات القتال» انه مع سقوط صدام حسين، فان هناك خطراً لا يزال قائماً وهو الأنفاق السرية والملاجئ المحصنة تحت الأرض على حد تعبير أحد العناصر الاستخباراتية السابقة في السي أي إيه.
وقالت: ان الطائرات الأمريكية استهدفت هذه الأماكن الخفية منذ أول يوم لبدء المعركة .. وانه باكتشاف هذه الأنفاق السرية يكون النظام قد سقط بشكل نهائي ولا يشكل أي مقاومة تذكر.
انتقت الصحيفة بعض الصور التي قالت: انها تعكس فرحة العراقيين بذهاب صدام الى الأبد وإحدى هذه الصور هي لمجموعة من الشباب الكردي الذي يعبر عن سعادته في مدينة أربيل وقالت الصحيفة: ان هذه المشاعر تسود كافة أنحاء العراق لا المناطق الكردية فقط وأجرت تحقيقاً مع بعض الأكراد وكلهم أجمعوا عن أن الخوف قد غادر قلوبهم بعد زوال صدام ولكنهم أبدوا تخوفاً من المستقبل خشية ان يتم تحجيم دورهم أو خوفا من ألا يتم إعطاؤهم ما كانوا يرغبون فيه من استقلال ذاتي وحماية عن تدخل وبطش الأتراك.
*********
لوس أنجيلوس تايمز
كان المانشيت الرئيسي للصحيفة هو «القوات الأمريكية تحرر بغداد من سيطرة صدام» وصاحب هذا التقرير صورة لجندي أمريكي يقبل وردة من طفلة صغيرة كانت وسط حشد أحاط به.. ثم كتبت تقول: ان بعض المشاعر الإنسانية قد فرضت نفسها في العراق منها ان أحد المواطنين قد خرج يبكي ويقول لا لصدام نعم لبوش.
وأشارت الى استمرار عمليات السرقة والنهب في بغداد مطالبة بسرعة التحرك لوقف هذا المسلك غير الحضاري بتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة وإعادة النظام وفرض القانون حتى لا يخرج الأمر عن الإطار وتظل الصورة قاتمة ومظلمة.
وبعنوان «يوم جديد في أرض قديمة» وشبهت إسقاط تمثال صدام حسين من ميدان الفردوس بما جرى لجثمان بنيتو موسوليني في ميلان عام 1945 وما تم بحق ديكتاتور رومانيا السابق نيوكلاي تشاوشيسكو وزوجته في عام 1989م عندما أطلق عليهما النار من قبل فرقة تنفذ حكم الإعدام بعد أن قام الشعب بمظاهرة شعبية عارمة. وقالت الصحيفة: ان هذا هو مصير الطغاة .. لكن من يتعلم من دروس التاريخ.
وبالنسبة لقضية الأكراد نشرت الصحيفة تقريراً موسعاً عنهم خلصت فيه الى القول: انهم مصممون على استعادة كل ما فقدوه وانهم راغبون في الحصول على الاستقلال الذاتي حيث شاركوا في الحرب ضد صدام ودعموا العمليات العسكرية الأمريكية ضد القوات العراقية.
*********
يواس ايه توداي
«الحرب والنهب في بغداد» هو عنوان المانشيت الرئيسي للصحيفة حيث تقول: ان شيوع عدم الاستقرار يزداد سوءا في بغداد، وهذا الأمر بحاجة الى علاج سريع.
وقالت الصحيفة: ان القوات المخالفة مطالبة ببذل الكثير من أجل أن يكون هناك نصر حقيقي وشامل وأشارت الى أن قيادة القوات الأمريكية قد انتهزوا الفرصة وتحركوا بسرعة للاستيلاء على بغداد، مسلطة الصحيفة الضوء على جانب من الخطة العسكرية للسيطرة على العاصمة التي تمثلت في جانب منها في توجيه ضربات موجعة للقوات المدافعة عنها ومن ثم دخولها دون مقاومة متوقعة بعد انهيار الدفاعات العراقية..
وقالت الصحيفة في موضع آخر ان أسر الضحايا الأمريكيين من الجنود رغم مآسيهم شددوا على استمرار دعمهم للقوات الأمريكية وللرئيس بوش في المرحلة الحالية وأرفقت بالموضوع صورة لطفل فقد والده وهو يتحدث بهذا الشأن وبجواره والدته.
وأجرت الصحيفة استطلاعاً قالت فيه ان معظم الأمريكيين يؤيدون ان تحصل الولايات المتحدة الأمريكية على دور ريادي في ما بعد انتهاء الحرب في العراق.، وقالت: انه رغم ذلك فإن انقساماً بين الذين استطلعت آراؤهم حول من الذي سيتولى مقاليد الأمور في العراق حتى قيام حكومة جديدة هل الأمم المتحدة أم الولايات المتحدة!!. وقالت الصحيفة تحت عنوان «النجاح في العراق بدعم بوش سياسياً ان النهاية السريعة للحرب في العراق هي بداية لإعادة تشكيل الحملة الرئاسية الأمريكية وتقوي فرص الرئيس بوش في الفوز بفترة ثانية، فقد ارتفعت أسهم بوش وبات الكثير من الأمريكيين يرحبون بسياساته الداخلية والخارجية على حد سواء. والمعروف ان الانتخابات الأمريكية ستجري العام القادم ويسعى بوش الى البقاء لفترة أخرى عكس والده الذي فشل في المرحلة الثانية. في الوقت نفسه نشرت الصحيفة قائمة بأسماء ضحايا الحرب من الجنود الأمريكيين فقالت: ان 102 من قوات المارينز قتلوا وفقد 11 آخرون في حين قتل 30 مجنداً بريطانياً.
*********
الواشنطن بوست
المانشيت الرئيسي للصحيفة كان بعنوان «اختفاء القيادات العراقية لكن للحرب أم للهرب» وقالت ان أركان النظام العراقي قد هربوا بعد السيطرة على بغداد لكن لا أحد يعرف ان كان هذا الأمر تم بسبب إعادة تجميع القوى والعودة للحرب من جديد أم للاختفاء والهرب بعيدا بعد أن حسمت المعركة.
وذكرت الصحيفة ان أمريكا تحاول معرفة مصير صدام وهل هو في مسقط رأسه مدينة تكريت أم هرب خارج البلاد.
وفي تقرير آخر قالت الواشنطن بوست: ان العراقيين تذوقوا الحرية للمرة الأولى في تاريخهم وانهم عبروا عن آرائهم بحرية كاملة دون أي خوف عكس ما كان يحدث في الماضي حيث كان عقدة الكبت تكمن في نفوسهم وعانوا القهر بشدة.
وكتبت عن الحالة في بغداد وتؤكد ان سكان العاصمة حيوا الأمريكيين وقاموا في الوقت نفسه باجتياح المباني الحكومية وسرقة محتوياتها وهاجموا رموز النظام وحطموا تماثيل صدام ونزعوا صوره من مناطق عدة.
ونقلت الصحيفة احتفالات قالت: انها عفوية لبعض العراقيين المهاجرين في أمريكا، وذكرت ان هؤلاء خرجوا في تجمعات غير منظمة وأعربوا عن سعادتهم لسقوط صدام حسين وتمنوا سرعة إعادة الإعمار وعودة الديمقراطية الى العراق.
لكن الصحيفة رأت أن نسبة كبيرة من الأمريكيين يرون أن أمريكا ستخوض حروباً أخرى وأعربوا عن خشيتهم من هذا الأمر وجددوا مخاوفهم من مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.
*********
الواشنطن تايمز
العنوان الرئيسي لهذه الصحيفة كان بعنوان «العراقيون المحررون يهنئون القوات الأمريكية» وكتبت قائلة: ان بغداد سقطت وقام العراقيون بتقديم التهنئة للجنود الأمريكيين الذين ردوا هذه التحية وشاركوهم الفرحة والسعادة التي حرموا منها مدة 24 عاماً هي فترة حكم صدام.
وفي تقرير آخر قالت: ان المعارضة العراقية تضغط من أجل تكوين وتشكيل حكومة مؤقتة يتولى زمام أمرها شخصيات عراقية لملء الفراغ الناجم عن رحيل السلطة السابقة.
وعن ردود فعل العالم العربي قالت: ان غالبية العرب شعروا بالاضطراب بعد نقل صور حية لإسقاط تمثال صدام وقد أصيبوا بالصدمة من جراء ذلك.
اطفال عراقيين يهتفون بسقوط صدام أمام مركز المساعدات الانسانية بمدينة النجف
|