* الرياض منار الحمدان:
في انزياح «سافر» عن مفاهيم الجمال التي أسس لها أسلافنا والتي استقرت كل تنظيراتهم، وتجليات شعرهم في «العيون» التي تفتك وتأسر، وتميت عشاقها .. الى مفاهيم أكثر حداثة، تأتي العدسات اللاصقة الملونة لترقيع انزياح جمالية العين للمرأة الى مفاهيم «لونية» تخفي ما ضاق من تلك العيون أو ما شابه «خلل»..
فانتشرت «العيون الزائفة» بصورة كبيرة بين الأوساط النسائية وأقبلن بشكل مبالغ فيه على شراء عدسات العيون الملونة واستخدامها بديلاً جمالياً عن أعينهن الحقيقية وهذه العدسات وان حققت الغرض الأساس من ارتدائها، فإن هنالك خطورة تنجم عن سوء استخدامها ربما تؤدي الى أخطار جمة تؤذي العين.
الجزيرة التقت بعدد من المختصين في هذا المجال بهدف توضيح كيفية الاستخدام الصحي لهذه العدسات ومحاذير استخدامها لتجنب حدوث أخطار مستقبلية.
الاستخدام
التقينا في البدء بالدكتور أيمن عبدالغني جميل استشاري العيون الذي أكد على ضرورة الفحص الطبي الدقيق قبل استخدام هذه العدسات أياً كان نوعها للأسباب التالية:
أولاً: استبعاد موانع استخدام العدسات اللاصقة مثل التهاب الجفون المزمن .. الحساسية المزمنة .. جفاف العين.
ثانياً: تحديد النوع المناسب من العدسات لكل عين ويعطي طبيب العيون المتخصص التعليمات لمستخدمي العدسات عن كيفية استخدامها والعناية بها والمحافظة عليها بإضافة محلول العناية المناسب، كما يقوم الطبيب بتوعية مستخدمي العدسات وإلقاء الضوء على بعض المضاعفات التي قد تنتج عن الاستخدام الخاطئ للعدسات ومتى يلزم الاتجاه للطبيب للأخذ برأيه.
وأضاف: في الأجواء الحارة وحيث الرياح الترابية «مثل جو المملكة العربية السعودية» ننصح بالاستخدام اليومي للعدسات حتى ولو كانت شهرية أو ممتدة الاستخدام وذلك للمحافظة على العين أولاً ثم المحافظة على العدسة ثانياً وأقصد بالاستخدام اليومي ارتداء العدسة بعد الاستيقاظ وخلعها قبل النوم ووضعها في محلول العناية بها ويكون شراءالعدسات المناسبة عن طريق طبيب العيون.
كما أوضح د. أيمن بان هنالك بعض التأثيرات تحدث لدى البعض بعد خلع العدسة كالإحمرار في العين ويرافق ذلك لسع خفيف في العين وحكة وهذه الأعراض تنتج لوجود حساسية في العين لبعض المركبات الكيميائية المحافظة الموجودة في محاليل العناية بالعدسات.
وهذا يستوجب تغيير نوع المحلول المستخدم للعناية وفي هذه الحالة يقوم طبيب العيون بوصف العلاج اللازم لإزالة الاحمرار والحكة أما إذا استمرت الحالة فينصح بالأخذ برأي الطبيب المعالج وفي حالات أخرى تنتج الحساسية في العين بسبب وجود مواد بروتينية مترسبة على العدسة ولتجنب ذلك ننصح بالعناية الفائقة بالعدسات وإذا عانى المريض من هذا النوع من الحساسية ففي هذه الحالة يجب تقليل وقت استخدام العدسات قدر المستطاع وفي حالات أخرى يلزم تغيير نوع العدسة ووصف العلاج اللازم للحساسية مع مراعاة تجنب الإفراط في استخدام الكورتيزون تفادياً للأضرار الجانبية الخطيرة.
ويواصل د. أيمن قائلاً يمكن استخدام العدسات الملونة للزينة ولتصحيح ضعف البصر ولذلك ننصح كما أشرنا سابقاً بضرورة استشارة الطبيب المختص قبل استخدام العدسات لأنه يختار النوع المناسب لكل عين حيث يوجد نوعان من العدسات الملونة الأول للزينة فقط والثاني للزينة وتصحيح ضعف البصر حسب درجته.
كما حذر د. أيمن من التعرض للنار مباشرة أو لدرجة حرارة عالية جدا ذاكراً بأن ذلك يؤدي لذوبان العدسة ويترتب على ذلك حروق بالغة الخطورة في العين ولذلك ننصح بعدم التعرض لمثل هذه الحرارة العالية للمحافظة على سلامة العين ثم العدسة.
ومن جهته يقول هيثم سماحة أخصائي بصريات في البداية أحب أن أقدم بعض الارشادات لاستخدام عدسات الزينة الملونة أولها عدم استعمالها بالأظافر الطويلة ويجب قبل استخدامها التأكد من نظافة اليد.
ثانياً عدم لبس العدسات أثناء النوم لأن ذلك يؤدي الى تعرض العين للحساسية هذا غير ما يسببه من التهابات للعين واحمرارها وعلى مستخدمة العدسة ان تحافظ على وجود هذه العدسة داخل المحلول حتى لا تجف وتصبح غير صالحة للاستخدام ويجب كذلك ألا تستخدم العدسة إلا بعد استشارة طبيبه وحتى استخدامها ينبغي ألا يكون بشكل يومي بل يقتصر الأمر على المناسبات.
وأخيراً قدم هيثم نصيحة لمستخدمي العدسات تتضمن عدم استخدام عدسات الغير بعد استخدامها وعدم تبادل العدسات المستخدمة لأن استخدام عدسة الغير تتسبب في نقل البكتيريا من عين الى أخرى فكل عين بها بكتيريا وبالتالي تتعرض العين للتلوث.
احتياطات
ومن جانبه يقول الدكتور محمد عثمان محمد أخصائي العيون: العدسات اللاصقة الملونة أجسام بلاستيكية تصنع من مادة خاصة ذات معامل انكسار خاص أما عن الاحتياطات التي يجب اتخاذها عند شراء العدسات الملونة فهي:
أولاً: يجب استشارة الطبيب المختص في نوعية هذه العدسات ودرجة المسامية وحجمها ودرجة الألوان وكل ذلك من اختصاص طبيب العيون في الدرجة الأولى وليس البائع أو الفني المتواجد في مجال بيع هذه العدسات.
ثانياً: على الطبيب المختص مراجعة العدسات شخصياً والتأكد من صلاحيتها وسلامتها لملائمة العدسة لصاحبها أما عن استخدام هذه العدسات فينصح بعدم ليس العدسات الملونة بصفة دائمة أو لفترات طويلة حيث ان المادة الملونة للعدسة تحوي بعض الأخطار من وجودها لفترة طويلة متلامسة مع قرنية العين هذا بخلاف بعض المضاعفات الأخرى والمعروفة عن طبيعة العدسات اللاصقة عموماً مثل خدوش القرنية وقروح القرنية والتهاب الملتحمة وغير ذلك من المضاعفات المعروفة لذا أنصح كل من ترغب في اقتناء العدسات اللاصقة وبخاصة الملونة، فلا بد ان يتم ذلك بمعرفة طبيب العيون المختص ويشرف عليها قبل الاستخدام وألا يزيد عدد ساعات استخدامها عن 4 6 ساعات يومياً ولمدة لا تزيد عن 12 ساعة او استخدام النوع الذي يستخدم لفترات محددة «disposable» أما عن استخدام العدسات المنتهية صلاحيتها فهي تؤدي الى أضرار كبيرة منها التهاب الملتحمة المتكرر أو التهاب القرنية الذي يؤدي بدوه الى إعتام بالقرنية وأحياناً الى العمى وهنا يجدر بنا الإشارة الى عدم استخدام العدسات الشفافة أو الملونة في حالات ضعف الإبصار الا بعد استشارة الطبيب المختص.
|