بين سقوط وآخر..
الإنسان وحده من يذهب ضحيَّة للحظة تلاحم الاثنين..
ولأنَّ الحياة لا تتوقف عند باب..
ولا تنتهي عند إغلاقه..
ولأنَّها ماضيةٌ في سيرورةٍ، قانونيةٍ، أبديةٍ.. يذهبُ قومٌ ويأتي آخرون، فإنَّ الإنسان وحده من يقف شاهداً..، وهو في الوقت ذاته من يصنع هذا الموقف.. وهو في الوقت نفسه من به تبدأ المراحل، وبه تنتهي..
تداخلٌ في وجه من وجوهه طبيعي..، وفي آخر عجيبٌ مثير للدهشة، وللتفكّر، وللتمعُّن، وفي كلِّ حالاته يقف بالإنسان، وعنده، وله، ومن أجله، وبدونه..
والأرضُ كما تُثمر.. وتخضرُّ..
تعطشُ.. تجفُّ.. وتمحَلُ..
والمواسمُ لا تتوقف..
تمرُّ بها صيفها.. شتاؤها.. ربيعها.. خريفها..
والزَّمنُ ليله.. نهاره
كلُّهم يعبرون..
يسجِّلون للإنسان..
نهوضَه أو نكوصه..
المهمُّ..
أنْ ينهضَ الإنسانُ من عثرة قتلٍ.. إلى نهضةِ شفاءٍ...
وكما تُشفى الجروح الخارجة عن داخله..
هناك أمل في أن تشفى الجراح الموغلة فيه..
ما حدث في العراق.. لا يزال جزءاً من حقيقة كبيرة بان جزء منها.. وبقية أجزائها لا تزال رهينة إمَّا هذا التداخل العجيب في سيرورة الحياة، وإمَّا الصُّنع الأعجب لمكر الإنسان.
ويبقى الإنسان في العراق...
ليس الذي ساهم في فتح الباب أو إغلاقه..
وليس الذي التحمت بفعله لحظة نهوض فسقوط..
ولكن ذلك الإنسان الذي سُحق بين اللحّظتين..
أن يقوى على جراحه...
أن تمرَّ به خيالات ما مرَّ بهدوء نفسي يتجاوز معه الجراح.. والفقد.. وألم الفجيعة.
|