إن الناظر بعين البصيرة في بعض جزئيات واقع المجتمع المسلم اليوم ليرى أمراً عجبا كيف لا؟ وطلاقة الوجه ولين الجانب عند كثير من المسلمين قد يكادان أن ينعدمان. وسبب ذلك راجع للغفلة عن وصية الله سبحانه وتعالى باتباع النهج النبوي القويم كما في قوله تعالى: {لّقّدً كّانّ لّكٍمً فٌي رّسٍولٌ اللهٌ أٍسًوّةِ حّسّنّةِ لٌَمّن كّانّ يّرًجٍو اللهّ وّالًيّوًمّ الآخٌرّ وّذّكّرّ اللّهّ كّثٌيرْا} .
نعم لقد كان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أرفع الناس منزلة وخلقا، فجانبه ليّن من الضعيف والكبير، والمرأة والصغير، يأتيه الرجل وفي ظنّه أنه قد هلك لكبيرة ارتكبها فيأخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم بيده ويدله على الطريق المستقيم فلا هو باللواّم ولا المعنف.
فالأخلاق الحسنة أس من أسس النجاح في الدارين وملكة يمتلك بها قلوب الآخرين، فالانبساط الى الناس، ولقائهم بوجه باسم، وانتقاه أطايب الكلام في الحديث معهم من أطيب وأحسن الأخلاق.
كان ابن عمر رضي الله عنه يقول:
بني إن البر شيء هين
وجه طليق وكلام لين.
وقد وصف ابن المبارك حسن الخلق فقال: (هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى).
نعم هكذا فلتكن اخلاقنا.. في بيوتنا.. في شوارعنا.. في مجتمعنا.. في تعاملاتنا.. بل وفي وظائفنا على وجه الخصوص، فلكم ولكم نحن بحاجة إلى رفع مستوى الأخلاق النبوية في تصرفاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين.
فالموظف في مكتبه كمثال عابر يواجه جزئاً من أجزاء شرائح المجتمع فمع هذا ديننا يوجهه إلى طيب الأخلاق ويلومه حال إساءة الأخلاق، فكيف إذا كان يواجه جميع شرائح المجتمع كعضو الهيئة ومن على شاكلته ونزولهم في الميدان.وهنا يكمن بيت القصيد بأن يكون تحليه بالأخلاق المحمديّة أقوى وأكبر من غيرهم.
فالحكمة واللين، والتواضع والنصح، والوعي والورع، وبعد النظر وحفظ الوقت، والصراحة والعدل، وحمل همّ ما أنيط بالعاتق من مسؤولية مع الفطنة والأمانة، وكل ذا وذاك إذا قرن بإكسير العمل (الإخلاص) كانت النتيجة طيبة الثمار تجاه المطلوب والعمل لهذا الدين.
على المسلمين.. أن يستحضروا الثقة بالله!
|