* محمد عبدالله الحميضي:
تستضيف «شواطئ» الأيام أحد الشباب الطموحين الذين يعشقون الابتكار والتغيير في الحياة حيث لا يركن إلى «التقليدية» واقتفاء الآخرين إنه الرسام الشاب عبدالرحمن القطيان الذي صنع بيتاً متنقلاً يطوف القرى والمدن والصحارى ويمارس فيه هوايته «الرسم» فماذا قال لقراء شواطئ :
بداية الفكر
بدأت بخيمة صغيرة تم تجهيزها بكل شيء تقريباً من الوسائل الضرورية معدات الطبخ - الفرش - تلفزيون - موتور كهرباء وغيرها من مستلزمات الحياة البرية.
ولكن هذه الخيمة لم تدم فقد تمت سرقتها بعد أيام من استعمالها مما جعل الشاب عبدالرحمن القطيان يفكر بطريقة أخرى أضمن وأسلم من السرقات، وكانت البداية مع غرفة صغيرة متنقلة تسحب بالسيارة تم عملها في إحدى الورش بواسطة صاحبها وتجهيزها بمعظم الحاجيات. وبعد فترة قصيرة من استعمالها تقدمت هذه الفكرة وتم تطويرها إلى أن عمل غرفة كبيرة عبارة عن سيارة متنقلة طولها 3 X 5 ،13م عبارة عن غرفة جلوس ومطبخ وغرفة خاصة للعائلة أو عند زيادة عدد الموجودين بها.
ثم بدأ يتجول بها بعد أن اكتملت من جميع الضروريات وحتى الكماليات لم تخل منها وبدأ بزيادة التجهيز كل يوم بشيء من الزيادة حسب الحاجة.
يقول الشاب عبدالرحمن بأنه يقضي معظم وقته بها متنقلاً بها في كل قرية ومدينة ولا يحتاج إلى فنادق أو شقق مفروشة وخصوصا عندما تصاحبه العائلة.
ويقول إنه جهزها بتلفزيون بقنواته الفضائية وفيديو وجهاز لا سلكي «كنود» إضافة إلى جميع مستلزمات «البيت» من مطبخ متكامل ومغسلة ودورة مياه وفرش وأدوات ودواليب وكأن الزائر لها في بيت مجهز بكل شيء.
حتى الكهرباء والتكييف المركزي وغيرها من غسالة ملابس وكوي وغيرها مما يحتاجه الساكن بها.
كما توجد بها بلكونة بطول خمسة أمتار ومظلة جانبية ومخارج طوارئ لكل غرفة بما في ذلك دورة المياه .
وعن العمل بها يذكر بأنه عمل بنفسه دون مساعدة من أحد إلا عند الضرورة حيث توجد معه ورشة متكاملة من «أدوات - ماكينة لحام - مفاتيح وغيرها مما يحتاجه العمل حيث تكلفت حوالي مائة ألف ريال.
ولا يزال العمل بتطويرها بكل جديد مما يسهل الاستفادة منها بشكل جيد ومريح.
يتم استخدامها لسهولة التنقل من مكان إلى مكان لممارسة هواية الرسم من خلال رسم المناظر الطبيعية في فصل الشتاء والربيع ومناظر الصحراء والجبال والرمال والأشجار في فصل الصيف كما أنها منزل متنقل يسهل عملية السفر لأي مكان لتوفر جميع مستلزمات الرحلات والسفر.
مواقف طريفة
يقول الأخ عبدالرحمن القطيان كنت في جولة في أحياء مدينة الرياض بها بحيث أقوم بالبقاء كل يوم في حي من الأحياء.. ويقول زرت حوالي عشرة أحياء مختلفة متنقلاً بعائلتي دون الحاجة إلى سكن سوى بعض الحاجيات من الأسواق التي نسكن بجوارها في الأراضي الفضاء التي لم يتم بناؤها.
يقول دخل علينا أحد الشباب وهو يقول «هات واحد بليلا وبطاطس وعصير» وفجأة دخل علينا وإذا به سكن عائلي.
الآخر طلب مني أن يلقي نظرة لهذا البيت المتنقل بهذه السيارة. أما الآخر فظن أنه جوال متنقل أو كابينة اتصالات، وهكذا مع كل حي أو مدينة نذهب إليها ومحبي الاستطلاع والمعرفة.
أنا «وفهده» وقلبي المسكين!
الحديث عن مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بالرياض يطول ولا ينتهي لأنه يعد من أرقى المستشفيات من حيث التجهيزات الطبية والأطباء المتخصصين الذين يولون العناية الفائقة بزواره ونزلائه، فضلاً عن التصميم المعماري الصحي الذي يجد المريض فيه راحة نفسية تساند الخدمات العلاجية.
وبحكم أن ابني عبدالله ومنذر يعملان به فقد فتح لي عبدالله ملفاً، فكنت أراجع العيادات مراجعة دورية كل ثلاثة أشهر، وهذه عناية فائقة يقدمها هذا المستشفى العملاق لمراقبة ما قد يكون مؤشرا لمرض قادم فيحصل بذلك مواجهته لتفادي وقوعه. وفي إحدى زياراتي لتلك العيادات، رأى الطبيب المتابع لملفي، والذي كان يحرص كل الحرص على فحص كل ما يتوقع أن يكون للشيخوخة تأثير على أداء عمله.
وذات مرة قال لي: هذه المرة سوف نعرج على القلب لنرى كيف حاله، فطلب تخطيطه وتصويره، وهناك وجدت الأجهزة التي تكاد تنطق بما في القلب وتثبت - كمبيوترياً إن صح التعبير عما هو عليه من حال. وفيما أنا على سرير المختبر ظهر يوم الثلاثاء 29 محرم 1424ه وقد ركبت لاقطات الصوت وناقلات الصورة على صدرى تحركت قريحة الشعر فكانت هذه القصيدة التي داعبت فيها قلبي، وآلة التصوير تتنقل بين غرفه وصماماته:
منظر جانبي للمنزل المتنقل
|