* طريف محمد راكد العنزي:
يقال أن القهوة وصلت عبر البحر الأحمر إلى اليمن وذلك من بلاد إثيوبيا في القارة السمراء، وأن أصل هذه الكلمة «البن» مشتقة من كلمة «قافا» وهي منطقة زراعية في إثيوبيا، كما أنه وجد في مخطوطة يرجع تاريخها إلى سنة 1450م ولا تزال في المكتبة القومية بباريس بأن القهوة كانت موجودة في اليمن منذ ذلك التاريخ.. وفي الأسواق العالمية توجد أنواع كثيرة من القهوة كالبن المزروع في البرازيل واليمن وكذلك في جبال الإنديز بهولندا وفي وسط إفريقيا وهذان الصنفان ينافسان البن العربي.
آثار القهوة وأضرارهاعلى الإنسان
إن تناول القهوة العربية أصبح عادة يومية عند الكثير من الناس حيث تحولت إلى ما شبه الإدمان إلى درجة أن من يفتقد شرب القهوة ليوم أو ثلاثة يصاب بتوتر وصداع، ويتم إعداد القهوة لكبار السن منذ الصباح حيث يفضلون تناولها في الصباح إما لوحدها أو مع التمر،
والانتظام في شرب القهوة يصبح عادة عند الكثير من الناس رغم أضرارها الكبيرة على المصابين بالضغط ومرضى القلب حيث تعتبر مادة منبهة تثير الأعصاب وتؤدي تناولها بإفراط في تزايد ضربات القلب وفي ارتفاع الضغط والتوتر والقلق وعدم الانتظام في النوم والصداع ولذا فإن الأطباء يحذرون كثيراً من تناول القهوة بكثرة خاصة للمرضى الذين يعانون من الأمراض التي سبق ذكرها.
لطهيها طريقة لا يجيدها الكثيرون
عرف العرب القهوة منذ القدم عندما كان الناس يعيشون في قرى وبوادي حيث كان إعدادها يكون على النار في «محماس» خاص، ثم تجهز في إبريق خاص لغلي الماء مع القهوة وتوضع بعد ذلك في الدله التي يوضع فيها مسبقاً القليل من الهيل، أما الآن فقد أصبحت تحمس في الفرن أو على جهاز يعمل بالكهرباء مما أفقدها طعم النار المعروف، كما أن الكثيرين يضعونها بعد تجهيزها في دفايات خاصة تحفظ حرارتها مما يفقدها كثيراً من طعمها الطازج المعروف، وللقهوة مذاق خاص إذا تم تحميصها على النار بشكل جيد بحيث لا تكون سوداء محروقة ولا خفيفة ويفضل خلطها بقليل من الزعفران والقرنفل حيث يمنحها ذلك مذاقاً رائعاً يعرفه متذوقو القهوة جيداً.
ويتغير طعم القهوة حسب النار التي يطهي عليها فقهوة النار التي تطبخ على الغضى وفي البر تختلف عن نار الغاز، وأفضل وقت يشرب فيه القهوة بعد صلاة الفجر وفي الصباح أما في المساء فإنها تسبب القلق وتحرم الإنسان من نوم هادئ.
القهوة أنواع وأصناف وأسعارها تختلف تبعاً لذلك
توجد عدة أصناف للقهوة وذلك حسب البلاد التي تزرع فيها والمصادر التي يتم استيرادها منها.. وللبن أنواع عديدة منها الهرري والحبشي والأمريكي والبن البرازيلي ويتم شراء القهوة إما بالكيلو أو بالكيس الذي يزن خمسة أو عشرة كيلوات وأسعارها في متناول الجميع فالكيلو الواحد يكون من عشرة ريال إلى 25 ريالاً بحسب جودة القهوة والتي يتم معرفتها من رائحتها إذا كانت زكية وطازجة وكذلك من لونها الذي يجب أن يكون أخضر وعدم اختلاطها بحبيبات صفراء أو مصابة بالسواد الذي يشبه التسوس، والعائلة التي لا تتناول القهوة بإفراط يكفيها كيس واحد في الشهر من زنة خمسة كيلوات و يباع بسعر من 35 ريالاً إلى تسعين ريالاً.
وهناك أنواع غالية يبلغ فيها الكيس وزن عشرة كيلوات بمائتي ريال تقريباً.
يعتقد البعض أنه لا يوجد أي نوع من الإدمان على القهوة غير أن الحقائق العلمية توضح عكس ذلك حيث ورد الكثير من الأحاديث حول أناس لم تؤثر فيهم أبرة التخدير في غرفة العمليات وعند طبيب الأسنان نتيجة شربهم العديد من فناجيل القهوة قبل إجراء العملية.
|