Friday 11th april,2003 11152العدد الجمعة 9 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فيلم أمريكي في بغداد فيلم أمريكي في بغداد
خالد مرسل

أربع ساعات على الفضائيات أذهلت العالم العربي والإسلامي عندما دخلت القوات الأمريكية قلب العاصمة العراقية بغداد دون مقاومة تذكر وبعد ثمان واربعين ساعة من الخطابات الحماسية العراقية من قيادته التي خذلت العالمين العربي والإسلامي.
لقد استعرض الأمريكان بقواتهم وبلدوزراتهم عندما دخلوا بغداد فيلماً هولويوديا... بسط خلال هذا الفيلم مدى الغطرسة الأمريكية وزعمها مساعدة الشعوب وحماية حقوق الإنسان.
لقد مثل الأمريكان خلال هذه السويعات انهم باستطاعتهم كما يزعمون مساعدة الشعب العراقي على التخلص من قيادته التي حكمته على مدى أربعة وعشرين عاماً .. حيث أخذت القوات الأمريكية بعيداً عن حركة المقاومة العراقية التي انتشلت تماماً مع غياب القيادات العراقية التي اختفت.. قسطا من الفرجة على الشارع العراقي في غضبه الذي تخلله الفوضى وغياب الأمن فضلاً عن النهب والسلب من الوزارات والجامعات والمستودعات وصدرت القوات الأمريكية بتنسيق مع قيادتها لبساطة الديمقراطية.. وإن بإمكان الشعوب تقرير مصيرها وحريتها وإن القهر والجوع والاستبداد هما سبب رئيسي لما يحدث أمامها من فوضى سببتها هذه القوات الغازية نفسها عندما فوضتها ادارتها «إدارة الحرب الأمريكية» بهذا العمل لم ينته المشهد بعد... بل بعد هذه المشاهد بقي إن هذا الشعب نسي انه فعلا تخلص من قيادته «صدام حسين» وانه اختفى فعلاً .. فيبقى الآن مساعدة هذا الشعب في كيفية إنهاء ما يذكرها بهذه القيادة .. حيث نهاية الفيلم الأمريكي عبر استعراض القوة التي شدت المشاهدين والمتابعين بحسرة على دخول القوات الأمريكية إلى قلب الحضارة «بغداد».
لقد انهت القوات الأمريكية هذا الفيلم عندما منحت الشعب العراقي الفرصة.. وانه حر في التخلص من قيادته .. عندما قام شباب كثر تجمهروا أمام النصب التذكارية للرئيس العراقي صدام حسين في ساحة الفردوس وأخذوا يحاولون إسقاطه عبر جميع الوسائل.. وعندما لم يستطيعوا ذلك تدخلت أمريكا وانهت المشهد بسحب هذا النصب في وقت قليل وخلصت الشعب العراقي من التعب والانتظار.. وإنه ليس هناك شيء صعب على أمريكا عندما ترى شعباً يستبد به ويطلب المساعدة..
وهذا الفيلم الأمريكي لم يكن بالتحديد في ساحة الفردوس .. بل في جميع ميادين بغداد وقرب وزاراتها من صور ونصب تذكارية حيث أخذت تشاهد العراقيين يسرحون ويمرحون في التخلص من قيادته .. وذكراها..
وتقول أمريكا عبر ذلك.. هي الديمقراطية.. لا الاستبداد .. متناسية بأنها تدخل في الشؤون الداخلية.. وانه الضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved