* السيلية - بغداد - العواصم - الوكالات:
أعلن الأمريكيون عن مصرع جنديين من مشاة البحرية في معركتين جرتا في بغداد في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء البريطاني من «أخطار يجب ألا نستهين بها» في الحرب على العراق في أعقاب سقوط وسط بغداد . بينما يتحدث مسؤولون أمريكيون عن ارسال القنابل من نوع «أم القنابل» التي تزن الواحدة منها حوالي عشرة أطنان. فقد أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى أمس الخميس من قاعدتها في قطر ان أحد عناصر مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) قتل بنيران أحد القناصة على مشارف العاصمة العراقية.
وقالت القيادة ان الجندي من قوة الاستطلاع الأولى قتل الثلاثاء في الضواحي الجنوبية الشرقية من بغداد. ولم يكشف عن اسمه حتى يتم إعلام أقاربه.
وأفاد ضابط امريكي ان قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) واجهت أمس الخميس مقاومة عنيفة من قبل الموالين للرئيس العراقي صدام حسين على الضفاف الشمالية لنهر دجلة. موضحاً ان أحد رجال المارينز قتل وأن 13 آخرين جرحوا في هذه المعارك.
وقال السرجنت جيف تريبر «هناك 13 اصابة على الأقل وقتل جندي في القتال». وأوضح ان الفوج الأول من الكتيبة الخامسة تمكن من الاستيلاء على أحد أهم القصور الرئاسية في الجانب الشمالي من نهر دجلة.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس انه شاهد قوات المارينز تتعرض لاطلاق النارالساعة الثانية من صباح أمس الخميس من قبل مقاتلين يختبئون في المباني والسيارات والأسطح وتحت الجسور.
وقد اجتاحت وحدات من مشاة البحرية الأمريكية حياً في شمال شرق بغداد في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس وهاجمت قوات ما زالت موالية للرئيس العراقي صدام حسين باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف المورتر ونيران الرشاشات.
وحلقت طائرات في المنطقة لدعم وحدات مشاة البحرية وأفاد جنود بأنهم شاهدوا نيراناً عراقية مضادة للطائرات تنطلق الى السماء خلال الليل ضد الطائرات التي كان يسمع صوتها دون ان يراها أحد.
ولم يتضح على الفور حجم المقاومة التي لقيها الجنود الأمريكيون على الأرض أثناء غارتهم لكن مع انبلاج الفجر على العاصمة العراقية سكتت مدفعيتهم فيما أمكن فقط سماع أصوات زخات متقطعة من نيران الرشاشات.
وجاء الهجوم بعد ساعات من قيام جنود من مشاة البحرية الأمريكية بالمساعدة في إسقاط تمثال ضخم لصدام في ميدان بوسط بغداد مع انهيار حكم الرئيس العراقي.
وقالت مصادر عسكرية ان الغارة في الليلة قبل الماضية شنت لتأمين منطقة حول مدينة صدام وهي حي فقير يسكنه حوالي مليونين من الشيعة.
وعلى مسافة بعيدة شوهد حريق في الطوابق العليا من مبنى احدى الوزارات الحكومية قرب نهر دجلة وأصابت النيران صورة كبيرة لصدام تتدلى خارج المبنى.
وكان مشاة البحرية في منطقة نصب الشهداء التذكاري يتجولون في الشوارع صباح أمس الخميس دون أثر لمقاومة.
وعلى صعيد آخر أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الاربعاء ان القوات الجوية الأمريكية بدأت ارسال عدد كبير من القنابل التي تزن كل منها 5 ،9 أطنان وهي الأكبر في الترسانة الأمريكية التقليدية واصطلح على تسميتها بأم القنابل.
ولم يعرف سبب إرسال هذه القنابل التي تعادل في قوتها التدميرية قنبلة نووية صغيرة.
وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: «ما قالوه لنا اليوم إنها في طريقها» الى المنطقة.
وقد خرجت مؤخراً من مختبرات الأبحاث التابعة للجيش الأمريكي في ايغلين في فلوريدا (جنوب شرق) وتم اختبارها الشهر الماضي.
وهي النموذج الأقوى من قنبلة «ديزي كاتر» التي تزن 75 ،6 أطنان واستخدمت في فيتنام وكذلك في حرب الخليج (1991) وأفغانستان حيث استهدفت الكهوف التي كان يختبئ فيها عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
|