* بغداد - أ.ش.أ:
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن أسر سبعة آلاف عراقي بينما أعلنت بريطانيا عن وجود 6500 أسير عراقي لديها كمحصلة لثلاثة أسابيع من الحرب في العراق مما أثار العديد من الأسئلة حول بقية المدنيين العراقيين الذين دافعوا عن وطنهم ومدنهم .
وكانت الولايات المتحدة قد فتحت بالفعل واحدا مما يسمى بمعسكر اعتقال ميداني مخصص لايواء أربعة آلاف سجين في مكان لم تكشف النقاب عنه في جنوب العراق ويتوقع أن يتم توسيع نطاق المنشأة بحيث يتسع لأربعة آلاف أسير آخر في الأسبوع القادم.
لكن ماذا سيكون مصير الآلاف من أسرى الحرب العراقيين وما هي المعايير التي وضعها التحالف الأمريكي/ البريطاني للتعامل معهم وهل يتعامل التحالف مع المدنيين المدافعين عن بلادهم بنفس معاملتهم لجنود الجيش العراقي.
وفي العادة يقسم الأسرى الذين تم القبض عليهم في المعارك الى ثلاث فئات غير مقاتلين وهم عادة من المدنيين العراقيين الذين تم أسرهم أثناء القتال وتحتجزهم القوات المسلحة التابعة للتحالف من أجل حمايتهم والمحافظة على حياتهم الشخصية.
كما أن هناك المقاتلين الشرعيين وهم جنود عراقيون نظاميون ويرتدون الزي العسكري الرسمي وفي نهاية الحرب وطبقا للقانون الدولي فانه سيتم اطلاق سراحهم.
وأخيرا هناك مقاتلون غير شرعيين وهم عادة من رجال حرب العصابات والميليشيات الذين يقاتلون بعيدا عن سلطة القوات المسلحة النظامية0
ومن الناحية الفنية يتمتع المقاتلون أو المحاربون الشرعيون بحقوق الأسرى التي تخولها لهم اتفاقية جنيف للتعامل مع أسرى الحرب.
ومع ذلك صرح كوماندر كريس ايسليب المتحدث باسم القوات الأمريكية لشبكة «بي بي سي» البريطانية بأن الأمريكيين سيعاملون جميع المحتجزين كأسرى حرب حتى يتلقوا أوامر أخرى بشأنهم وأن الأولوية الآن هي ابعادهم عن ميادين المعارك والاهتمام باحتياجاتهم الانسانية والعلاج الطبي ثم بعد ذلك تجيء مسألة تحديد فئاتهم وهويتهم.
ويتعين في هذا الصدد القيام بمراجعة بسيطة لاتفاقية جنيف الثالثة التي تنص على توفير المؤن الغذائية الأساسية للأسرى التي تحافظ عليهم في حالة صحية طيبة مع توفير الملابس المناسبة لهم ويفضل زي الأسرى الأصلي وضرورة اطلاق سراح وتبادل الأسرى دون ابطاء أو تأخير بعد وقف اطلاق النار مع ضرورة حماية الأسرى في جميع الأوقات من أعمال العنف والتهديد ومن الاهانات وحب الاستطلاع العام.
كما تخول اتفاقية جنيف لجميع أسرى الحرب الحصول على الغذاء والمأوى والرعاية الطبية والزيارات من هيئات ومنظمات الاغاثة والحقوق الأخرى.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تراقب وترعى حقوق الأسرى في جميع أنحاء العالم انها تفقدت أحد المعسكرات في جنوب العراق وبدأت تسجيل أسماء الأسرى ونوهت الى قلق رئيسها ازاء ضرورة ضمان المعاملة الانسانية للأسرى وتفقد ظروف معيشتهم وابلاغ ذويهم بوضعهم وتدبير تبادل الأنباء بين الأسرى وأسرهم.
وتقضي اتفاقية جنيف بامكانية استجواب الأسرى من جانب محتجزيهم لكنهم غير مضطرين للادلاء سوى بأسمائهم ورتبهم العسكرية ورقمهم المسلسل في القوات المسلحة.
وتعتبر مسألة حماية الأسرى من حب استطلاع الجماهير من أكثر قضايا الحرب اثارة للجدل لا سيما عملية عرض صور للجنود الأسرى من الجانبين المتحاربين على شاشات التليفزيون.
ومن الناحية النفسية والسياسية تمثل صور الجنود المستسلمين أو الذين يقعون أسرى قيمة عالية للغاية ففي المراحل الأولى للحرب كانت واشنطن تأمل أن تشجع اللقطات الاخبارية المصورة لعمليات الاستسلام الجماعي للجنود العراقيين للحث على الانهيار السريع للنظام العراقي.
لكن صور الأسرى التي كان لها الأثر الأكبر أثناء الحرب حتى الآن كانت للأسرى الأمريكيين الذين اصابهم الذهول أثناء عملية استجوابهم على شاشة التليفزيون العراقي الرسمي.
وأثارت تلك المناظر الصدمة والغضب في الولايات المتحدة واتهامات بأن العراق ومؤسساته الاعلامية التي أذاعت اللقطات قد خرقت اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى.ومن جانبها أشارت الولايات المتحدة الى احتمال محاكمتها للقوات العراقية غير النظامية لقتالها ضد القوات الأمريكية ولأنها حسبما تزعم واشنطن خرقت القواعد الدولية للاشتباك.
يذكر أن الولايات المتحدة ظلت طوال فترة الحرب تذيع سلسلة من الحوادث التي تعرض خلالها الجنود الأمريكيون لنيران من الجنود العراقيين وقوات غير نظامية ترتدي ملابس مدنية فوق الزي العسكري أو قيامها بعمليات استسلام وهمية.
ومن المتوقع أيضا أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطها «بدعم من العديد من أكبر جماعات حقوق الانسان» من أجل محاكمة كبار مسئولي النظام العراقي الذين تزعم تورطهم في انتهاكات لحقوق الانسان.
ومع ذلك يقول الخبراء ان تحديد طريقة عقد مثل هذه المحاكمات وتحت أي سلطة قضائية أو قانون قد تصبح عملية معقدة وطويلة المدى وهل سيمثل ما يزعم بأنهم مجرمون أمام محكمة عسكرية أم محكمة دولية خاصة أم محكمة مدنية يتم الترتيب لها بصورة خاصة.
|