* واشنطن - أ.ش.أ:
آثارت التصريحات الصادرة عن كبار مسئولي الادارة الأمريكية خلال الساعات الماضية في أعقاب الفوضى التي عمت العاصمة العراقية عقب دخول القوات الأنجلوأمريكية بغداد أمس الأول تكهنات حول طبيعة الدور والرؤية التي تتبناها فرق مختلفة على المستوى الرسمي في واشنطن للتطورات المقبلة في الشرق الأوسط على المدى البعيد والقصير.
فقد اختلفت النبرة التى تحدث بها كبار المسئولين الأمريكيين تعليقا على التطورات الأخيرة في بغداد حيث اتصفت كلمات نائب الرئيس الأمريكي ديك تشينى ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد بتشدد مغلف بتحذيرات لأطراف وجماعات بمنطقة الشرق الأوسط بينما حرص البيت الأبيض والخارجية على استخدام عبارات مخففة وعدم توجيه تحذيرات لطرف أو آخر.
فمن جانبه كرر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الحديث عن التعاون بين الشبكات الارهابية ومن أسماها بالدول المارقة فيما يتعلق بالسعي الى الحصول على أسلحة الدمار الشامل.
وقال إن «التحالف» بين تلك التنظيمات الارهابية والدول المارقة يمثل أشد الأخطار الحالية على الأمن القومي الأمريكي وأن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في القضاء على هذا التحالف.
فيما جدد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد هجومه على سوريا متهما اياها بمساعدة معاوني الرئيس العراقي صدام حسين على الفرار من العراق.. وقال ان الولايات المتحدة حصلت على اشارات استخبارية تفيد بأن دمشق تساعد بعض العراقيين على التوجه الى سوريا وعددا أخر على الرحيل الى أماكن مختلفة.. كما جدد اتهاماته لسوريا بأنها زودت العراقيين بمعدات عسكرية لاستخدامها في مواجهة القوات الأمريكية والبريطانية.
وكانت واشنطن قد حذرت كلا من سوريا وايران مؤخرا من مغبة التدخل في الحرب التي تتزعمها في العراق.
ويرى بعض المراقبين أنه قد تكون التحذيرات الأخيرة جزءا من سعي أمريكا الى مراقبة بلدان شرق أوسطية أخرى ورسم خريطة جديدة للمنطقة عند انتهاء حرب العراق.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لقد تلقينا تقارير استخبارية تفيد بأن سوريا قدمت مساعدة من خلال تسهيل تنقل الناس بين العراق وسوريا.. وكرر مزاعم أدلى بها الشهر الماضي ومفادها أن سوريا ما زالت تزود العراق بالمعدات العسكرية.
وأضاف ان الولايات المتحدة تعتبر هذا التصرف عدوانيا وسنحاسب الحكومة السورية على ما ترسله من شحنات.
إلا ان دمشق نفت أن تكون قد زودت العراق بمعدات رؤية ليلية أو غيرها من المعدات العسكرية.
وجاءت التصريحات الحادة التي أطلقها رامسفيلد متوازية مع توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا.. وهو ما فسره البعض بأن سوريا ربما أثارت حفيظة واشنطن بشكل كبير نتيجة لقيادتها المعسكر المعارض للحرب على العراق في العالم العربي.
وفيما شهد العالم بأسره تقريبا صورا تم بثها عبر شاشات التلفزيون للدبابات الأمريكية وهي تدخل الى قلب العاصمة العراقية بغداد وسط هتافات العراقيين وجه البيت الأبيض تنبيها للشعب الأمريكي بأن الحرب لم تنته بعد.
وقال ا لمتحدث باسم البيت الأبيض أري فلايشر ان ما عرض على الشاشات هو فقط حي واحد من أحياء بغداد ولا تزال هناك الكثير من المناطق في بغداد التي تشكل خطراً على قواتنا المسلحة.. وهناك الكثير من المدن العراقية الأخرى التي لا تزال تشكل خطراً على أبنائنا.
وقال نحن وسط حرب وتراشق بالنيران وهناك مدن أخرى لم تسقط بعد في أيدي قواتنا.. مشيرا الى ان الرئيس بوش يشعر بارتياح ازاء التقدم الذى تحققه الحملة العسكرية والصور التي يبثها التلفزيون لأبناء الشعب العراقي وهم يكتشفون الحرية.. لكنه يظل محترسا لأنه يعرف أنه لا تزال هناك مخاطر كبرى أمامنا.
أما ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فقد تحدث عما أسماه بخطط تحقيق الانتصار فيما يتعلق بالسلام.. مشيرا الى أن خطط تحقيق السلام في العراق فيما بعد الحرب تشهد تقدما.
وقال باوتشر أن التركيز في الوقت الحالي يتمثل في العمل على اعادة الخدمات الأساسية للشعب العراقي وبدء خطوات بشأن ما يسمى بالسلطة العراقية المؤقتة التي ستعمل تحت اشراف الحكومة الأمريكية أو ما يعرف بمكتب اعادة التعمير والمساعدة الانسانية.
|