«ماذا كنت»
ماذا كنت قبل أن، أجدك سوى زورق صغير.. صغير بلا شراع وأحلام..
قد أضاع مجدافه ويصارع أمواج البحر وتلاطمه الرياح
كنت مدينة قديمة خالية من الأرواح ليس فيها سوى الطير الناعق بالأحزان ماذا كنت.. طيراً وحيداً جريحاً يتألم من الجراح يحترق بأوجاعه لا يجد من ينظر له بعين الحنان..
يطير يحلق يلتمس غصن ليدفئه من برد الشتاء..
ماذا كنت شجرة قد قطع عنها مصدر الحياة وقد ذبلت ثمارها وتساقطت أوراقها.
كنت كقنديل صغير يحاول أن يضيء من حوله بلا وقود وسرت.. بحبك مركبا يصارع الرياح والأمواج.. ومدينة خير يغني فيها طير الحب بأنغام الأفراح وبستان تزهر أوراقه وتثمر أشجاره.. ويعطر بأزهاره الآفاق بعبير النرجس والريحان.. هذا أنا كيف كنت.. يامن علمني معنى الحب والحياة.
ظل ألم
***
«عام مضى»
وداعاً أيها الراحل..
ومرحباً أيها القادم..
عام مضى وقلوبنا متعلقة به..
وعام أتى ونفوسنا متطلعة إليه.
لقد رحلت وجراح المسلمين تنزف.
واتى ذلك القادم من بعيد.
وجراحهم ما زالت تنزف.
وداعاً والحزن يعتصر قلوبنا.
على ما ارتكبنا من معاص..
واقترفنا من ذنوب.
وداعاً بعدد أيامك التي.
لم نجعلها في طاعة الله.
وأهلاً بك أيها القادم.
بعدد لياليك التي...
نرجو من الله.
أن تكون إسلاماً وسلاما.
شيمة العتيبي
***
قبل أن يرحل..
قال وهو يحزم حقائبه متأهباً للسفر.
قال بصوت شجي هز أعماقي من الداخل..
هل يا ترى سيكون هذا لقاءنا الأخير..؟
هل هكذا ترميني على أعتاب الماضي لتجدي البديل..؟
هل سيكون النسيان هو نصيبي..؟
تكررت الأسئلة.. وما زلت أنا صامتة لا أدري بماذا أجيبه..!!
قال: كل هذا لا يهم.. المهم هو قبل أن أرحل عن عالمك. أن تكوني قد استفدت مني.
ونهلت من العلوم والمعرفة التي أكنها لك في جوفي..
قبل أن تلتقي بغيري.. لتدرسي تفاصيله.. وتتعلمي منه.. ها هو الفصل الدراسي الثاني من هذه السنه سينتهي.. وسأنتهي أنا معه.. بأن أرحل إلى رف من أرفف المكتبة.. أو ربما إلى مكان آخر!!
ثم ماذا؟!!؟
يأتي غيري ليحدث له نفس المصير.. نعم..
قالها قبل أن يرحل.. قبل أن يهجم موسم الامتحانات.. لنأخذ منه ما قد قسمه الله لنا.
لننتهي بعد ذلك إما بالنجاح أو..؟؟؟
ويبقى ذلك السؤال..
هل يا ترى عرفنا مقدار الكتاب المدرسي..؟
وهل حقا استفدنا منه.. ونهلنا من علومه قبل أن نودعه..؟
أسئلة تحتاج إلى إجابة..!!
عنود جلاجل/ سدير- جلاجل
***
«ونبقى »
تغيبين مثل طائر النورس، لا أعلم إلى أي الجهات تغادرين القلب،
ثم تعودين خجولة من الأمس الجارح إلى ضفافك، ترفرف معك الروح، وفجأة تطيرين إلى حيث المجهول.
لا بأس ليكن الغياب قصيدتنا التي لم تكتسب بعد، لأننا لن نلتقي على حافة الجرح بعد الآن، وتذكري قول الشاعر
أسامر البدر لما أبطأت وأرى
في نوره من سنا اشراقها عرضاً
وهكذا نكون ولدنا غريبين يوماً.. ونبقى حبيبين دوماً.
سعود بن مطر الظفيري/الرياض
|