لماذا يتعمد البعض أن يهديك الألم.. دون أن يقف مع نفسه لحظة واحدة ليتخيل ردة فعلك عند مباغتة الألم لك.. بل إن البعض أصبح يتلذذ بإيلام الآخرين ويتفنن في اختراع سبل وطرق الألم..؟!
لماذا أصبح الفرح كلبن العصفور وكمستحيلات الحياة... التي زاد عددها في هذا الزمان!.. نسمع به ونتابعه في الأفلام.. لكننا لا نراه ولا نشعر به أبداً..؟!
لماذا يُصرُّ البعض على أن يؤذي نفسه بغباء.. ولدرجة تثير الشفقة!.. كالذين يعيشون حكايات حب من طرف واحد!.. وأولئك الذين ينامون على بساط الشك! والذين تغمض أعينهم ولسان المظلوم يدعو عليهم.. والذين يتهاونون في أداء الفرائض رغم إيمانهم بالموت والقبر والآخرة..؟!
يتغابى الناس لدرجة تثير الاشمئزاز.. فيصمتون عندما يكون الصمت إهانة، ويبتسمون عندما تكون الابتسامة شكلاً من أشكال الذل ويقتاتون الغباء بشكل قاتل ويتهاونون بما لا تجب الاستهانة به من أمور حياتهم ومستقبلهم.. وللأسف أصبحنا نحن منهم..!
فعن أي مرايا نتحدث..؟ وعن أي نوع منها.. الحقيقة أم المزيفة؟..
لنبدأ بالحقيقة.. تلك التي تعكس صفحات سنة كاملة.. ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع اليوم.. مَنْ يُقلّب صفحاتها يجد حبرها دماء الأبرياء.. مضمونها جثث هامدة من الأرامل والثكالى.. وصدى صوتها هي حشرجة الأرواح الطاهرة المؤمنة التي تخرج عن أجساد أنهكها الجوع وأتعبها التنقل والترحال من المخيمات إلى الملاجىء.. إلى الموت على مشارف الذل..؟!
أي مرايا؟.. مرايا سنة جديدة بدأت بإبادة شعب لا حول له ولا قوة.. عشر سنوات من الحصار ومنه إلى القصف بالصواريخ والقنابل.. كيف نتمتع بحق التعليم والغذاء ويحرم منهما طفلٌ بريء؟.. بينما بعض أثريائنا يغدقون أموالهم على أمور لا يقرها الدين ويستهجنها العقل؟.. لقد جفت ضمائرهم لدرجة نسوا معها معنى النخوة والبذل والتضحية..!أي مرايا؟..إن كنتم تريدون التحدث عن المرايا.. انظروا إلى وجهكم واجعلوا ضمائركم تعكس لكم حقيقة الذل والمسكنة التي أنتم فيها؟!
|