ان الاسلام حين وضع القواعد الاساسية لتنظيم المجتمع لم يغفل طبيعة الانسان وما فيه من فعاليات مختلفة بحسب كل فرد، قدرة، وفهما، ومجال تسابق كل في ميدانه حتى يفوز الافضل.
والاختلاف البنائي من فرد لآخر لا ينكره الا مكابر معاند، ولولا هذا الاختلاف لم نر ما يظهر من العباقرة والادباء والمفكرين في كل ميدان من ميادين الحياة العلمية والعملية.
يا اخي المسلم:
ان هذا التفاوت بين الافراد في الامم قرره الاسلام لأنه امر حتمي واقعي لابد من وجوده، تنطلق ابعاده من الكلمات والقدرات والمواهب التي يقدمها الفرد حيث تختلف صلاحيةً واهتماماً، تبعاً لمدى جهوده ونشاطه.
ولو تساوى الناس في ملكاتهم وقدراتهم ومواهبهم لما وجد المجتمع متناسقاً في توزيع افراده في الميادين المختلفة التي هي من مقومات بقائه.
يا اخي المسلم:
ان اختلاف الطاقات والملكات والقدرات والمواهب ليس بمقدور اصحاب المذاهب الوضعية التسوية بينها.
وجعلها ذات كفاءة واحدة، بل وليس هذا من اختصاصهم إنما هو من صنع الله الذي خلق الخلق على هذا التفاوت وهو
|