كم قال لي من يشفقون عليَّ من سوء المصير؟
هون عليك دع التشكي والتشاؤم والغرور
غرد مع الاطيار في الاوكار في الروض النضير
اركن مع الازهار في البستان واسبح في الغدير
كن كالنسيم الطلق او كن بلسما يشفي الصدور
كن كالرياض الخضر مقرونا بمرآها السرور
كن مثل ظل الدوح واقية الجسوم من الهجير
كن كالسماء الصحو صدرا.. او يدا مثل المطير
واذا اراد الدهر ظلمك لا تضجر.. او تثور
واثبت ثبوت الطود موفور الجداول والصخور
وابسم لنائبة الزمان فكل ما فيها حقير
اونم اذا سمح الزمان فأنت في ظل الحبور
وانس الاماني ان حظيت من الاماني باليسير
مازلت في سن البراعم ما درت اين الشرور!
ونراك منهوك القوى ومن الكآبة مستجير
ونرى دموعك ثرة ونرى مافيها غدير..!!
ونرى جبينك مقطبا وعلى محياك الحقير
دار الشقاء تشيدت والبؤس والالم المرير
ونرى لسانك صارخاً يشكو المآسي والثبور
ونراك تحسب هذه الدنيا ظلاما وهي نور
ونراك حيا بيننا وكأن جسمك في القبور!
ما بال حزنك طول هذا الدهر حيا لم يغور
اطرب اذا ناداك صوت مطرب عبر الاثير
وابسم لرؤيا كل ما بسمت لرؤياه الثغور
او تق الى شم العطور اذا تضوعت العطور
وتورد الوجنات واستسلامة الطرف الكسير
يا ايها المسكين قد ألمت نفسك بالتبرم والنفور
ماذا شجاك وانت غض كالزنابق والطيور؟!
فأقول في حزن يمزقني وفي ألم مرير
انا شاعر اضناه من احساسه صدق الشعور
قلبي يرق لكل صداح يغرد او يحلق او يطير
ويذوب ان لمس النسيم جداول الماء النمير
ويضج ان هدأ الوجود وسامر البدر المنير
يبكي اذا بكت الزنابق او تلاثمت الزهور
قلبي اذا عاتبته نادى ترى اين الضمير
اين الحنان المحض اين العطف بل اين الشعور؟!
افلا يثيرك مصرع الآمال في الوادي الكبير؟!
وتناثر الآهات من ثكلى شكت سوء المصير؟!
او صوت ارملة تقاذفها المنايا والشرور؟
وانين ابناء الشهيد ولوعة الطفل الصغير؟
وضجيج هاتيك السجون وهدم هاتيك القصور؟؟
ورضوخ هامات الاشاوس تحت هاتيك الصخور؟؟
افلا يثيرك ان قدسك تستجير ولا مجير؟
مسرى النبي وقبلتي الاولي وجامعها الكبير
لعبت بها نار اليهود ونحن في عطف الدثور
وتضاءت آمالنا حقا وجللها الغرور
وكأنه حلم معنى او من سفالات الامور
والله ان شاء الدمار لامة عبر العصور
نفث الخمول بجيلها فتضاءلت حتى تغور
واذا الشبيبة ابصرت في الخلق نورا اي نور
ركبت على ظهر العلا او حلقت مثل النسور
واذا المخاوف اوهنت عزم الشباب فلا ظهور
كلا ولا اشراقة تبهى الخواطر والصدور
الا اذا عمرت قلوب القوم بالايمان والعزم الوفير
وقضى على الاحقاد دين الله وانطلق الاسير
وتوحدت رايات هذا الشرق ذي الآمل الكبير
وتفاءلت بالنصر انى يممت انى تسير
شأن الفدائيين في حرب يحتمها المصير
ركبوا الصعاب وما دروا جور الليالي اذ تجور
وضعوا النفوس ضحية لله في أمل وقود
تركوا الحياة وما دروا عن حسن ربات الخدور
تركوا الحياة ويمموا شطر المنية اذا تدور
وسعوا حفاة للعلا يحودهم الألم المرير
نبض الفؤاد بحبهم ومع تحركهم يسير!
فبكيت من آلامهم وفعلت ما فعل الضرير!!
أفاكتسى حلل الرضى واخو الفدا بدأ حسير؟!
اترى الذ وموطني يشكو من الخصم الاجير؟!
اترى اغرد للجداول والزنابق والزهور؟!
والبلبل الغريد في اوكاره امسى اسير؟!
وطني الحبيب وانت منبع عزتي عبر الدهور
افديك بالروح الجريحة بالمزارع بالقصور
وطني وحقك لن انام وانت يقظان الزفير
