- يقوم الكثير من الأهل بزيارة طبيب أسنان الأطفال بغية علاج أسنان أطفالهم ليفاجأوا به يرشدهم إلى أن الطريق الوحيد لعلاج أسنان ولدهم هو تحت التخدير العام في المستشفى. في هذه المقالة نخوض في تفاصيل هذا النوع من علاجات الأسنان الخاصة بالأطفال.
إن توجيه سلوك الطفل في عيادة طبيب الأسنان والسيطرة عليه وإخضاعه للمعالجة السنية.. فن.. يحتاج فيه طبيب أسنان الأطفال إلى الصدق والصبر والتفهم لإمكانيات الطفل واتخاذه لمواقف حازمة للسيطرة عليه حين اللزوم.
إن الطفل الذي يبدو قلقا وغير مهيأ لتقبل خبرات جديدة أو الذي كوّن خبرات سيئة نتيجة معاملة خاطئة سابقة يتطلب جهداً خاصا لإعادة تكييفه قبل التمكن من تنفيذ أسهل الإجراءات العلاجية السنية له.
في الحالات التالية يجب على استشاري أسنان الأطفال أن ينصح الأهل بضرورة علاج أسنان طفلهم تحت التخدير العام:
1 تعدد المعالجات السنية، حيث إن معظم الأسنان قد أصابها التسوس، وبالتالي يتم علاج جميع الأسنان (حشوات + معالجات أعصاب + قلوع ) بوقت واحد.
2 الطفل صغير العمر- القلق - غير المتعاون الذي يقرر استشاري أسنان الأطفال أنه من غير الملائم محاولة علاج أسنانه بالعيادة.. كي يتجنب أي ردود فعل نفسية سيئة تجاه علاج الأسنان عموما وكي يضمن جودة الخدمة العلاجية السنية المقدمة.
3 الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية عامة (أصحاب بعض الإعاقات الجسدية أو العقلية على سبيل المثال).
عندما يقرر طبيب أسنان الأطفال أن العلاج يجب أن يتم تحت التخدير العام.. يطلب من الأهل القيام ببعض الفحوصات اللازمة للإحاطة بالحالة الصحية العامة للطفل. ويتم بالإضافة لذلك التحضير لفحص الطفل من قبل طبيب التخدير.
إن اجتياز الطفل لهذه المراحل بنجاح يؤهله لدخول المستشفى صباح اليوم المقرر للعلاج، وبعد تحضيره للتخدير العام يقوم الطبيب ذو الخبرة المناسبة لجميع الإجراءات السنية المطلوبة وبوقت محدود ( وسطياً ساعة ونصف).
ومع انتهاء عمل طبيب الأسنان داخل المستشفى يتم التحضير لخروج الطفل في نفس اليوم على أن يراجع طبيبه في العيادة خلال أسبوع من ذلك للمتابعة ولرسم برنامج وقائي مستقبلي.
إن الثورة العلمية بمختلف المجالات التي نعيشها تركت أثارها على كل مراحل عملنا الطبي بحيث قللت من المخاطر المتخذة في أي إجراء تحت التخدير العام نقوم به.
ورغم أنني أسمع الكثير من الروايات والقصص التي يتداولها الأهل عن محاذير التخدير العام وما يمكن أن ينجم عنه فإنني أؤكد هنا أن معظم هذه الأقاويل بعيدة عن الحقيقة العملية.
ولكي يكون الفرد منا على بينة فما عليه إلا استشارة الطبيب المختص ذي العلاقة من أجل سماع الحقيقة فقط دون مبالغات أو مخالطات. هذا وإن إمكانية إجراء علاج كامل أسنان الأطفال بوقت قصير وبجودة متميزة تحت التخدير العام في المستشفى هو أحد المكاسب التي نقدمها لأطفالنا إن دعت الضرورة.
(*) استشاري طب الأسنان للأطفال مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية
|